فلوريدا درة تاج سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية.. الولاية حسمت من قبل ماراثون عام 2000 وتوقعات بتكرار نفس السيناريو.. الرئيس ترامب يحظى بدعم البيض والقرويين فيها.. وبايدن يعتمد على تأييد النساء والملونين

تحظى ولاية فلوريدا بأهمية كبيرة فى سباق الرئاسة الأمريكية، ليس فقط هذا العام، بل إنها اكتسبت هذه الأهمية منذ عقود مضت، وبلغت ذروتها عندما حسمت النتيجة فى انتخابات عام 2000، عندما منحت نتيجتها جورج دبليو بوش الفترة الرئاسية الثانية رغم عدم فوزه بأغلبية الأصوات الشعبية. وتدور كثير من التوقعات حول احتمال تكرار نفس السيناريو، وأن تحدد فلوريدا الفائز فى السباق الحالي أيضا.

تقول صحيفة نيويورك تايمز إن السباق الرئاسى فى فلوريدا يبدو مشابها لعام 2016 على الأقل فى أمر واحد، وهو أنه سيكون متقاربا على الأرجح، وربما يتم حسمه مجددا برقم مئوى واحد، لكن تحت السطح سيكون هناك خلافات جوهرية من حيث "من يصوت لمن".

bcfa3cbe75.jpg

 فبإمكان الرئيس ترامب أن يعتمد على الدعم المستمر من الناخبين القرويين والرجال البيض، فى حين أن منافسه الديمقراطى جو بايدن يحظى بدعم قوى من النساء والناخبين من أصول أفريقية عبر الولاية.

 لكن من غير المرجح أن يحتفظ بايدن بالدعم القوى الذى تمتعت به كلينتون فى السباق الأخير بين الناخبين اللاتينيين. وبدلا من ذلك، فإنه يسعى إلى الحصول عليه من الكتل التصويتية للبيض التي اعتمد عليها ترامب فى عام 2016 ولاسيما من كبار السن والضواحى.

وتشير استطلاعات الرأى الأخيرة إلى أن بايدن يتقدم ما بين ثلاث إلى ستة نقاط بين الناخبين المحتملين فى الولاية.

وتضع هذه الاستطلاعات بايدن فى وضع قوى للفوز فى فلوريدا بائتلاف، دعم جماعات ديموجرافية مختلفة، وهى الولاية التي تنبأ بنجاح بالفائز فى أخر ست انتخابات رئاسية.

4ca63e5b66.jpg

 

 التصويت المبكر

 أدلى كثير من الناخبين بأصواتهم مبكرا فى الولاية، فهناك أكثر من 7 مليون بطاقة اقتراع تم الإدلاء بالأصوات عبرها حتى مساء الخميس، وهو ما يمثل 80% من إجمالي الأصوات فى عام 2016. وشارك نسبة أكبر من الديمقراطيين فى التصويت مقارنة بالجمهوريين لكن ليس بفارق كبير، حوالى 200 ألف فقط. وهذه الميزة عكستها استطلاعات الرأى فى تقدم بايدن بين المستقلين الذين مثلوا خُمس أصوات التصويت المبكر حتى الآن.

 ويقول دانيال سميث، أستاذ العلوم السياسية واستطلاعات الرأى فى جامعة فلوريدا أن نسبة المشاركة من الناخبين الأكبر سنا قد فاجأته، ففلوريدا بها عدد هائل من المتقاعدين وهناك جهود كبيرة لاستقطاب هذا القطاع.

dcf237bc01.jpg

وقد تجلت أهمية ولاية فلوريدا يوم الخميس الماضى عندما تواجد ترامب وبايدن فيها فى نفس الوقت فى محاولة لجذب الناخبين، بالولاية التي تقول نيويورك تايمز إنها تمثل مرة أخرى أكثر جائزة مراوغة فى الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل.

 ومع تراجعه فى استطلاعات الرأى، سعى ترامب للفوز بأصوات المستقلين والمعتدلين برسالة عن الديمقراطيين الفاسدين. فى المقابل، يواجه بايدن حاجة ملحة بشكل متزايد لتعزيز تفوقه بفارق بسيط بين اللاتينيين، وهى كتلو ديموجرافية متنوعة فى فلوريدا، والتى صارع من أجل تحفيزها حتى الآن، فقد توجه للأمريكيين من أصول كوبية وفنزويلية وذكرهم بانتهاكات حقوق الإنسان فى بلدانهم الأصلية.

وترى نيويورك تايمز إن مواجهة بايدن وترامب فى مكان متقارب واحدا من أوضح الإشارات حتى الآن على أن كلا المرشحين لا يريان فقط أن حظوظهما السياسية مرتبطة بولاية فلوريدا، بل إنهم غير واثقين من أنهما متقدمين فيها.

وعلى الرغم من أن بايدن  قد فاز بأصوات المسنين الذين كانوا من قبل جزءا من قاعدة ترامب، فإن الرئيس يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين الجمهوريين المحافظين فى فلوريدا.

 ومثلما كان الحال مع ترامب، لم يتضح ما إذا كانت رسالة بايدن ستلقى صدى لدى عدد كاف من الناخبين يضمن له الفوز. إلا أن نائب الرئيس السابق اعترف بالدور الفريد الذى ستلعبه فلوريدا فى تحديد الفائز.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع