صراع نسائى على السلطة فى انتخابات نيوزيلندا.. رئيسة الوزراء تخوض المعركة ضد زعيمة المعارضة جوديث كولنز مع توقعات بفوز الأولى لنجاحها فى إدارة أزمة كورونا.. وجارديان تحذر من الاعتماد فقط على شعبية أرديرن الجارفة

تجرى نيوزيلندا انتخاباتها العامة فى الـ 17 من أكتوبر بعد تأجيلها فى السابق بسبب وباء كورونا،  وتحظى هذه الانتخابات باهتمام فى ظل المكانة الدولية التى اكتسبتها رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد إدارتها لأزمتى وباء كورونا وإطلاق النار على مسجد وقتل المسلمين فى مارس 2019.

 

وتشهد هذه الانتخابات صراعا نسائيا على السلطة بين أرديرن وزعيمة الحزب الوطنى المعارض جوديث كولينز. وتقول هيئة الإذاعة البريطانية إنه ليس غريبا على النيوزيلنديين أن تكون زعيمتهم امرأة. ووفقا للدبلوماسى النيوزيلندى، وارن سيريل، أصبح عاديا وطبيعيا أن تكون الزعيمة امرأة منذ عهد رئيسة الوزراء السابقة، هيلين كلارك، التى خدمت فى الفترة ما بين 1999 و2008. وأضاف أن كلارك، والتى تنتمى لحزب العمال، كانت "قيادية محترمة" ويُنظر إلى جاسيندا أرديرن على أنها "استمرار لها.

رئيسة وزراء نيوزيلندا
رئيسة وزراء نيوزيلندا


 

 ورجحت "بى بى سى" أن يكون موضوع التعافى الاقتصادى وتنمية الاقتصاد خلال السنوات القادمة على رأس أولويات المرأة التى ستنجح فى الوصول إلى قيادة البلاد. وذلك لأن الإجراءات التى اتُخذت لاحتواء وباء كورونا أضرت بالوضع الاقتصادى وتسببت بأسوأ ركود منذ عام 1987.

 

ويقول وارن سيريل إنه رغم تعقيد النظام الانتخابى فى بلاده، ورغم المفاجآت التى قد يخبئها يوم التصويت، إلا أن السيناريو المتوقع غالبا هو فوز حزب العمال، الذى ترأسه جاسيندا أرديرن، وبالتالى يتوقع أن تشكل أرديرن حكومة ائتلاف مع حزب الخضر.

ارديرن مع أنصارها
ارديرن مع أنصارها


 

وفى مقال نشرته مجلة إيكونومست، وُصفت أرديرن بـ"جاسندريلا"؛ إذ انتقلت من مسار إلى آخر بشكل مفاجئ بفضل مجموعة قرارات مهمة اتخذتها. لذا ستكون الانتخابات أشبه "بحكاية خيالية" بالنسبة لها. فقبل وباء كورونا، وفقا للمقال، كان يُعتقد أن أرديرن كانت فى طريقها نحو خسارة منصبها هذا العام، خاصة وأن كثيرا وعودها الانتخابية الماضية لم تنفذ، لاسيما فيما يتعلق بالإسكان.

جوديث كولنز
جوديث كولنز


 

 أما عن منافسة أرديرن، جوديث كولنز، فقد عملت فى المحاماة حتى دخولها البرلمان عام 2002 وتولت عدد من الوزرات منها وزارة الشرطة والإصلاح، التى كانت سببا فى منحها لقب المرأة الساحقة بعد دعمها لتشريع لسحق سيارات يقودها مراهقون بشكل طائش، وفقا لبى بى سى.  وتصفها شارلوت جرام ماكلى فى مقال بالجارديان إنها شخصية لامعة ومفعمة بالحياة ومعجبة بأسلوب رئيسة وزراء بريطانيا الشهيرة، مارجريت ثاتشر، وتسير على خطاها، حتى أنها كتبت فى سيرتها الذاتية: "بالنسبة للمنتمين لحزب المحافظين، مثلي، فإننا نرى أن ثاتشر كانت المسئولة أكثر من أى شخص آخر عن إعادة بريطانيا لتقف على قدميها بعد عقود من التراجع الاقتصادى".

 

 من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن أريدرن تحظى بشعبية كبيرة فى استطلاعات الرأى، لكن هناك خطر كبير فى اعتماد حزب العمال الذى تنتمى إليه وتعليق كل آماله على شخصيتها.

 

وأوضحت الصحيفة أن الشعبية الكبيرة التى تحظى بها أرديرن غير مسبوقة فى نيوزيلندا. وفى ظل عام الفوضى عام 2020، فإن "عادية" أرديرن أصبحت أمرا غير عادى، ومحل ارتياح بعد أشهر من الغرابة والتغيير.

 

ويتقدم حزب العمال فى استطلاعات الرأى بفارق 15 نقطة عن الحزب الوطنى المعارض، ويخوض معركة للحكم منفردا، وهو أمر نادر فى نظام الانتخاب النسبى فى نيوزيلندا المصمم بهدف إنشاء حكومات ائتلافية.

 

 وعزز موقف حزب العمال تعامل رئيسة الحكومة مع أزمة فيروس كورونا التى حظيت بإشادة من المراقبين رغم أنها دخلت البلاد فى حالة ركود. كما أن أزمات أخرى وقعت خلال فترتها منها إطلاق النار على مسجد كرايستشرش فى مارس 2019.

 

 بينما هاجمت كولنز البالغة من العمر 61 عاما، والتى تكبر  أرديرن بـ 21 عاما، لطف منافستها خلال الوباء، وقالت إن رئيسة الوزراء قدمت للناخبين فقط الحب والأحضان فى أعقاب الوباء العالمى. بينما تقدم لهم كولينز الأمل والوظيفة، وتعهدت بدعم الاقتصاد.

 

وتشير الجارديان إلى أنه برغم شعبية أرديرن الجارفة، إلا أن هناك بعض المشكلات التى تواجهها مثل معالجة أزمة الإسكان ووزرائها مثيرى المشاكل والاتهامات لحزبها العمال بالفشل مرارا فى تقديم رؤية واضحة حول التعافى من كورونا.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع