ساعات قليلة وتبدأ حكومة حسان دياب فى عرض بيانها الوزارى على البرلمان اللبنانى، غدا الثلاثاء، وسط حالة من الجدل حول البرنامج المطروح من قبل الحكومة الجديدة، فى الوقت الذى أكد فيه سعد الحريرى، رئيس وزراء لبنان السابق، أن تعطيل المؤسسات هو سبب تدهور اقتصاد لبنان، وفى هذا السياق، أكدت وكالة سبوتنيك الروسية، أن البرلمان اللبنانى يتحضر لعقد جلسات متتالية لمناقشة البيان الوزارى لحكومة الرئيس حسان دياب، ومن ثم التصويت فى ختام الجلسات لإعطاء الثقة للحكومة.
وقالت الوكالة الروسية، إنه على الرغم من أن الحكومة اللبنانية ستنال ثقة البرلمان إلا أنها ستواجه معارضة سياسية وشعبية واسعة، سواء من خلال الكتل البرلمانية المعارضة أو من خلال الشارع الذى يجهز لتحركات واسعة قبيل انطلاق جلسات البرلمان احتجاجا على الحكومة الجديدة، فيما تكمن تساؤلات عدة، حول مدى قدرة حكومة حسان دياب على تخطى الاستحقاقات الهامة المقبلة لا سيما على الصعيد الاقتصادى.
وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى، إيلى الفرزلى، أكد أن البيانات الوزارية لا تستطيع أن تكون مختلفة عن بعضها البعض طالما أن هناك نفس المشاكل المتكررة التى يجب مقاربتها بطريقة أو بأخرى، موضحا أن البيان الوزارى يتحدد بصورة واسعة عند مسألة استقرار السلطة القضائية والمشاكل التى تواجه البلد اقتصادياً، والعبرة فى التنفيذ وليس العبرة فى البيانات وبالتالى يجب الانتظار لرؤية التنفيذ.
نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى، أشار إلى أن البيان الوزارى لم يلحظ إجراءات عملية لمعالجة الوضع الاقتصادى ولكن من المبكر الحديث عن هذا الموضوع لأنه مرتبط بالتنفيذ، تحديد المهل بالتعاطى فى الأزمة خصوصاً أول 100 يوم فى غاية الاهمية علينا الانتظار.
ولفت نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى، إلى أن مجلس النواب اللبنانى سيصبح عبارة عن معارضة وموالاة وإعادة إحياء مفاهيم الأنظمة البرلمانية والديمقراطية وهذا الأمر افتقدناه من سنين طويلة، متابعا: أعتقد أن له دورا أساسيا فى الأزمة الحالية لأن المؤسسة الرقابية، التى هى مؤسسة مجلس النواب، لم تستطع أن تمارس دورها كما يجب فى حكم ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية، موضحا أن مساعدة الدول للبنان مرتبطة بتنفيذ البرنامج الإصلاحى فى الـ100 يوم.
فيما قال زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريرى، أن التيار سينتقل إلى موقع "المعارضة البناءة" فى الحياة السياسية اللبنانية، ولن يلجأ مطلقًا إلى سلاح تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، باعتبار أن هذا الأسلوب الذى مارسته عدد من القوى السياسية فى السنوات الأخيرة هو الذى أدى إلى التدهور الاقتصادى والاجتماعى الحاد الذى يشهده لبنان حاليًا.
وأضاف الحريرى أن الكتلة النيابية لتيار المستقبل لن تمنح الحكومة الجديدة الثقة خلال جلسة الثقة التى سيعقدها البرلمان غدًا"، لافتًا إلى أن نواب تيار المستقبل سيشاركون فى الجلسات ليقولوا كلمتهم ويعلنوا موقفهم بأنهم لن ينتهجوا معارضة هدامة مثل الآخرين، وإنما معارضة بناءة كالتى انتهجها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى.
وردًا على سؤال حول تحميل بعض القوى السياسية "تيار المستقبل" تبعات ما وصل إليه الوضع الاقتصادى من تدهور فى البلاد، قال: "نحن جزء من هذه السلطة ونتحمل جانبًا من المسؤولية، كما يتحمل الآخرون مسؤولية أكبر بكثير من مسئوليتنا.. كل ما أردناه هو أن ينعم لبنان بالاستقرار والازدهار الاقتصادى”.
وشن الحريرى هجومًا قويًا على "التيار الوطنى الحر" برئاسة وزير الخارجية السابق جبران باسيل، مؤكدًا أنهم لم يقدموا إنجازًا واحدًا للاقتصاد اللبنانى منذ 30 عامًا.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع