ليس بـ"إحصاء الجثث" تُقاس نتائج الحروب، إذ من الطبيعي أن يكون الغُزاة أكثر قدرة على القتل والتدمير، بل بالنتيجة النهائية، وما دامت المقاومة ماضية، فهي مُنتصرة، بصرف النظر عن المدى الزمني. هذا مع العلم أن من عادة الغُزاة أن يبالغوا هى ملحمة كتبت بداية نهايته.. لا يجادل في ذلك من يعرفون السياسة وتاريخ حركات التحرّر.
ان الباطل له صولة ولكن الحق له جولات هكذا هى الحياة فإسرائيل لمدة سنة وثلاثة أشهر وهى تحارب فى قطاع غزة إعتقاداً منها انها ستنهى على حماس ولكنها لم تستطع تحقيق ذلك فقد خلفت الحرب شعب محبط بين فكى حماس واسرائيل وشباب فقد كل مايملك حتى المستقبل فجميعهم قد أصبحوا جبهة قتالية جديدة حتى وان قضت على حماس
لذلك على إسرائيل ان تحاسب نفسها ويحاسب الشعب الاسرائيلى حكومته على حالة الكراهية تجاه الشعب الاسرائيلى والصورة القبيحة التى ظهرت بها اسرائيل خلال تلك الفترة الوجيزة أمام العالم
فقد ظلت أسرائيل تعمل جاهدة لتحسين صورتها وتؤكد على شرعية تواجدها إلا أن هذه الحرب قد هدمت كل الصور والادعاءات وبينت للعالم الوجه القبيح الحقيقى وتصدرت القضية الفلسطينية الساحة بقوة بعد عملت اسرائيل طوال السنوات الماضية القضاء على القضية وتهجير الشعب الفلسطينى
فقد انتهت الحرب بفشل صهيونى أمريكى فوقوع الهزيمة الاسرائيلية إذاً هزيمة أمريكا حتمية سواء كان نتنياهو رئيسا للحكومة أو لا وهذا الفشل كان لابد له من إحتواء فسقوط إسرائيل يعنى سقوط أمريكا فى المنطقة العربية لذلك كان يجب أن تكون الهزيمة مقنعة لتظهر كوقف حرب واتفاقيات
من خلال عدة ركائز ....
أولا تعديل مفهوم النصر فإذا كانت إسرائيل لم تستطع القضاء على حماس فقد تم الإتفاق على عدم العودة إلى ٧ أكتوبر مرة أخرى وقد سمعنا هذا الشرط عدة مرات على لسان ﴿جون كربى )الناطق بلسان الأمن القومى الأمريكى وقد ذكر أن إذا كانت حماس فكرة فنحن لن نستطيع القضاء على الأفكار وبالتالى نفهم أن الهدف من الحرب الذى وضعته إسرائيل لم يتحقق ولكنهم أظهروه بعدم العودة الى ٧ أكتوبر
وثانياً الهدف من الحرب كان تحرير الرهائن وقد تبين للرأى العام العام أن القوة لم تجدى وأدت القوة المفرطة إلى قتل العديد من الرهائن بيد القوات الاسرائيلية ولم يتم تحرير الرهائن سوى بالتفاوض وهنا نزلت أمريكا وإسرائيل من على الشجرة للتعديل والإلتواء حول أهداف هذه الحرب وبينوا أنه من المهم إستعادة الأسرى
وثالثا وقف الحرب بمعادلة سياسية أخرى وهى حل الدولتين بمقابل التطبيع مع السعودية
ولكن هنا نقول أن المملكةبقيادتها تتمتع بمستوى سياسى وثقل عربى يجعلها تفرض شروطها ولن تقبل التطبيع سوى بالتزامن والتوازى خطوة بخطوة مع بناء الدولة الفلسطينية وبناء الدولة الفلسطينيه سيطرح عدة قضايا ومنها مسألة القدس والجولان ومزارع شبعا فالأمور متشابكة فأمريكا تمارس التذاكى وإسرائيل تمارس المكابرة والإنكار ..
فنحن فى قلب لحظة وصلت إلى هدنة ولكن هذا لا يعنى بالضرورة أنها نهاية الحرب حتى لو تم النص على أننا نخرج من الحرب .
لقد فتحت الحرب ولكن أقفالها لم يعد بيد من فتحها .

