عمدة المصريين في أوغندا يحكي لليوم السابع قصة 200 فرعون يؤثرون في عصب الاقتصاد.. وتفاصيل صراعهم مع رأس المال الإسرائيلي.. وكيف استفاد أبناء النيل من طرد اليهود.. وحرب الهنود ضد الصناعة المصرية

بشاشة وجهه يعرفها المصريون في كامبلا، الزائر والمقيم يعرفه، فهو أقدم مواطن مصرى يعيش في أوغندا لأكثر من 40 عاما، بدأ رحلته عام 1976، وعاصر الثورات والاضطرابات وسنوات الشدة والرخاء في أوغندا، إنه محمد طه ابن محافظة القاهرة، خريج المعهد العالي المصرى بشبرا، المعروف بعمدة المصريين في أوغندا.

 

عمدة المصريين حكي لليوم السابع قصته مع اليهود والهنود، وكيف استفاد المصريون من طرد اليهود عقب وصول "عيدي أمين" للحكم، وكذلك قصته مع ألاعيب التجار الهنود الذين تسببوا فى إغلاق مصنعه الصغير، الذى دشنه فى أوغندا، وكذلك حراك إسرائيل الاستثماري في أوغندا.

 

وفق حديث محمد طه، فإنه بدأ حياته في أوغندا نهاية السبعينات في شركة ليبية خاصة، وبعد أن تعرف على السوق الأوغندي نزل إلي مصر ليبدأ عملية تصدير الأحذية، وهي بداية حياته العملية، ويقول طه "بعد الحرب الاقتصادية التي شنها عيدي آمين رئيس أوغندا ضد اليهود في السبعينات، استفاد منها المصريون بشكل كبير، ووسعنا الاستيراد من مصر في الأحذية والألومنيوم والبطاريات، حتي أننا كنا نشحن البضائع بالطائرات".

 

 

هل خروج اليهود من أوغندا أفاد المصريين؟

 

دي حقيقة، إحنا ركزنا على الاستيراد من مصر، حتى وصلت عملية الشحن إلى 40 طنا عبر الطيران، وبداية عملنا لم يكن برأس مال كبير، ووفرت 3 آلاف دولار ودي كانت بداية الانطلاق.

 

تحدثت معى عن الثورات في أوغندا وأنها دمرت اقتصاد مصريين هنا.. فما قصتهم؟

 

أوغندا شهدت ثورات وانقلابات كثيرة، وهنا عكس مصر، أي ثورة معناها أن كل حاجة بتتسرق منك، المخازن والمحلات والبضائع في الموانئ، السرقات مش ضد الأجانب فقط، لكن أهالي البلد نفسهم بيتعرضوا للسرقة، وسنة 1984 اتعرضت لخسارة كل التجارة بتاعتي هنا.

 

 

ما المجالات التي يعمل فيها المصريون وهل يتزايد عددهم؟ 

عددنا كبير هنا، أكثر من 200 مصرى يعملون بنجاح، منهم أطباء ومهندسون ومستوردون وتجار وناس في مجال الزراعة والطب البيطري، وحالياً إحنا فى المرحلة الأخيرة لتأسيس الجالية المصرية، وفي ناس ليها علاقات قوية لحد قصر الرئاسة ومؤثرين جدا.

 

سمعت عن مشروعات مصرية في مجالات كثيرة.. هل تري أن كل الذين يأتوا إلى هنا ينجحون؟

المصري بيجي هنا وعينه على مجال معين مش شرط كله بينجح في ناس دراسته للسوق بتكون غير صحيحة علشان كده بيخسر ويمشي، وفي مصريين اشتغلوا في بناء السفن في بحيرة فيكتوريا، وفي ناس أنشأت مجزر لتصدير اللحوم إلي مصر، مجالات كتير بس نصيحتي لأي حد يجي أفريقيا، ميتعاملش علي أنه مغامر، لأ دا لازم يدرس السوق والجمارك والضرائب ويشوف القوانين وكمان طبيعة الشعب وفوق دا كله المنافسين.

 

هل السوق هنا في أوغندا مشجع على المنافسة؟

سوق أوغندا جيد، "لكن المنافسة كبرت أوي هنا مش أوغندا فقط ، لأ، في كل دول أفريقيا، النهارده الصين والهند وإسرائيل وتركيا شغالين بقوة على كل القطاعات".

