قصة قصيرة (تكريمًا يليقُ بك ) بقلم /محمود احمد على

قصة قصيرة (تكريمًا يليقُ بك ) بقلم /محمود احمد على
قصة قصيرة (تكريمًا يليقُ بك ) بقلم /محمود احمد على


(1)
فور أن حدثك مدير القصر عبر هاتفك المحمول، وسعادتك لا يمكن وصفها، فتكريمك غدًا على ما قدمته من إبداعات، وخدمات جليلة للثقافة والمثقفين، جعلك تشعر بوجودك..
(2)
تدخل باب القصر منتشيًا سعيدًا..
تدخل قاعة المسرح حيثُ مكان تكريمك..
تسعد بوجود كل هذه الوجوه التي جاءت خصيصًا لحضور تكريمك..
فور أن سمعت اسمك..
قمت .. 
قمت من مكانك متجهًا إلى خشبة المسرح، تسبقك ابتسامتك المشرقة كشروق الشمس..
رحت تصافح القائمين على التكريم..
تتناول منهم شهادة التقدير..
أنت لستَ في احتياج لهذه الشهادة، يكفيك فقط كلمة شكرًا على ما قدمته..
تنزل..
تعاود جلوسك في مكانك..
لحظات وراح يخترق أذنك كلمات مدير القصر:
- شهادات التكريم كتيره .. مين منكم عايز أنه يتكرم..؟!
ترتفع الأيدي..
ترتفع أصوات الأنا..
يتزاحمون..
يتسابقون في تملية أسمائهم.. 
في هدوء شديد.. 
وحسرة أشد..
رحت تنسحب من القاعة التي تموج بالتصفيق والتهليل..
(3)
في طريق عودتك إلى بيتك..
كنت تضع شهادة التقدير فوق رأسك، لتحميك بعض الشيء من حرارة الشمس..
- يا أستاذ .. يا أستاذ ..
تتوقف..
- أنتي بتنادي عليا..
- أيوه..
تقولها لك سيدة طاعنة في السن..
- ممكن تديني الورقة اللي أنت ماسكها، عشان أحطها تحت العيش، عشان العيش سخن على ايدى..
رحت تنظر إلى رصة العيش التي في يدها تارة.. 
وتارة ثانية تنظر إلى شهادة التقدير.. 
وتارة ثالثة رحت تسترجع ما حدث داخل القاعة من تكريم كل من هب ودب..
مبتسمًا ..
راضيًا..
تعطيها الشهادة.