استخدم الأدباء والمفكرون اللغة العربية بشكل أساسي لكتابة الأعمال الدينيّة في العصور الوسطى، وزادت أهمية هذه اللغة عند انتشار الإسلام بشكل كبير، وأصبحت لغة الأدب، والعلم، والسياسة لفترة طويلة خاصة في الأراضي التي خضعت للحكم الإسلاميّ، وأثرت اللغة العربية بشكل كبير في العديد من اللغات العالميّة الأخرى، مثل الفارسيّة، والكرديّة، والماليزيّة، والتركيّة، والألبانيّة، بالإضافة إلى اللغات الإفريقيّة مثل السواحيلية، والهاوسا.وتعتبر اللغة العربية من اللغات الرسميّة الست المعترف بها في منظمة الأمم المتحدة، ويعتبر يوم 18 من ديسمبر من كلّ عام هو اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية، وهو اليوم الذي تم اعتماده من قِبل الأمم المتحدة،
ويعد الملك فاروق هو أول من سن قانونا في ١٨ من شعبان ، ١٣٦١ هـ ، الموافق ٣٠ من أغسطس ، ١٩٤٢ م ، بإيجاب استعمال اللغة العربية في جميع المراسلات والمكاتبات والوثائق الحكومية ، ومراسلات الأفراد لجميع الجهات الحكومية ، مع إيجاب ترجمة جميع المكاتبات الواردة بأي لغة أجنبية كانت إلى اللغة العربية ، ومعاقبة من يخالف هذا القرار بالغرامة ثم الحبس ، واعتبار جميع المحررات باللغة الأجنبية بعد صدور هذا القرار كأن لم تكن .
وتحتوي اللغة العربية على ثماني وعشرين حرفاً، ويعتقد بعض اللغويين أنّ الهمزة حرف من أحرفها لتصبح لغة ذات تسعة وعشرين حرفاً، ويتكتب هذه اللغة من اليمين إلى اليسار وهي بذلك تشبه كلّاً من اللغة العبريّة والفارسيّة، كما أنها تعتبر من أغزر اللغات من ناحية المادة اللغويّة، حيث إنّ معجم لسان العرب لابن منظور يحتوي على أكثر من ثمانية آلاف مادة. حتي أن للحروف دلالات تكمن في معناها ؛فكل كلمة تبدأ بحرف (الكاف) غالبًا ما تعطي معنى الإحتواء، مثل :
" كيس ، كوكب ، كهف ، كفن ، كف ،وكل كلمة تبدأ بحرف (الغين) غالبًا ما تعطي معنى الضبابية وعدم الوضوح، مثل:" غيم ، غمام ، غبار ، غدر ، غباء
(وهو عدم وضوح الشيء أو تمييز الحقيقة)
وكل كلمة تحتوي على حرفي (الجيم والنون) تعطي معنى الخفاء والإستتار، والغياب مثل: " الجنين ، الجن ، والجنون الجنّة وهي الأرض التي أُحيطت بالأشجار فلا يظهر ما بداخلها الجنون وهو إخفاء العقل وغيابه وستره ".وفي اللغة أيضا ما يسمى " بالنحت " وهو أن بعض الحروف كيفما اجتمعت تعطي معنى واحد، مثل:
الأحرف " ب ح ر " كيفما اجتمعت أعطت معنى الضخامة والإتساع (بحر ، رحب ، حبر ، حرب )
كما يمكن لكلمة واحدة أن تُشكّل جملة كاملة مثل:كلمة (فأسقيناكموه) لفظة واحدة احتوت على: حرف عطفٍ، وفعلٍ، وفاعلٍ ،ومفعول به أول ، ومفعول به ثان.
ومن المعروف عن الفعل أنه يتكون من مجموعة من الحروف مثل : يأكل، يذهب، ينام.
لكن اللغة العربية تحتوي على أفعال تتكون من حرف واحد مثل: مِ: وهي تعني الإيماء. قِ: وهي تعني الوقاية.
عِ : تعني فهم القول وأدراكه. رِ: وهي تأتي بمعنى أنظر.ويبلغ عدد الكلمات في اللغة العربية 12.302.912 كلمة بلا تكرار، أي أكثر من 20 ضعف عدد الكلمات الإنجليزية (600.000 كلمة)
وهذا المؤشر اللغوي يدل على ثراء اللغة العربية مقارنة بغيرها من اللغات...ومنا لا شك فيه أن تعلم اللغات الأخرى بجانب اللغة العربية الأم ؛أمر هام وجيد وأدعي للثقافة ومواكبة العالمية والتطورات والطفرات التي تحدث من حولنا من تكنولوجيا العصر ومواكبة الحداثة بكافة انماطها فمن الضروري تعلّم اللغات للحاجة والضرورة، بل قد يكون تعلُّمها واجباً إذا احتاج إليها العرب والمسلمون لمثل أخذ الحيطة والاستعداد لمعرفة أخبار المعاديين وتعريب العلوم، إلى غير ذلك من الأمور التي تفيد منَعَة أهل الإسلام وعزّهم، وهناك قاعدة أصولية مشهورة ومعروفة بين أهل العلم وهي: "ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب مثله"، وفي هذا ما جاء في الحديث الصحيح عن (زيد بن ثابت) -رضي الله عنه- قال لي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- "أتحسنُ السريانية (إحدى اللغات السامية)؟ فقلت: لا، قال: فتعلّمها فإنّه يأتينا كُتُب، فتعلّمتها في سبعة عشر يوماً، قال الأعمش: كانت تأتيه كتُبٌ لا يشتهي أن يطّلع عليها إلا من يثق به".
وعلي اختلاف اللغات لمتحدثي العربية
ويقول الدكتور عبد الحميد براهيمي يقصف أدعياء الأمازيغية بالثقيل فيقول :
لم يطلب السوريون بالعودة إلى اللغة الأرامية!
ولا العراقيون بترسيم اللغة السومرية وتدريسها في المدارس! ولا المصريون باللغة الفرعونية الهيلوغليفية و جميعهم لم يتعربوا إلا مع الفتح الإسلامي في نفس فترة دخول الفتح الاسلامي إلى بلاد البربر
و رغم أنها لغات لها أبجدية مكتوبة غير مصطنعة ولا مفبركة في مخابر أوروبية ! إلا أن البعض ممن أتاهم الله فهما زائدا عن بقية الأجناس البشرية ، ذهبوا إلى الكهوف بحثا عن حروف يمكن تشكيل منها "لغة" قالوا أنها أمازيغية لإعلان حرب على العربية كرها فيها وفي الدين الاسلامي ، والعربية التي تبناها وارتضاها الأقوام المذكورون أعلاه أصحاب الحضارات العريقة الضاربة في عمق التاريخ! ولما كانت االعربيّةُ معقل الدفءٌ الإنسانيٌّ جاءت ألفاظها حانية "؛ إذ تسمّي الأعمىٰ بالبصير احترامًا لمشاعِرِه، وتسمّي الملدوغَ بالسَّليمِ تيمُّنًا بشفائِه، وتدعو الجماعة المسافرة بالقافلة أملًا بعودتهم"وصدق العقّاد حين سمّاها:"اللّغة الشاعرة"
_" لنا الفخر ونعتز بما كتب الله لنا ..فنحن نحمل رسالة تشمل كل مفاضل النبل والكرم والارتقاء ، هي اللغة العربية بين أيدينا وبشرى ننشرها وأمانة نأتمن عليها من جيل الى جيل ، لغة من أعرق اللغات وأنبلها لغة أهل الجنة ولغة القرآن والاعجاز اللغوي وعلى مدار الملايين من السنين ومنذ أن نطق بها ومن أول حرف لاتزال وسوف تبقى لغتنا خالدة ومستنيرة وحاملة لشعلة الإسلام ورمزا لهويتنا كمجتمع عربي وإسلامي ونؤمن أن اللغة العربية هي مكسبنا وستكون أرقى اللغات لجذورها الحضارية والتاريخية فقد حملت على أعتاقها معلقات ضاربة بجزرها في عمق التاريخ الأدبي .
وأجود الشعر لم تعرفه أي لغة بالعالم من قبل وأفخم المعاجم وأندرها في الوجود ولا ننسى كم كانت الأمم تترجم كتبنا لتفقه علمنا آه لو أن الزمن يعود لوقف الأعشى بين ظلال وقابله عنترة بأندر أبيات ..ويروح قيس يردد بين الطلال ، آه يا لغتنا كم أنتي فاتنة جمال ..ولو أن الغزل لازال لأنهمكت فيك بأطهر الكلمات أعفف سطور بلا املال .. وهذا يكفينا فخرا .ومع التقدم التكنولوجي ، بوظهور ما يسمي بالذكاء الاصطناعي والذي هو نوع من التكنولوجيا يماثل الكائن الحي خاصة الإنسان في أنه يستقبل الأوامر ويتخذ القرارات ويصحح الأخطاء . ويستوعب كميات هائلة من بيانات التدريب، وبقدرة هائلة يتعرف على اشكال الكلام وأنواع اللغات واطر الأنماط ومختلف الاتجاهات في الوصول لحل المشكلات بطريقة سريعة ومذهلة والتعرف علي الظواهر التي لم تحدث بعد .ويعود تسميته بالذكاء الاصطناعي لانه يماثل ويحاكي ويشابه القدرات الذهنية البشرية وأسلوب عملها، مثل القدرة على التعلم التذكر والاستنتاج ورد الفعل واستقبال الأوامر وتنفيذها في غاية السرعة
وكون اللغة العربية، من أكثر اللغات استخداماً ،ويتكلم بها ما يقرب عن 400 مليون من سكان الأرض. الا انها تفتقد لمكانة رفيعة بين اطر التواصل العالمي ومما يضاهي مكانتها السامية بين اللغات في نشر المحتوي في وسائل التواصل العالمي وما ينشره الإنترنت، مما استدعي هذا العام الاحتفال العالمي باللغة العربية،موسوم ب "العربية والذكاء الاصطناعي” وتعد الأمم المتحدة سببا ايضا في خلق تلك الهوة العميقة والمجحفة بين اللغة العربية والشبكة العالمية العنكبوتية مما حددته بنسبة 3% فقط، للمحتوي الذي ُينشر باللغة العربية ، من اجمالي ما ينشر من اللغات الأخرى علي الشبكة العالمية الانترنت ، ويعد هذا انتقاصا لقدرها وحدا لشأنها وعداوة ظاهرة لا يغفلها القائمين علي حمايتها . ولا يغفل الجهود المبذولة والتي تسعي لتقريب تلك الهوة وردم الفجوة والوقوف حائلا بين استمرارية اتساع تلك الفجوة وقلة نشر المحتوي باللغة العربية ؛ ومن تلك الجهود ؛سعى المنظومة الدولية، ومنظمة اليونسكو ومعها الدول العربية آملين أن يكون سعيهم مشكورا؛لزيادة نشر المحتوي باللغة العربية وما يلائم مكانتها العالمية انتشارا ،تحدثا، وكتابة. ومن الإشكاليات التي صنعت تلك الفجوة في تواجد المحتوي باللغة العربية علي الانترنت العالمي
تعدد اللسانية واختلاف اللهجات التي أسهمت في نظام الفصحى، من مظاهر الإعراب والاشتقاق، وكل نطاق جغرافي له عاميته الخاصة به والتي ترجع في النهاية ، إلى الفصيحة ، إلا أن الأنظمة الصوتية مختلفة عن غيرها من باقي العاميات التي مرجعها ل اللغة الفصحي -أيضا -فإن اسلوب النظام الصوتي ومنطوقها ، من عامية لأخرى، تختلف كليا ، وهو ما يؤثر بالسلب علي العاملين في نظام البرمجيات التي من المقرر الاستفادة منها في برامج الذكاء الاصطناعي
1. كما أن كثرة قوانين النحو وتعدد قواعدها الصرفية والدلالات الصوتية ، واعجازها يعقد الأمور كتابيا إذ لا يستطيع التطور التكنولوجي ولا الذكاء الاصطناعي أن يحدد لكل لهجة عامية نظامها الخاص أو أن يوفق اللهجات علي طريقةٍ كتابيٍة واحدة فإن الاشتقاقات والبني الصوتية للغة للعربية، واسلوبها في الكتابة تعد من التعقيدات والتحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي من حيث المعالجة الآلية لخصائص اللغة العربية في الشبكة العنكبوتية، فإنه ليس من السهل ربط اللغة العربية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة في حقول إدخال البيانات والبرمجيات. وهو ما يعد اشكالا معجز يواجه الخبراء المختصون باللغة وأيضا المختصون بالعمل في والبرمجيات. وقد افرد العلماء والمطورون واللغويون والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي حلولا لمواجهة مشكلات اللغة مع الذكاء الاصطناعي وارتضوا إلي تواصل التحسين الادائي ومواصلة تقييم النماذج اللغوية استنادًا قدرتها على التعامل مع التحديات اللغوية الخاصة بالعربية بالإضافة التعلم العميق لفهم التراكيب اللغوية علي شقيها النحو والصرف المعقدة والتنوع اللهجي في اللغة العربية. هذه النماذج لديها القدرة علي استيعاب ما لا يمكن حصره من البيانات النصية، وفهم ” الأنماط اللغويةمن التراكيب المعقدة والإعراب،و يتم استخدام تقنيات متخصصة في معالجة اللغات الطبيعية تأخذ في الاعتبار خصائص اللغة العربية ولا نغفل دورالباحثين، والشركات التكنولوجية والتي من دورها إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات اللغوية ،باستخدام أساليب التعلم الآلي لتحليل البيانات اللغوية وبالاستفادة من الأنماط المختلفة.