لم يعد لبنان يفيق من أزمة أو كارثة، حتى يقع فى أخرى، فمنذ أن شهد اقتصاده انهيارا ربما لم يمر مثله على لبنان، على مدى عقود، ومنذ أن تعرض البلد العربى، كغيره من البلاد العربية والأجنبية، لجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19، التى وضعت القطاع الصحى والطبى اللبنانى فى مهب الريح، حين أنهكته فى حربه ضد الفيروس، لم تقم للبلد قائمة، ليظل لبنان الجريح يعانى ويلات الانهيار الاقتصادى وجائحة كورونا، وبينما هو كذلك، إذ تلحق به كارثة أخرى، حين انفجر مرفأ بيروت قبل 10 أيام، وتحديدا يوم 4 أغسطس، مما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص، من جراء الدمار الذى لحق بالعاصمة اللبنانية.
وبينما لا يزال الجرح، الذى شج قلب لبنان بتفجير المرفأ، مفتوحا، لم يلتئم، تعود جائحة كورونا تلقى بظلالها، ليس على الصعيد اللبنانى فحسب، وإنما على صعيد عالمى، إذ تعانى بلاد عدة من تزايد ملحوظ فى أعداد المصابين بكورونا، فى موجة تأتى امتدادا للموجة الأولى من الجائحة، وسط مخاوف من موجة ثانية توشك أن تضرب بلاد العالم من جديد.
وفى ظل تزايد أعداد المصابين، أعلنت العديد من الدول عن تمديد إجراءات الإغلاق الجزئى، والعزل، وفرض الحظر، وغلق المطارات، ضمن مجموعة من الإجراءات التى تتخذها تلك الدول لمواجهة تداعيات الجائحة، والحد من انتشار الفيروس، وهو ما قد ينعكس سلبا على لبنان، الذى ربما تنتظره كارثة أخرى فى ظل الزيادة الملحوظة التى يتم تسجيلها فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا فى بعض الدول، والتى قد تمتد إلى دول أخرى، من تلك التى لم تزل قائمة على توجيه المساعدات ومواد الإغاثة إلى لبنان، لإعادة إعمار العاصمة بيروت، والعبور بالبلد العربى من تبعات الأزمات التى لحقت به واحدة تلو الأخرى.
ففى حالة استمرار الدول فى تسجيل إصابات جديدة بالفيروس، ومع تنامى أعداد المصابين والوفيات، قد تضطر تلك الدول إلى العودة لإجراءات الحظر التى كانت قد فرضتها من قبل وقت تفشى الفيروس، والتى تم التخفيف منها بانخفاض عدد المصابين، وبالتالى فإن لبنان قد ينتقل من وضعه الكارثى الحالى، إلى وضع أشد كارثية، حين لا تستطيع دول مانحة أن تبعث إليه بمساعداتها.
وفى حين يعانى لبنان نفسه من زيادة فى أعداد المصابين بكورونا، ربما لن يكون الأمر قاصرا على الدول المانحة التى تقدم إليه المساعدات، وإنما سيتسع الأمر إلى أن يشمل لبنان الذى قد يحتاج إلى مزيد من تلك الإجراءات الوقائية والاحترازية التى يتم فرضها للحد من تفشى الوباء، ومنها الإغلاق الجزئى والعزل وفرض حظر التجوال، وغيرها من الإجراءات التى لا يأمل اللبنانيون أن يقعوا أسرى لحصارها.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الجمعة، عن تسجيل 334 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، وحالتى وفاة، بذلك يرتفع إجمالى عدد الإصابات إلى 8045 حالة، فى حين يبلغ إجمالى عدد حالات الوفاة 94 حالة.
هذا الخبر منقول من الفجر