يسود بالمجتمع المصري استخدام تعبير (عيب) أو (عيب عليك)، كما يسود بالمجتمعات العربية استخدام لفظة (يا عيب الشوم) للإشارة إلى أي موقف أو تصرف يتنافى مع عادات المٌجتمع وأعرافه، وقيمه السائدة. وقد إنبثق عن كلمة(عيب) مصطلح (ثقافة العيب) وهو يشير إلى جملة المواقف والسلوكيات التى لا تٌقرها المجتمعات ولا تقبلها والتى عادة ما يتم تلقينها خلال عملية التنشئة الاجتماعية المبكرة من حياة الطفل. والعيبٌ لغة يعنى الوصمة، ويأتي بمعنى الخلل في شيء ما. والعيب الاجتماعي يقصد به التصرف غير الملائم وغير المقبول في إطار ثقافة المجتمع. وقد يٌعاقب المجتمع مٌرتكب العيب بدرجاتِ متفاوتة بحسب التصرف، وقد تتدرج العقوبة من نظرة ازدراء إلى القتل، بحسب المفاهيم والأعراف الاجتماعية السائدة.
وترتكز عملية التنشئة على ما يمكن تسميته بالعيب الذاتي، والذي يعنى تعويد الطفل على صيانة أعضاء جسده فلا يٌظهر عورته أمام الآخرين، وينطبق هذا على الأنثى والذكر على حد سواء. تليها مرحلة العيب الاجتماعي وتتمثل فى تعويده على احترام الكبار وعدم مخالفة توجيهاتهم، وكذلك احترام أقرانه وصون ممتلكاتهم وحفظ حقوقهم وعدم التعرض لهم بقول او فعل غير مقبول.
هذا ويختلف مفهوم العيب بصفته مفهومًا ثقافيًا ينبثق عن الثقافة السائدة بمجتمعِ ما عن مفهوم الحرام بصفته مصطلح ديني يعكس تعاليم ونصوص الدين وأوامره ونواهيه، لذا فليس كل عيب بالضرورة حرام، لكن كل حرام بالضرورة عيب. لتنافيه مع تعاليم الدين وكما يختلف مفهوم العيب بإختلاف المجتمعات يختلفٌ مفهوم الحرام باختلاف الديانات. وتعد ثقافة العيب هي ظاهره يرفض بموجبها مجتمع ما قبول شيءٍ يتنافى مع العادات، والتقاليد السائدة، ومن اللافت للنظر أن تلك الثقافه ربما طغت على مفهوم الحرام بحيث أصبح مفهوم العيب أكثر عمقًا وتاثيرًا من مفهوم الحرام وهذا مكمن الإشكاليه بل والخطوره. فتربية الطفل على مفهوم (الحلال والحرام) منذ طفولته المبكرة يساعده على مراقبة الله، وحسنِ معاملة الآخرين من قبيل مخافة الله، أما مصطلح (العيب) قد يجعله لا يأتي بالفعل في العلن حتى لا يٌقابل بالرفض الاجتماعي والهجوم عليه، بينما يفعله بالسر بعيدً عن الأنظار لذا نؤكد على شمولية مفهوم الحرام لإعتماده على مراقبة الله، بينما يعتمد مفهوم العيب على مراقبة الناس فإذا غاب الناس غابت القيم.
هذا ويختلف مفهوم العيب وفقًا للنوع الاجتماعي فما يجرمه المجتمع ويعيبه على الأنثى ربما لا يعيبه على الذكر مما قد يدفع بالفتاة الي التمرد والأمثلة علي ذلك كثيرة فبعض الأعراف القبلية السائدة في مجتمعاتنا العربية تعطي للذكر الحق في الاختيار الزواجي دون الأنثى، كما تمنح حرية السفر للخارج أو العمل في مجالٍ معينٍ للذكر بينما تحظر ذات مجال العمل للأنثى، حتي أنه يتم السماح للذكر بالتدخين ومنعه على الأنثى من منطلق العيب رغم أن التدخين محرمٌ شرعًا لا فرق في هذا بين رجل وامرأة لذا تقوم المدخنات من الفتيات والنساء بالتدخين في غفلة من الاهل والزوج تجنباً للهجوم عليها.ورغم أنه فى كثير من الحالات تكون الموافقة أو الرفض الأسرى منطقية وتتناسب مع طبيعة كل من الفتاة والذكر ولكن المبالغة فى الأمر ومنح جميع الصلاحيات للذكر دون الأنثى قد تصيب الفتاة بضرر نفسى بالغ يصاحب الفتاة طيلة حياتها ويجعلها تٌعوض ذلك الخلل من خلال التعامل بنديةٍ مفرطهٍ مع الزوج مما يجعلها عرضة للكثير من المشكلات التى تؤدى لإنهيار حياتها الزوجيه بسبب الخلل الذى أصابها من جراء تلك الثقافة. لذا من الهام إحلال ثقافة الحلال والحرام محل ثقافة العيب لأنها تعمل على ترسيخ القيم الأخلاقية بالمجتمع وتٌساعد في تكوين شخصية سويه تٌدرك ما لها من حقوق فتطلبها بقوه، وتعرف ما عليها من واجبات فتؤديها بنفس القوه. والابتعاد عن جندرة مفهوم العيب لصالح الرجل بينما تسحق المرأة بثقافة العيب التي ربما لا يٌقرها الدين نفسه فنجعلها مترددة بين العٌرف والدين فتنسلخ عن كلاهما طلبًا لحريتها.