 

سمعت أن إسرائيل تعمل على المشروعات الكبيرة فقط هنا ..هل هذا صحيح؟

"إسرائيل هنا بتشتغل على بناء الطرق والبنية التحتية، وشركة المقاولين العرب بتنافس بقوة هنا، لأن شغلهم حلو وعلي مستوي عالي لكن نفسي يدخلوا بثقلهم، ومينتظروش عقد عمل، هنا الفرص كتير، وفي شركة سويسرية بتتوسع بقوة، كمان الإسرائيليين شغالين بقوة على قطاع الزراعة والتصدير وكمان تجارة الأسلحة".

 

هل حدثت أي مشاحنات مع الإسرائيليين هنا؟

هذا لم يحدث، " لكن اليهود في بدايتنا بالعمل كانوا خروجوا من البلد، لكن دلوقتي هم شغالين بقوة على القطاعات، وإحنا دلوقتي بنركز على مساعدة الوافدين الجددد، خاصة اللي بيحاول يعمل تجارة أو استثمارات".

 

 

لماذ يستورد التجار المصريون من الصين رغم أن مصر لها ميزة من اتفاقية الكوميسا؟

 

حالياً التجار هنا بيتحولوا على مصر للاستيراد، ودلوقتي المستشار التجاري أحمد سيف بيعمل مقابلات مع كل واحد هنا، وبيشجع كل واحد أنه يجيب من مصر، وإحنا معندناش مشكلة دلوقتي، واستوردنا كل حاجة من مصر حتي الحلويات والأحذية وملايات السرير، ودا هيخلي الصادرات تزيد الفترة المقبلة.

 

 

 تجميع المصريين في جالية هل يحتاج ذلك لعمل كثير؟

هنا في ناس كتير بقالهم فترة طويلة، وحاليا بنشتري قطعة أرض لبناء مبني الجالية المصرية، وكمان بنفكر يكون لينا مدفن لأن ساعات كتير بنحتاج دا.

 

الأسعار هنا مرتفعة.. هل هذا ميزة أم عيب؟

أوغندا دولة حبيسة لا تملك بحر، ودا بيخلي الشحن مدته أكبر ودا بيرفع التكلفة جدا، بتوصل 4 آلاف دولار، وحالياً في مفاوضات لعمل خط قطار مع كينيا لتسهيل حركة التجارة.

 

 

ما هو أصعب موقف مر عليك هنا؟

آه، أصعب موقف كنت هنضرب بالرصاص، فبعد الإطاحة بالرئيس "عيدي آمين دا دا" في أواخر السبعينات، دخل عندي الأوضة في الفندق مسحلين تنزانيين وعاوزين يقتلوني علي أساس اني ليبي لأن معمر القذافي كان بيساعد عيدي آمين، وقلتلهم أنا مصري ولينا سفارة عندكم في تنزانيا، ووقتها كنت علي مشارف الموت، ودائما الفترات الصعبة بيجي بعدها رخاء وبعد الفترة دي عملت "دكانة السنيورة" وببيع فيها كل حاجة حتي بسكويت الشمعدان.

 

 

 

هل تعرض المصريون لأي مشكلات مع أي جنسية؟

كان عندي مصنع صغير لتدوير المخلفات فى أوغندا وكنت بصنع منها مواسير الكهرباء ولحد سنة 1995 كنت شغال، لكن الهنود كانوا بيستوردوا المنتج دا، فضلوا يحاربوا بالفلوس والشكاوي لحد ما قفلوا المصنع، وكانت هتبق بذرة كبيرة لصناعة هنا، أنا كنت ببيع منتج بنص سعر الهنود علشان كدا الغيرة خلتهم حاربوا حتي إغلاقه.

 

 

ألم تفكر من قبل في الرجوع لمصر؟

"أنا هنا بخدم مصر أكتر، بستورد من مصر وأشجع ناس تاني تجيب بضائع وشغل من مصر بأكثر من 200 ألف دولار في السنة، أنا شايف إن دوري هنا أفضل".

 

WhatsApp Image 2020-02-26 at 14.12.09 (1)
محرر اليوم السابع مع عمدة المصريين في أوغندا

WhatsApp Image 2020-02-26 at 14.12.09
أثناء الحوار مع عمدة المصريين في أوغندا

WhatsApp Image 2020-02-26 at 14.12.10 (1)
جانب من الحوار

WhatsApp Image 2020-02-26 at 14.12.10
خلال حوار اليوم السابع مع عمدة المصريين فى أوغندا

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع