بعد ما حدث في سوريا وسقوط مدنها واحدة تلو الأخرى فإن كل ما اخشاه ان المنطقة مقبلة على محاولات للتقسيم اكثر ولعل أمريكا وإسرائيل وآخرون سيمنحون للأكراد دولة في سوريا والعراق وعلى القوى الوطنية أن تتهيأ لإفشال محاولاتهم
مخطط الغرب كالتالي : بعد سقوط بشار وإستيلاء الفصائل على دمشق يصبح المجال خالى تماما للفصائل وتصبح سوريا بدون رئيس شرعى للبلاد فى هذه الحالة ستلعب الفصائل مع بعضها البعض دورى الرئاسة أى صراع فيما بينهم على رئاسة سوريا وهنا تبدأ حرب أهلية داخل سوريا على غرار حرب السودان وما يحدث فيها سيعاد بالكامل ... إن الهدف الرئيسي هو تحجيم دور إيران في الشرق الأوسط ... للأسف الشديد كل طرف يريد نتيجة تلائم مصلحته فالدول العربية تريد القضاء على النفوذ الإيراني دون إندلاع موجة جديدة من الربيع العربي و روسيا تريد المحافظة على تواجدها في طرسوس لكنها تعلم أنها لو تدخلت الآن ستدخل أمريكا المعركة
وأمريكا تريد خنق طريق الحرير الجديد و الصهاينة يريدون القضاء على المقاومة مع ايجاد نظام عميل في نفس الوقت
أما تركيا هي الراعي الرسمي للجيش الحر فهى من قامت بتدريبه وتسليحه فهى من البداية ضد بشار وهي من تدعم الثوره لأن لديها ٢ مليون لاجئ بالإضافة إلى فكر التوسع التركي العثماني في المنطقه
ومثلها اوكرانيا هي من دربت الجيش الحر علي استخدام المسيرات حيث أن اوكرانيا تعتبر هزيمة بشار هزيمه لروسيا وإسرائيل تعتبر هزيمة بشار هزيمه لإيران وامريكا تتمني الان سقوط بشار نكاية في ايران ومن أجل عيون اسرائيل
أما السعودية فقد غيرت فكرها بعد أن كانت تدعم الثوار و المقاومه علي يد الملك سلمان نكاية في التوسع الشيعي العلوي أصبحت الآن ضدها وضد اي تحرر ثوري علي يد محمد بن سلمان
و أصبح الخليج برمته لا يريد للثوره السورية أن تنجح اليوم فما عاد يهمه ملف شيعة وسنة بقدر ما يهمه عدوي الثورة التي يخشى من أن تنتقل إليه
و سيبقي المستنقع ملئ بالوحل إسرائيل تحكم قبضتها علي الجميع سيتم خنق مصر وإحكام الدائرة عليها من جميع الإتجاهات ستتحرك إثيوبيا بقوة ستبدأ أميركا وإسرائيل والصين والإمارات بشق قناة تصل مياه النيل إليها ومن ثم يتم تجفيف نهر النيل وتعرض عليك شراء الماء
هل تعلم عزيزي القارئ أن الصين تستثمر في مليون هكتار زراعية وتقوم بتصنيع عملة البتكوين حالياً في إثيوبيا إلى جانب الكهرباء المجانية
إن هذه البلاد كانت حياتها مستقرة وهادئة لكن هناك أيادى خفية تعبث حتي تدمر الأمم نفسها وأجهزة مخابرات تعبث للقضاء علي كل الجيوش لكى تنفرد إسرائيل بقيادة الشرق الأوسط دون منازع ويتم تقسيم هذه الدول إلي دويلات متناحرة ولا تقم لها قائمة هذا هو لب القصيد
ولن ارفع عن صدام وبشار والقذافي خطأهم لأن استمرارهم علي القمة فترة طويلة شكل من المحبطين بهم والمقربين إليهم مراكز قوي لها جبروت تسببت في كراهية الشعب لهم حتي تدمر البلاد وينفذ مخطط برنارد لويس في التقسيم
الآن اتضحت الرؤية فقد بات من الواضح سبب قبول نتنياهو لوقف إطلاق النار على الرغم من فشله في تحقيق هدف واحد ... فقد ضمنت له الولايات المتحدة أنه بمساعدة أردوغان وتركيا سيتم فتح جبهة جديدة في سوريا ضد الأسد وحزب الله وإيران ...
وفي أقل من 24 ساعة بعد وقف إطلاق النار فى لبنان فتح أردوغان الجبهة ... و سيتم خوض المعركة ضد قوات المقاومة على الأراضي السورية وسيكون لدى نتنياهو الوقت لإعادة تجميع صفوفه وإعادة تسليحه... فقد قام أردوغان منذ سنوات بتدريب وتجنيد الإرهابيين من فلول داعش والقاعدة وعدد كبير من المجندين من طاجيكستان وأوزبكستان و أذربيجان وغيرها
فى رأيى : لم يعد حلفاء بشار الأسد على استعداد للدفاع عنه كسابق عهده. روسيا منشغلة بحرب أوكرانيا ويبدو انها ستصل إلى تسوية ومكاسب مع قدوم ترامب .. حزب الله منهك وخارج لتوه من معركة طاحنة وغير مستعد للمجازفة خاصة وأنه في هدنة هشة ومنشغل بوضعه الداخلي وعينه على الحدود مع إسرائيل .. الفصائل العراقية غير مندفعة كالسابق خاصة وان العراق مهتم بتأمين حدوده .. إيران في هذه الظروف لا ترغب في التورط أكثر في الأزمة السورية ولم تعد لديها الكثير من الأوراق لمواجهة التداعيات المفاجئة
فإذا أردنا إستقرار المنطقة العربية لابد من طرد جميع القواعد الأميركية المتواجدة علي أراضيها كافة و ضرورة تكاتفهم والبعد عن الصغائر من أجل مواجهة العدو وبناء الجيوش العربية بأحدث الأسلحة ودعم الشعب الفلسطيني ليسترد وطنه المسلوب فما اتخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ...
إن المشهد السياسي برمته يؤكد أن جميع القوى في المنطقة ستتعرض لكافة أنواع الضغوط للدخول في تفاهمات واتفاقات سياسية وعلى رأسها إيران .