عادل اسكندر يكتب عن : جبل الحلال وأولاد الحرام

عادل اسكندر يكتب عن : جبل الحلال وأولاد الحرام
عادل اسكندر يكتب عن : جبل الحلال وأولاد الحرام

عادل اسكندر يكتب عن : جبل الحلال وأولاد الحرام

 

«لدينا عشرة آلاف مقاتل جاهزين فى سيناء إذا ما استدعى الأمر» .. من قائل هذه العبارة

مصر تحارب ميزانيات مفتوحة وجيش الكترونى لتهييج الشعب وإثارة الشائعات المغرضة

ولكن السؤال لماذا المسيحيين ولماذا الآن؟!

يعتبر جبل الحلال فى شمال سيناء من أصعب المناطق الجبلية الوعرة لأسباب جغرافية، ولذلك تمركز واختفى فيه معظم العتاه المجرمين من الخلايا الإسلامية المتطرفة، برعاية ودعم الإخوان الإرهابيين، الذين نزحوا إلى مصر عبرالانفاق برعاية وحماية جماعة حماس وذراع الإخوان، وهذا ليس سراً أو جديداً فهذا ما قاله «خيرت الشاطر» مهندس الإرهاب فى جماعة الإخوان المسلمين «لدينا عشرة آلاف مقاتل جاهزين فى سيناء إذا مااستدعى الأمر» اما الجاسوس الأكبر «مرسى العياط» فقد كانت اجتماعاته المستمرة مع حماس الإرهابية وتغاضيه عن الأنفاق وسيلة لإدخال الأسلحة الثقيلة والمتفجرات… حتى المخدرات تدخل مصر عن طريق الأنفاق فى خطة ممنهجة، للسيطرة وتدمير الشباب .. وتأكيداً على أن الإرهاب والقتل صناعة إخوانية، مقولة «البلتاجى» أحد القتلة العتاه بعد ٣٠ يونيو:- ( إذا عاد مرسى إلى سدة الحكم فى مصر، سيقف الإرهاب فى سيناء فى نفس اللحظة)..

وهناك عشرات ومئات الأدلة التي تؤكد أن ما يحدث فى سيناء منذ ٣٠ يونيو بأيدي جماعة الإخوان المسلمين واعوانهم الإرهابيين، وبدعم من جهات ودول فى المنطقة والجميع يعلم ويقرأ ما بين السطور.

ومن هنا فالدعم المادى للتمويل بهذا الحجم هو تمويل دول… أكثر من دويلة نفطية وكذلك تركيا وغيرها بشراء المعدات والأسلحة والمرتزقة المقاتلين وشق الانفاق من غزة.

هذا ما تواجهه مصر العظيمة وحدها..و تحارب كل هذا الإرهاب من ميزانيتها الخاصة وعلى حساب شعبها وأبنائها من الجيش والشرطة والمدنيين.. تحارب ميزانيات مفتوحة وجيش الكترونى لتهييج الشعب وإثارة الشائعات المغرضة وتيارات دينية فى الداخل والخارج.

هذه كانت مقدمة سريعة للتذكير بما يحدث فى مصر الغالية، ولكن الحدث الإرهابى الإجرامى هو قتل مجموعة من المسيحيين العُزّل المسالمين، والذى تكرر بصورة بشعة وصلت إلى حد القتل والإغتيال وحرق منازلهم على أيدي القتلة المرتزقة من الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومن حماس وغيرها.. ولكن السؤال لماذا المسيحيين ولماذا الآن؟!

الجواب : لعدة أسباب أهمها وأولها إثارة الفتنة الطائفية رغم أن القتلة هم ذاتهم الذين يقتلون رجال الشرطة والجيش يومياً، مع الفارق أن أولئك الشهداء قُتلوا وهم عُزّل وهذا يثبت خساسة وجبن هؤلاء القتلة، ومن ناحية أخرى، فى محاولة مريضة لإظهار أن الدولة لا تقوم بواجبها فى حماية المواطنين المسيحيين.

إن مواجهة الإرهاب والمرتزقة ليس بالأمر الهين، ونذكر لهذه الدولة أنها انتقمت أشد انتقام للمسيحيين الذين قتلوا على أيد داعش فى ليبيا، وكان ردعاً قاسياً لرد هيبة الدولة وإعلاناً للعالم كله أن أي اعتداء على مصرى مسيحى أو مسلم هو مسؤولية الدولة واجهزتها بالقصاص من المجرمين والقتلة.

ونذكر أيضاً وعد الرئيس «السيسي» فى يناير ٢٠١٥ بإعادة بناء وتعمير ٨٢ كنيسة حرقها الإخوان واتباعهم!! وكانت النتيجة أنه فى يناير ٢٠١٦ أعلن الرئيس «السيسي» من نفس المكان، استكمال إصلاح وبناء هذه الكنائس وتسليمهم لقداسة البطريرك.

دعونا نعود إلى ما يحدث الآن على أرض الواقع ،إن القوات المسلحة وقواتها الخاصة والشرطة فى مراحلها الأخيرة للسيطرة على جبل الحلال، ودفن أولاد الحرام داخله وداخل كهوفه، وهذه ليست بعملية سهلة إنها عمليات انتحارية وتتكلف الملايين.. نعم الملايين.

ولقد عودنا الرئيس «السيسي» ورجاله فى القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الخاصة بالانتقام أولاً وتصفية المجرمين والقصاص العادل منهم قبل أن يخرج علينا وقبل حتى أن يأخذ العزاء فيهم، كما حدث تماما فى حادثة الكنيسة البطرسية فى العباسية.

