د. محمد ضباشة يكتب: هجرة العقول العربية الى متى؟

د. محمد ضباشة يكتب: هجرة العقول العربية الى متى؟
د. محمد ضباشة يكتب: هجرة العقول العربية الى متى؟

 هجرة العقول أو الأدمغة يعنى هجرة العلماء والمتخصصين والمتميزين علميا من الدول النامية الى الدول الكبرى بحثا عن مستوى أقتصادى إجتماعى أفضل أو لمواصلة دراساتهم العليا، وقد أكدت العديد من الدراسات التى أخضعت هذه الظاهرة للدراسة أن الأسباب التى تدفع هؤلاء للهجرة من موطنهم الأصلى تكمن فى الأتى

 : 1- تخلى الدول النامية عن دورها فى توظيف تلك العقول وتقديم المزايا المالية والأدبية للحفاظ عليهم وجعلهم قاطرة للتنمية.

 ٢- عدم شعور العلماء بالراحة فى بلدناهم لكثرة التقلبات السياسية وعدم الاستقرار الأمنى فى بلدانهم.

٣- طموح البعض للهجرة لتحسين أحواله المعيشية أو لمواصلة الدراسة أو لأستكمال أبحاث عجزت الدولة عن تدبير الموارد المالية لها.

 ٤- سوء أوضاع البحث العلمى فى الدول النامية. وفى دراسة أخرى لظاهرة هجرة العقول العربية الى الخارج اكدت الدراسة ان نسبة 54٪ من الطلاب اللذين يدرسون بالخارج لا يعودوا الى موطنهم الأصلى لتلك الأسباب السابق ذكرها.

 وبالنظر والفحص العلمى للأثار المترتبة على هجرة العقول والأدمغة العربية للخارج نجد

  1. ان من أولى الأثار السلبية هى إتساع الفجوة العلمية والثقافية والسياسية والإقتصادية بين الدول الجاذبة لتلك العقول والدول الأصلية
  2.  تبعية العلماء وما يقدموه من انتاج ابداعى أو أبتكارى الى تلك الدول التى هاجروا اليها وبالتالى يكون الإنتماء لها
  3.  وصول تلك الدول الجاذبة للعقول الى مستويات معيشية وحياتية أفضل وتدنى تلك المستويات فى الدول المصدرة لتلك العقول.

 وفى هذا السياق ترى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة( اليونسكو) أن هجرة العقول تمثل نوعا شاذا من أنواع التبادل العلمى بين الدول بحيث يتميز بالتدفق فى جانب واحد أو ما يمكن تسميته بالنقل العكسى للتنمية.

 وعلى جانب أخر تنظر بعض الدول إلى هذه الظاهرة من جانب الأستفادة التى يمكن أن تعود عليها ومنها:

 ١- نقل ما يمكن إكتسابه من خبرات الى بلد الأصل.

٢- تنمية قدرات الشباب العربى المهاجر على الإبتكار والإختراع وبناء الشخصية من خلال احتكاكها بثقافات وعلوم دول أخرى

3- تحسين الأوضاع العلمية والمالية للمهاجر

 4- استفادة الدول الأصل من تحويلات العلماء بالخارج

 وتأسيسا على ما سبق ذكره أجد انه آن الآوان للحفاظ على عقولنا العربية وتقديم الدعم الكامل لها للإستفادة من أنتاجها فى كافة مناحى الحياة ونكون قوة عربية تستطيع أن تعيش جنب الى جنب مع الدول الأخرى دون تبعية أو رضوخ.