جدران شوارع سوهاج بتتكلم بالألوان.. مبادرة "جرجا بالألوان" تحول شوارعها لبورتريهات فنية.. فنانون تشكيليون يحولون مقالب القمامة لمناظر طبيعية جميلة.. ويؤكدون: خلدنا تاريخ مصر القديمة على جدران الأنفاق والأسوار

الأهالى: حدت من انتشار القمامة وسنقوم بتعميمها بكافة القرى والمدن

المشاركون: تاريخ المدينة على الجدران لتعرف الأجيال عظمة تاريخ مصر القديمة

"جرجا بالألوان - لون حياتك"، اسمان لمبادرة واحدة أطلقها المجتمع المدنى بمركز شباب ومدينة جرجا بالاشتراك مع شبابها المخلصين، المبادرة اتخذت على عاتقها تغيير الواقع وتحويل المنظر العام للمدينة من جدران صماء إلى جدران نابضة بالحياة مستخدمين فى ذلك الريشة والألوان حيث أصبحت المدينة بشوارعها وأنفاقها وأكشاكها تبلوه جميل، مرة يحمل الآثار الفرعونية وتاريخ الأجداد ومرة أخرى يحمل الزهور والأشجار والمناظر الطبيعية.

المبادرة لم يكن الهدف منها تغيير الشكل العام للمدينة فقط بل أن هناك هدفا آخر وهو حث المواطن الجرجاوى على الحفاظ على الشكل الجمالى وعدم إلقاء القمامة بالشوارع وإرشاد من يقوم بإلقاء القمامة إلى أن فعلته تشوه المنظر الجمالى للمكان ويجب أن نحافظ عليه.

المبادرة شاركت فيها الكنيسة والجمعيات الأهلية ومعهد الخطوط العربية وشباب المدينة ورجال الأعمال واضعين نصب أعينهم شيء واحد وهو مصلحة المجتمع قبل مصلحة الفرد.

"اليوم السابع"، انتقل إلى مركز ومدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج والتقى المشاركين فى المبادرة واستمع إلى آراء المواطنين بمدينة جرجا حول المبادرة.

وقال محمود حسن من أهالى مدينة جرجا، "بالفعل مبادرة "جرجا بالألوان، لون حياتك" غيرت الشوارع وأصبحت تحفا فنية أشجار زهور ومناظر طبيعية وبحيرات وتاريخ لدرجة أصبحنا نلتقط صورا تذكارية أمام أكشاك الكهرباء وأمام الجدران من كثرة جمالها والمبادرة جعلت كل شيء بالمدينة جميل ونتمنى أن تنتقل المبادرة من المدينة إلى القرى لتحولها إلى الشكل الجمالى التى عليه جرجا، ونتمنى أيضا أن تنتقل المبادرة إلى كافة المركز والأحياء والمدن على مستوى المحافظة.

يقول الدكتور خالد البعو، فنان تشكيلى، إن المبادرة كنا قد أطلقناها قبل ذلك من سنوات مضت ولكن الآن قمنا بتجديد المبادرة فى مركز جرجا وشارك فيها كل الأطراف فى مقدمتها الكنيسة والمجتمع المدنى ومجموعة من الشباب ورجال الأعمال بالمركز وجاءت دعم منا للوحدة المحلية لمركز ومدينة جرجا برئاسة عاطف الصمطى، رئيس الوحدة، الذى بدأ تزيين المدينة وتقليم الأشجار فقررنا أن يكون لنا دورا ندعم به المجتمع الحكومى وتم التغيير الكامل لشكل المدينة وتحويل المناطق التى كانت عبارة عن مقلب للقمامة إلى مناظر طبيعية فى غاية الجمال.

وأضاف البعو، أننا خلدنا تاريخ مصرنا القديمة على جدران الأنفاق والأسوار، كما أننا قمنا بكتابة أسماء كل المشاركين فى المبادرة باللغة الهيروغليفة تخليدا لدورهم البارز فى المبادرة ويعرف الجميع ماذا قدموا فى المبادرة.

وأشار عامر العسيرى، المشرف الفنى بمعهد الخط العربى، أننا قررنا أن نساهم فى المبادرة وأن يكون لمدرسة الخط العربى دورا بارزا فى تزيين وتلوين المدينة بالكامل ليعلم الجميع أن مدرسة الخط العربى تضم بين جنباتها فانين مبدعين أصحاب حس مرهف وراقى يستطيع أن يغير الواقع الموحش إلى مناظر جمالية مبهجة.

أما الدكتور أحمد طه، أحد المشاركين فى المبادرة قال: اليوم هنا لعمل الوحدة الذخرفية لنفق جرجا وأشارك فى المبادرة ضمن المشاركة المجتمعية وأنا من هنا أطلق دعوة إلى كل مدارس الخط العربى على مستوى المحافظة لتبنى المبادرة وتنفيذها داخل المدينة المتواجد فيها حتى تتحول كل المحافظة إلى لوحة فنية جميلة تريح النفس وتجعل المواطن فى كل مكان يحافظ على الشوارع والأنفاق ونحن مستعدون للمشاركة وتقديم العون لأى مركز أو حى أو مدينة من خلال الخبرات الطويلة لدينا فى الفن التشكيلى.

وأكد ممدوح فتحى القعيد، أحد أعضاء المبادرة، أن المبادرة بدأت بالأسوار وتم عقد اجتماعا مع كافة المسؤلين وقررنا إطلاق المبادرة وبعد الأسوار قمنا بتطوير النفق الذى كان الأهالى بمدينة جرجا يخافون المرور منه وبعد تلوينه وإنارته أصبح ملاذ آمن للمرور، كما أننا قمنا بتخليد تاريخ جرجا وقمنا بكتابة أسماء جرجا عبر التاريخ لكى يحث المار من النفق على المعلومات حول بلده جرجا ونذكر الأجيال الجديدة بتاريخ البلد حتى لا ننسى ما كانت عليه جرجا فى الماضى وما ستكون جرجا عليه مستقبلا .