ودعونا نتصارح.. يدفع المسيحيون المدنيون ثمناً باهظاً من الأرواح والأموال فى تلك الحرب الشرسة بسبب هؤلاء المتأسلمين الذين يعتقدون أنهم يفهمون الدين وينشرون الإسلام وهذا جزء من التضحية فى حب الوطن، فيدفع الثمن أبناء القوات المسلحة والشرطة وغيرهم.

وتتواصل الاحداث حيث قامت عناصر تنظيم داعش بعمليات ترويع المسيحيين الآمنين فى محافظة شمال سيناء، ولكن المثير للجدل انه حتى تاريخه لم يصدر عن المؤسسة الدينية المنوط بها الإسلام الوسطى، أى بيان يدين داعش ، رغم انهم الذين اساءوا للإسلام بأعمالهم الإجرامية،والإسلام بريء منهم.

ان ما يشهده المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيرة لاشك انه يلمس جهات دينية وإعلامية وتعليمية بمعاداة المسيحيين والمسلمين المعتدلين، وهناك العديد من البرامج الدينية التى لا سيطرة عليها والتى تُبث من بلاد مجاورة تحض على الكراهية والإرهاب، وكذلك عدد من البرامج التعليمية يحتوى بعض مناهجه على الإرهاب والكراهية.

ومن غير المنطقى موضوع الجلسات العرفية لتسوية الخلافات التى تنشأ بين الحين والآخر، وعدم الرجوع للقانون وتطبيقه بكل حزم، و يتم تحت سمع وبصر سلطات الدولة وذلك فى الحقيقة اسقاط واهدار لحق الدولة والقانون الذي يتنافى مع الدستور وبنوده .

مازال المشوار طويلاً رغم كل الجهود التى تقوم بها الدولة والأجهزة الأمنية، ولكن الوضع افضل بكثير جداً من البلاد التى دخلت فى ذلك الربيع الإخوانى أو التي تم تقسيمها أو تحول شعبها إلى مهاجرين أو التي تحولت إلى مليشيات تحارب بعضها البعض. ونتطرق لعملية تهجير المسيحيين من سيناء إلى الاسماعيلية والسويس وأسيوط .

ولابد ان نعترف ان ذلك يعد هروباً من نار الإخوان والإرهاب وقد قدمت الحكومة المصرية والوزارات والمحافظات كل الدعم لتوفير الإقامة والحاق الأولاد بالمدارس وإيجاد عمل مناسب للذين تركوا أعمالهم، وصدرت تعليمات الرئيس واضحة تماماً ان يتم صرف المرتبات بالكامل ونقل الموظفين إلى وظائف فى تلك المحافظات. وصرح وزير التأمين الإجتماعى عن توفير معاش شهري للعائلات..

نعم ان عملية التهجير قاسية جداً على المسيحيين، لأن داعش والإخوان يسعون لإقامة الدولة الإسلامية فى سيناء، ولذلك تقوم بإرهاب وقتل وترويع المسيحيين سعياً وراء إخلاء شمال سيناء من المسيحيين.

والدولة تعلم هذا المخطط جيداً ولم تكن خطة تهجير أهل سيناء مطروحة لأهلها المسيحيين والمسلمين المدنيين، وفضلوا خوض معركة تطهير سيناء بكل صعوبة

رغم أنه كان اسهل جداً ان يتم التهجير والتعامل مع الخلايا الإرهابية وجها لوجه بدون توخي الحذر خوفاً على المدنيين، كما حدث اثناء حرب ١٩٥٦ وتم تهجير أبناء القناة لمواجهة العدوان الثلاثى، ووضعت خطة لتهجير الشيوخ والنساء والأطفال وتحول الشباب للمقاومة الشعبية وعادوا فى مارس ١٩٥٧ وجاءت نكسة ٧٦ لتشهد أكبر عملية تهجير لمدن القناة، وعادوا إلى بلادهم ومنازلهم بعد انتصارات أكتوبر ١٩٧٣ وفاق العدد فى ذلك الوقت المليون نسمة…

حالياً تمّ تهجير أو هروب ١٥٠ عائلة مسيحية من خطر الإرهاب والحرق والقتل واستقبالهم فى الاسماعيلية وغيرها لفترة مؤقتة. وبعد التطهير سيعودون إلى بيوتهم واعتقد أن مدة التهجير لن تطول، طبقاً لما نُشرعلى صفحة القوات المسلحة الرسمية حيث تم مداهمة ١٢ وكراً والتخلص من أكثر من 60 إرهابياً ومداهمة عدة انفاق ومصادرة اسلحة ومعدات وأموال ومواد متفجرة وسيارات، وقريباً سيعلن الرئيس ان سيناء قريباً جداً ستكون خالية من الإرهاب والدواعش على ايد ابناء القوات المسلحة والشرطة والقوات الخاصة.

نقدم كل العزاء للضحايا والشهداء المسيحيين وكذلك كل الشهداء من ابناء القوات المسلحة والشرطة ونسأل الله ان يسكنهم بجوار القديسيين وفسيح جناته.. وندعو الله ان يتم التطهير قريباً حتى تعود تلك العائلات إلى منازلها، واننى واثق ان الدولة ستقدم لهم كل الدعم والتعويضات…

علينا ان نعلم جميعاً ان الحرب شرسة وقذرة وتكاليفها باهظة جداً، ولن ننتصر إلا إذا كنا يد واحدة وعلى قلب راجل واحد وأن نثق في قرارات الرئيس وفى قدرته على إدارة هذه المعركة بأقل الخسائر الممكنة، ونطلب من الله ان يسدد خطاه ويحفظ أبناء شعبنا وجيشنا وشرطتنا للأبد فى رباط ليوم الدين.