تسبب انتشار فيروس كورونا فى تركيا إلى شل الحياة السياسية والعمل البرلمانى التركى خوفا من انتشار المرض، فى الوقت الذى ظهرت فيه تساؤلات حول إصابة أردوغان بهذا الفيروس المستجد، وإخفاء النظام التركى هذا الخبر عن الشعب، وفى هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن الأحزاب السياسية فى تركيا قررت إلغاء اجتماعاتها بمقر البرلمان التركى، فى خطوات وقائية من انتشار وباء كورونا القاتل كوفيد 19، فيما لم تعلن قيادات الأحزاب عن مدة زمنية محددة لعودة الاجتماعات مرة أخرى، حيث قالت صحيفة "أوضة تى في" التركية، اليوم الأحد، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، برئاسة رجب طيب أردوغان، أعلن عن إلغاء اجتماع أعضاء الحزب الذى كان من المقرر انعقاده غد الاثنين، وكذلك تأجيل اجتماعى مجلس إدارة الحزب واللجنة التنفيذية المركزية.
فيما أكد نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهورى أوزجور أوزال، فى بيان رسمى عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، أن الحزب قرر إلغاء الاجتماع الأسبوعى له بالبرلمان والذى كان من المقرر له يوم الثلاثاء 17 مارس، فيما أعلن نائب رئيس كتلة حزب الحركة القومية بالبرلمان، إركان أكتشاى، أن الحزب قرر إلغاء اجتماعه بالبرلمان الذى كان من المقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل، فى سبيل اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من فيروس كورونا.
وأضافت الجريدة أن مصادر بالبرلمان التركى أكدت أن الأحزاب الأخرى مثل حزبى الخير والشعوب الديمقراطى فى طريقهما لإعلان القرار نفسه.
كما ذكرت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، أن رئيس جمعية منتجى المكرونة فى تركيا، نهاد أويسالى، علق على مسارعة المواطنين فى تركيا بشراء المكرونة بكميات كبيرة وتخزينها منذ إعلان وزير الصحة التركى، فخر الدين كوجا، يوم الثلاثاء الماضى، تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث دعا رئيس جمعية منتجى المكرونة فى تركيا المواطنين إلى التحلى بالهدوء وعدم الذعر، فيما أعلنت تركيا اليوم الأحد تسجيل الإصابة السادسة بفيروس كورونا المستجد.
أويسالى أكد أن أسعار المكرونة ارتفعت بسبب سلوك المواطنين، وقال: "كانت أسعار المكرونة محددة وواضحة للجميع، مواقع التجارة الإلكترونية كان تبيعها بسعر أعلى بعض الشيء بعد إضافة تكلفة الشحن والعمولة على السعر الفعلى، فيما استغلت المتاجر تزايد الطلب على المنتجات الغذائية ومواد التنظيف ورفعت أسعارها بشكل مبالغ به".
وأضاف: كان سعر المكرونة يبلغ 3 ليرات. المواطن لم يكن يشتريها من خلال الإنترنت، فنصيب مواقع التجارة الإلكترونية من المكرونة منخفض جدا، لم يكن أحد يهتم بسعر المكرونة على هذه المواقع. أثيرت الفوضى عندما بادر المواطنون بالهجوم على المكرونة بالمحلات، حينها بدأت مواقع التجارة الإلكترونية ببيع المكرونة بأسعار تصل إلى 17 ليرة.
وطالب أويسالى بعدم الذعر وإثارة الفوضى، قائلا: احتياطى تركيا الحالى من المكرونة يبلغ 800-900 ألف طن. حجم صادراتنا السنوى من المكرونة يبلغ 1.3 مليون طن، بينما يبلغ حجم الاستهلاك المحلى لها 650 ألف. قدرتنا الإنتاجية السنوية تبلغ 2.9 مليون طن. نحن أوقفنا عمليات التصدير للمكرونة بشكل مؤقت، لهذا لا داع للذعر. قد نوقف التصدير لأسبوعين إضافيين إن استدعت الحاجة لهذا. سنغرق كل منزل فى تركيا بالمكرونة.
وذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن الكاتب الصحفى، أحمد نسين، تساءل حول الوضع الذى ستكون عليه تركيا إذا أصيب الرئيس رجب أردوغان بفيروس كورونا، حيث قال نسين إن بعض الإجراءات التى تتخذها الحكومة التركية تؤدى إلى نشر فيروس كورونا فى البلاد، فى ظل انعدام الشفافية.
وتساءل: "أليس من الخطر إرسال اللاجئين السوريين إلى الحدود مع اليونان بهذا الشكل وسط انتشار فيروس كورونا عالميًا؟ ألا يشكل هذا خطرًا على تركيا واليونان أيضًا؟ لماذا إذًا؟، وفى مقاله الذى حمل عنوان "هل المصاب بفيروس كورونا هو أردوغان نفسه"، قال الكاتب التركى: السلطات تخفى المريض المصاب بالفيروس وكذلك مدينة الإصابة! لماذا؟
وقال الكاتب التركى إنه يستبعد أن تبادر السلطات التركية إلى إخفاء إصابة أحد المواطنين أو حتى الطيارين الذين يجرون زيارات خارجية دومًا بالمرض الجديد، متابعا: إخفاء بيانات المريض أثار لدى شكوكا كبيرة وتساءلت فى نفسي: من هو الشخص الذى يتكتم على اسمه إذا أصابه كورونا فى بلد متخلف مثل تركيا؟ ومن هو الشخص الأكثر قابلية للإصابة بهذا الفيروس؟ ولماذا يصيب هذا الفيروس بعض الأشخاص بشكل أسهل مقارنة بالآخرين؟.
ولفت الكاتب التركى إلى أن رجب طيب أردوغان والوزراء الذين يخرجون فى جولات خارجية باستمرار هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الجديد، مؤكدا أن أردوغان سيخفى حتمًا عن الرأى العام إذا ما أصيب بفيروس كورونا، كما استرسل الكاتب فى ذكر عدد من الأمثلة التى أخفى فيها أردوغان مرضه عن الرأى العام، قائلا: أردوغان يخفى عن شعبه إصابته بالصرع؛ لأن الإصابة بالصرع تجعل العسكريين يحالون إلى التقاعد، وكذلك الأمر إذا أصيب به القادة السياسيون.
ولفت الكاتب الانتباه أيضا إلى أن أردوغان يعانى من سرطان فى القولون كذلك، وأجريت له عمليتان جراحيتان فى وقت سابق، قائلًا: لكن هل الشعب يعرف آخر تطورات وضعه الصحي؟ ما هو وضع إصابته بالسرطان؟ هل يستمر فى تلقى علاج كيماوي؟ لماذا تم إجراء عملية جراحية ثانية له؟ هل ذهب أردوغان للعلاج سرًا فى مستشفى بمدينة جولن الألمانية؟ كل شيء يتم التعتيم عليه.. لماذا؟
وأثار مقال نسين تساؤلات حول ما إذا كان أردوغان يخفى مرضه وإصابته بفيروس كورونا، خوفا من أن يفتح ذلك الأبواب لنقاش حول ضرورة إقالته من منصبه بعدما أصبح غير قادر على إدارة البلاد بسبب مرضه.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع