اعتاد اليهود ولاسيما اليمين المتطرف على استخدام الرموز اليهودية ومعانيها التى يمكنهم من خلالها التواصل مع الله ومنها "نجمة داود السداسية" و"شمعدان الهيكل" و"لوحي الشريعة" اللذان تلقاهما سيدنا موسى و"المنارة " التى يرون أنها شهادة على التأييد الإلهى لإسرائيل ..لقد أصبحت نجمة داود بعد قرون طويلة من الملك داود رمزاً لليهودية وعلى الرغم من أن الإسرائيليين يرون أنهم أقدم وجودا عن الفلسطينيين، وإنه لم توجد دولة فلسطينية قبل 3آلاف عام إلا أن الحقيقة هى أن "اليبوسين"
( الفلسطينيون) كانوا الأقدم وجودا وهناك العديد من الشواهد التوراتية التى تثبت ذلك.. ويؤكد "جون كورن" على أن هذه الرموز كانت تستخدم فى الأدب العربى خلال العصور الوسطى مثل خاتم سليمان ولكنها لم تبرز بوضوح إلا عندما تبنتها الحركة الصهيونية، كما أن العلم الإسرائيلى تم وضعه على يد "ديفيد ولسفون" أحد الأعضاء البارزين فى الحركة الصهيونية.. كتب "نوح لانارد" فى مقال بعنوان "التاريخ الخطير وراء خطاب "نتنياهو" حول عماليق" قائلاً لقد اعتاد اليمين الإسرائيلى المتطرف منذ فترة طويلة على الإشارات التوراتية فى تبرير قتل الفلسطينيين وأن "نتنياهو" صرح بأن الإسرائيليين متحدون فى حربهم ضد "حماس" وقد وصفها بأنها عدو لامثيل له فى القسوة وإنهم ملتزمون بالقضاء على هذا الشر تماماً من العالم.. وقد كتب الحاخام "إسرائيل هيس" مقالاً فى عام 1980 استخدم فيه قصة "عماليق" لتبرير إبادة الفلسطينيين وقد حمل المقال عنوان "إلى الإبادة الجماعية" وصية من وصايا التوراة.. وقد رأى المتطرف "باروخ جولدشتاين" المولود فى "بروكلين" أن فلسطين هى عماليق حيث قام فى عام 1994 بذبح 29 مسلماً كانوا يصلون فى مسجد الخليل الذى يقع فى الضفة الغربية المحتلة فى عيد "المساخر" بعد أسبوع من إطلاعه على سردية فى الكتاب المقدس تحض على إبادة الأمة المناهضة.. وقد أشار "لانارد" قائلاً لقد أظهر أحد الإستطلاعات التى أجريت أن 47% من اليهود الإسرائيليين يرون أن إسرائيل لاينبغى لها على الإطلاق أن تأخذ فى الاعتبار معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين فى غزة فى المرحلة المقبلة.. أن الإشارة إلى "عماليق" تعد واحدة من العديد من التعليقات التى لايكف القادة الإسرائيليون عن التلويح بها لتبرير الرد المدمر على الهجوم الذى قامت به حماس فى السابع من أكتوبر وحولت غزة إلى مقبرة للآلاف من الأطفال وجحيماً حقيقياً.. وقد صرح "جوشوا شينز" أستاذ الدراسات اليهودية بكلية تشارلستون قائلاً أن العداء التوراتى تجاه "العماليق" ينبع من ذلك الكمين الذى انقضوا منه على الإسرائيليين الضعفاء وهم فى طريقهم إلى "أرض الموعد" والذى ترتب عليه أمر الله "لموسى" بالقضاء عليهم.. واستطرد "شينز" قائلاً أن الملك الذى بقى أحد أحفاده على قيد الحياة مثل "هامان" الشرير الذى حاك مؤامرة لقتل جميع اليهود الذين فى المنفى تحت حكم الملك الفارسى "أحشويروش" وأن فشل الملك "شأول" فى قتل "العمالقيين" قد جعلهم تهديداً وجودياً للشعب اليهودى.. من ضمن الرموز التى يتم استخدامها هى "مقلاع داود" والذى تم إطلاقه على أنظمة الدفاع الصاروخى الإسرائيلية "القبة الحديدية" و"سهم وثاد" لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات ومسافات مختلفة.. حيث يصل مدى "سهم وثاد" إلى 200 كيلو متر بينما "مقلاع داود "يصل إلى 300 كيلو متر حيث تم تصميمه لتدمير الصواريخ طويلة المدى والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستيه متوسطة المدى وطويلة المدى.. لقد ارتبط "مقلاع دواد " الشاب الراعى بمقتل العملاق الفلسطينى جليات (جالوت) من خلال استخدام حجر تم تصويبه بدقة وقد كشف أحد مواقع التنقيب فى إسرائيل على بعد عدة أميال شمال القدس العثور على حجارة المقلاع فى تلك المنطقة التى أعطيت لسبط "بنيامين" المعروف بفيلق النخبة من المقلاعين.. ويؤكد "ديف هيرش" الدارس للفلسفة اليهودية قائلاً فى الواقع يتم استخدام "الكابالا " القوانين الدينية اليهودية كجزء من تميمة "النجمة سداسية الرؤوس" حيث أن كل مثلث من هذه المثلثات مكتوب عليها اسم الرب مع حلقة مكونة من أسماء أخرى لله تسمى "مقلاع شلومو" أى "السلام" ولكن جزءا من النجمة يمثل "مقلاع داود".. واستطرد "هيرش" قائلاً فى مرحلة ما منذ مايقرب من 500 عام بدأت تحل "المنارة" و"لوحى الشريعة" كرمز لليهودية كما كانت نجمة داود رمز لليهودية كدين وللشعب اليهودى وتشير أيضاً إلى الدرع الخاص بالملك داود.. من بين هذه الرموز "إيلى شداى" وترجمته الله القدير وهو يعد أحد أسماء الله فى اليهودية ويظهر هذا الرمز على الأدوات التى يتم استخدامها فى أداء الطقوس وتعد "المزوزاه" أحد الرموز والتى تعنى بالعبرية "عضادة الباب" وهى تميمة ورقية تعلق على أبواب الأسر اليهودية وهى على شكل صندوق خشبى.. من بين هذه الرموز "التيفيلين " وهو عبارة عن صناديق مكعبة مصنوعة من جلد حيوان يربط على جبهة المرء أو على ساعده الأيسر فى وقت أداء الصلاة وهى تحتوى على أربع آيات من الكتاب المقدس ويعتقد اليهود أن الله أمرهم بهذه العادة وحفظها .. أن تلك الرموز ماهى إلا أحد الوسائل التى دأب الصهاينة من اليمين المتطرف على استخدامها لتحقيق هدفين الأول هو إضافة مسحة من الشرعية الدينية على عمليات الإبادة الجماعية ولاسيما "مقلاع" دواد كأحد الرموز التى تستخدم للتدليل والتأكيد على معونة "إيلى شداى" (الله القدير) لدواد فى قتل العملاق الفلسطينى "جالوت".. إذ كيف يمكن لدواد الولد الصغير أن يتغلب على ذلك العملاق المدجج بالأسلحة "جالوت"فقط من خلال استخدام المقلاع المصنوع من القماش وحجر واحد وكيف وقف عليه واستل سيفه وقطع به رأسه.. ويفسر بعض المحللين اليهود موقف المواجهة بين "داود" و"جالوت" على إنه صراع مميت بين الخير الذى يعضده الله ويقف خلفه وبين الشر الذى لايقف الله خلفه وأن الرب سوف يقاتل أعداءه ويحبط خطط الأشرار بأسلحتهم وعتادهم.. فى أحد خطب "نتنياهو" فى كلمته أمام المؤتمر "الصهيونى العالمى" السابع والثلاثين فى القدس زعم بأنه كان هناك لقاء بين الحاج "أمين الحسينى" و"هتلر" فى نوفمبر 1941 وأن هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود فى ذلك الوقت بل كان يريد طردهم وأن الحاج "أمين الحسينى" ذهب إليه وقال له إذا طردتهم فسوف يأتون إلى فلسطين واقترح عليه أن يحرقهم.. تلك هى الأساليب الصهيونية الملتوية التى تسعى دائما لى عنق الحقائق وتزييفها بما يحقق مصالحها وأهدافها واستخدام الرموز لشرعنة ما تقوم به من مجازر بدعوى الدفاع عن وجودهم.