المزحة التي قالها، أو ارتأي أن يضيفها فنان الكوميديا"المصري" الوطني حتي النخاع أحمد حلمي خلال مسرحيته الأخيرة، لا تستأهل ما تبعها، أوكل ما قيل بعدها، بل لاتستوجب الهجوم، ولا التقريع أو حتي اللوم! عبارة بسيطة وعابرة ممكن يقولها في القاهرة! لم يقصد بهاإهانة، أو تنطوي علي استهانة، تلك هي قناعتي حسب فهمي و استيعابي، لا أعرف أحمد حلمي، ولا هو من أصحابي! أنا فقط شاهدت المقطع، مجرد دعابة عادية بين اتنين مصريين، فلماذا التقفها البعض ليسنوا السكاكين؟! جعلوا حلمي هدفاً لهم، سلقوه بألسنتهم، جزوا علي أسنانهم، ودببوا أنيابهم، وتأهبوا للالتهام، رموه بل أوسعوه بأقسي عبارات الاتهام، لم يشفع له تاريخه الحافل بالبرامج والمسلسلات، والمسرحيات والأفلام! ألقوا به كالفريسة فوق موائد اللئام! ما الذي فعله أحمد حلمي؟، مالذي قاله؟ إرتجل؟ خرج عن النص؟ كسر الحاجز الوهمي أو"الجدار الرابع" والتحم مباشرة بالجماهير؟، لم تكن الحالة جديدة، بل لم تكن هي الوحيدة، قديمة واتعملت كتير! نجوم كبار عديدين ولامعين ارتجلوا، الفنان القدير يحي الفخراني ارتجل واحداً من أجمل مشاهده بمسرحية "راقصة قطاع عام"، الكبير أحمد بدير إرتجل، العملاق محمد صبحي، ارتجل أيضاً أظن في مسرحية" الهمجي"، هناك مشهد لا يُنسي، نزل خلال الأحداث وأجري حواراً مع الناس، مقطع كامل "ماتع" أضحكنا كثيراً ولم يزل! لا اتهدت الدنيا ساعتها، ولا قامت قيامتها ... نعود إلي أصل الأزمة، أو أساس المشكلة، وهي العبارة العابرة، التي قد تكون مزحة كما قلنا من قبل بين اثنين صديقين، و ماالذي يدرينا، أن من مازحه حلمي، هو شخص لايعرفه؟ قد يكون صديقه، أو صاحبه أو شقيقه! أم لأنه قال له، تبقي أكيد معزوم" تثور ثائرة البعض ولازم القيامةتقوم؟! مايمكن هو اللي عازمه!
قبل 25 سنة فاتو، ذهبت أنا وصديقي المخرج المسرحي الراحل سيد علي، لحضور مسرحية كوميدية علي مسرح الطليعة كان اسمها"متستفهمش"، تأليف وإخراج مصطفي سعد. ذهبنا بدعوة من صديقي الفنان الكوميدي الكبير منير مكرم، وكان هو أحد أبطالها، مع عمرو عبدالجليل وميرنا وليد، وأحمد عبدالوارث، وسلوي عثمان، تعرفت يومها "بالمناسبة" علي الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وكان أحد حضور المسرحية، كان قاعد علي الكرسي اللي جنبي" كان صديقنا منير مكرم، كتر ألف خيره مقعدنا في "الصف الأول" ! وصلنا ميدان العتبة قبل العرض بساعتين، وقلنا ناخذ جولة ونلف في السوق لفتين، منها نقتل الوقت، ونتفرج علي الڤتارين، دخلنا شارع عبدالعزيز القريب من مسرح الطليعة، اشتريت منه فيديو، وقلت أتركه مع أمن المسرح، وآهو مش هيجري حاجة أبقي آخده وأنا مروّح! شافنا الفنان منير وهو جاي يستقبلنا، لَمَح الفيديو معايا وعينك ماتشوف إلا النور، استلمنا إيفيهات، وتريقة وارتجال طول عرض المسرحية، لا زعلنا، ولا اتقمصنا وأخدنا الأمور بأريحية!
أنا مقتنع تماماً إن حلمي لم يقصد الإساءة .
حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا وأعزنا .

