اتخذت التحقيقات التى تجريها الهيئات القضائية فى لبنان، بشأن حادث انفجار مرفأ بيروت، منحنى جديد، بعد أن وجهت اتهامات لـ25 شخصا فى الحادث، وبعد أن دخل مكتب التحقيقات الفيدرالى "FBI"، على خط التحقيقات، ليجد بذلك حزب الله اللبنانى نفسه فى ورطة، وفى مأزق لم يكن يخطر بباله ولا بخاطره.
تعيين القاضي فادي صوان محققا عدليا في القضية
فبعد الاتفاق على تعيين القاضي فادي صوان، محققا عدليا في القضية، تسلم ادعاء النائب العام لدى المجلس العدلي، القاضي غسان عويدات، مع محاضر التحقيقات الأولية الخاصة بالحادث.
وبدأ المحقق العدلى القاضى فادى صوان فى دراسة محاضر التحقيقات الواردة إليه، تمهيدا للبدء فى إجراءات التحقيق، واستجواب عدد من المتهمين والمحتجزين على ذمة القضية، المقرر لها يوم الإثنين المقبل.
توجيه تهم الإهمال والتقصير لـ25 شخصا
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام فى لبنان، ووسائل إعلام لبنانية، شملت ورقة الطلب التي أعدها النائب العام لدى المجلس العدلي، توجيه تهم الإهمال والتقصير إلى 25 شخصا في حادث انفجار مرفأ بيروت، بينهم 19 من المحتجزين على ذمة القضية.
ويأتى من بين أبرز المحتجزين على خلفية اتهامهم فى انفجار المرفأ، المهندس حسن قريطم، مدير مرفأ بيروت، وبدري ضاهر، مدير عام الجمارك، وشفيق مرعي، المدير العام السابق للجمارك.
كما طالب النائب العام لدى المجلس العدلي ضم كل من تثبت التحقيقات اتهامه، سواء كان فاعلا أو شريكا أو متدخلا أو مقصرا، إلى قائمة المتهمين، وتوجيه تهم الإهمال والتقصير إليهم، مع المطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم من مذكرات التوقيف بناء على مواد الادعاء.
إرجاء التحقيق مع الوزراء
وقرر القاضي غسان الخوري، إرجاء التحقيق مع وزراء الأشغال والمال، بعد أن استدعاهم للمثول للتحقيق، والاستماع إلى أقوالهم بشأن حادث تفجير المرفأ، حيث كان من المقرر أن تبدأ التحقيقات اليوم الجمعة، ولحين قيام المحقق العدلى فى القضية، القاضي فادي صوان، كتابا الى النيابة العامة التمييزية يفيد بعدم اختصاصه بالتحقيق مع وزراء، ومن ثم يعود الأمر الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء عبر النيابة العامة التمييزية، على أن تتابع بعدها التحقيقات لتحديد مسؤولية الوزراء المعنيين.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن القاضي غسان عويدات، النائب العام التمييزي يجرى اجتماعات قضائية وأمنية متلاحقة، ويقوم بدراسة التقارير الأمنية التي ترده من مسرح الجريمة فى المرفأ، فضلا عن تقارير الخبراء الفنيين، كما يتابع التحقيقات التي يجريها فريق من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بقبرص، مع قبطان السفينة "روسوس" التي نقلت نترات الأمونيوم وأفرغتها في مرفأ بيروت المنكوب.
فريق من "FBI" ينضم للمحققين
وكشفت المعلومات أن فريقا من محققي مكتب التحقيقات الفيدرالى "FBI" سينضم يوم الأحد المقبل إلى المحققين اللبنانيين والأجانب، المختصين بالتحقيق فى حادث انفجار المرفأ، ليصبح بذلك عدد فرق التحقيق الأجنبية فى لبنان 4، فرنسية وتركية وروسية وأمريكية.
كانت العاصمة اللبنانية قد شهدت أحداثا مؤسفة، قبل 10 أيام، وتحديدا يوم 4 أغسطس الحالى، حينما انفجر مرفأ بيروت، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد ما يقرب من 300 ألف شخص، جراء الدمار الذى لحق بالعاصمة بيروت.
ومنذ ذلك الحين، اندلعت تظاهرات نظمها محتجون، طالبوا خلالها باستقالة الحكومة التى يترأسها حسان دياب، وبرحيل النخبة السياسية الحاكمة، وعلى الرغم من رحيل حكومة دياب، إلا أن الشارع اللبنانى لم يهدأ، إذ يصر المحتجون على التحقيق فى الحادث ومحاسبة كل مسئول تسبب فى وقوعه.
هذا الخبر منقول من الفجر