أسعار الغاز المرتفعة تحرق رصيد تنافسية منتجات مصر فى الخارج.. خفضه لـ 3 دولار ضرورة ملحة فى ظل تضرر القطاعات من كورونا.. ومصير الصادرات مرتبط بالسعر الجديد مع تراجعه عالميا إلى 2.5 و 3 دولار للمليون وحدة

أسعار الغاز المرتفعة تحرق رصيد تنافسية منتجات مصر فى الخارج.. خفضه لـ 3 دولار ضرورة ملحة فى ظل تضرر القطاعات من كورونا.. ومصير الصادرات مرتبط بالسعر الجديد مع تراجعه عالميا إلى 2.5 و 3 دولار للمليون وحدة
أسعار الغاز المرتفعة تحرق رصيد تنافسية منتجات مصر فى الخارج.. خفضه لـ 3 دولار ضرورة ملحة فى ظل تضرر القطاعات من كورونا.. ومصير الصادرات مرتبط بالسعر الجديد مع تراجعه عالميا إلى 2.5 و 3 دولار للمليون وحدة

تعتبر تكلفة الإنتاج المرتفعة أحد عوائق زيادة الصادرات، بل تقف عائقا أمام منافسة المنتجات المصنعة محليا فى الخارج، الأمر الذى يضع على عائق المنتجين عبئ كبير، وقد ارتفاع التكلفة له عدة أسباب، منها ما يرتبط بخامات الإنتاج، أو زيادة فى أعباء التشغيل، وكذلك ارتفاع سعر الطاقة.

 

هنا فى مصر، نجد أن أسعار الطاقة الدولة اتخذت فيها شوط كبير لتقليل سعر بيعها للمصانع، منها خفض سعر الكهرباء 10 قروش فى إطار قرارات الحكومة الصادرة فى 17 مارس 2020 لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، وكذلك خفض سعر الغاز للمليون وحدة حرارية للغاز من 5.5 دولار إلى 4.5 دولار، ورغم الخفض الأخير فى الغاز إلا أن سعره لا يزال مرتفعا ويمثل عائق لدى بعض الصناعات.

 

كافة القطاعات الصناعية، خاصة كثيفة الاستهلاك للغاز الطبيعى، ترى أن الخفض الأخير لسعر الغاز لا يحقق التوازن فى المعادلة الإنتاجية حاليا، حيث يظل سعر 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية يمثل عبئ على الصناعة، فى الوقت الذى تتزايد فيه الضغوط على القطاع الصناعى بالمرحلة الحالية، نتيجة تضرر الأسواق جراء تفشى فيروس كورونا، الذى تسبب فى ضغط أكبر على الصناعة، نتيجة التزامها بدفع الرواتب وكافة المصروفات من ضرائب ورسوم وتكاليف الكهرباء والمياة والغاز، فى الوقت الذى تراجع فيه الطلب على المنتجات المختلفة، خاصة منتجات مواد البناء وكذلك الهندسية وغيرها.

 

ويتزامن مع كل هذا هبوط سعر المليون وحدة حرارية عالميا إلى ما بين 2.5 إلى 3 دولار، وهنا سنجد أن الفارق بين السعر العالمى للغاز وسعره فى مصر، يعتبر زيادة فى تكاليف التصنيع لدينا، الأمر الذى يقلل من تنافسية المنتج المصرى بالخارج، لأن المستورد يبحث عن المنتج بأقل تكلفة، لذلك سنجد أن الأسعار بوضعها الحالى أحد الأعباء على كاهل الصناعة الوطنية.

 

وتزايدت مؤخرا مطالب المجتمع الصناعى، بضرورة خفض أسعار الغاز للصناعات المختلفة، وعلى رأسها صناعة الصلب وغيرها من الصناعات التي تساهم في توفير آلاف الوظائف، مؤكدين أن هناك نتائج إيجابية عدة للاقتصاد المصرى وللصناعة حال اتخاذ قرار بمراجعة أسعار الغاز وخفضها، في إطار خطط الدولة لدعم الصناعة المحلية.

 

 

ويعد قطاع الصناعة فى مصر هو قاطرة النمو، لما يساهم به هذا القطاع من توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بشكل سنوى، حتى أن إجمالى المشتغلين بهذا القطاع بلغ أكثر من 18 مليون شخص بحسب تقديرات اتحاد الصناعات، إلا أن معاناة القطاع الصناعى بسبب أسعار الطاقة ومنها الغاز لا يزال العبئ الأكبر حاليا.

 

 

 

وبعد تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016، شكا المصنعون من زيادة كبيرة فى سعر التكلفة الإنتاجية، بسبب تضاعف سعر الدولار، لكن على الجانب الآخر كان هناك تكلفة أخرى فاقمت من مشكلات القطاع، وهى أسعار الغاز للمصانع بصفة عامة، ولصناعة الصلب بصفة خاصة، لما للأخيرة من دور كبير فى اتاحة 30 ألف وظيفة واستثمارات تتجاوز الـ 150 مليار جنيه.

 

 

وشهدت صناعة الصلب فى الفترة الأخيرة حالة من التراجع الملحوظ، الأمر الذى انعكس على حجم الصادرات، نتيجة ارتفاع فى تكلفتها، جراء احتساب سعر الغاز بـ 5.5 دولار للمليون وحدة حرارية، والذى انخفض إلى 4.5 دولار، إذ كشفت بيانات حديثة صادرة عن هيئة الرقابة على الصادرات المصرية، هبوط صادرات مصر من الحديد والصلب بنسبة 34% مسجلة 635 مليون دولار، بالفترة من يناير إلى نوفمبر 2019 مقابل 968 مليون دولار بالفترة ذاتها من 2018.

 

وتعد صناعة الحديد من بين القطاعات المرشحة لتحقيق طفرة وتطورات كبيرة في حال اقرار الحكومة تعديلات جديدة على أسعار الغاز، حيث يشكل عنصر الطاقة نسبة لا بأس بها من إجمالى تكلفة الإنتاج، وبالتالى فإن خفض أسعار الغاز يعتبر دفعة قوية لتحقيق التوازن داخل السوق المحلية ويدفع المنتجين للتوسع خارجيًا أيضا، علما بأن الحديد عصب رئيسى للتنمية فى الوقت الحالي.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع