أشتاقُ إليَّ بقلم الأديب : باسم أحمد عبد الحميد

كيف طاوعْتِ المرضَ لتتركيني وحيدًا بَعدكِ؟!
غلبَني المرض أنا الآخر .. وأمرضَني بُعْدُكِ!!
سافرتُ إليكِ بعيدًا ،على أجنحة الاستسلام، فلم أعُد أحتملُ الفراقَ والوحدة، سافرتُ ولم أعُد حيثُ كنتُ، لأفكر بكِ ،وأكتبْ عنكِ، وأسرح بخيالي لسنوات وسنوات ...
وأراني:
 لا أنا رجعتُ، ولا شُفيتِ من مرضكِ كأني أنتِ!!
لا أنا عٌدتُ بي ،ولا عُدتُ بكِ ،ولا أنتِ سألتِ عني، ولا ما تبقىٰ مني والانكسار !!!
أوحِشُني...أشتاقُ إليَّ ....أمَا آن أوانُ رجوعي 
ورجوعِك؟؟!!
اما آن الأوانُ أن تخبريني عنَّا بعدما عزَّتْ كل الأخبار؟!!
أما آن الأوانُ أن أقرأ عنكِ ولو حرفاً واحداً وسط هذا الزحام المضجَّج بالصور ،والفضاء الأزرق؟؟!!
لكِ عندي بعضُ الأوراق والصور ،أشتَمُّها، بأمرٍ من طبيب القلب والرئة ،لأرتشفَ منها نبضًا وحياةً ،ثم أُقَبِّلها وأضعُها بجواري ...
بعد أن أقرأ  كلَّ ليلةٍ منها سطرًا؛ لأعيشَ به يومًا، ووصفًا لأعيشَ به عمرًا ...
أشتَمُّ فيها عبيرَكِ ،فتتحركُ مشاعري، هذا العبيرُ الذي يغنيني عن عبير الأرض ونسائها وغِواية كل ( زُليخة ) !!
أتلحَّفُ بضِياكِ وسط هذه العتمة المُوحشة، فأنا أبصرتُكِ وسط ظلام البشرية الغابر ، وأبجديات الضوء الأولىٰ. كم من نساءٍ حاولنَ سلبَ وَقاري ،لكن هيهات ،فمن تعَلَّمَ الحبَّ وأتقنه رأىٰ النورَ ولا شيءَ غيره !!
 
علي يديها تعلمتُ ...بنورها كتبتُ...على يديها تتلمذتُ في مدرسة الحب ...
حين يُشرِقُ صباحي معها تتفتحُ الزهور، وتغردُ الطيور، وينبت الأملُ، وينمو الرجاء، ويصبحُ الجمالُ قدرًا حتميًا !!!
وحين تغيبُ تغيبُ عني الحياةُ، وأحس بالوحدةِ والعزلةِ والفراغِ ،وحتى الاكتئاب....
 
أرجوكِ :
لا تغيبي كثيرًا عني !!
قُومي من مرضِكِ، وأعيدي إلىَّ رُوحي من جديد ....
أَعيدي إليَّ قلبي الذي سقط وقتَ  غيابِكِ عني، فأنا دونك غصنٌ ذابلٌ، ووردةٌ جفَّ عنها عطرُها، ونهرٌ صادٍ بلا ماء، وقلمٌ بلا فِكَرْ!!!
أنا دونكِ صرخةٌ في وادٍ سحيق ،وسطرٌ على وجه الماء !!
فامنحيني الحياةَ والعطرَ والأملَ والماءَ، ورُدِّيني إليَّ ردًا جميلا ...
فقط ارجِعي !!
ستكون كلُّ أمور الدنيا على ما يرام !!!