عنتيل الجماعة الإرهابية بقلم سحر الجعارة

عنتيل الجماعة الإرهابية بقلم سحر الجعارة
عنتيل الجماعة الإرهابية بقلم سحر الجعارة
فى مفاجأة مدوية وفضيحة مؤكدة لجماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» التى طالما ادعت احتكار حماية الفضيلة واعتبرت أعضاءها حراس الأخلاق ومؤسسها «حسن البنا» حامى الشريعة الإسلامية وفارسها، أعلنت الحكومة المحلية فى جنيف، الثلاثاء 10 سبتمبر الجاري، أن محكمة استئناف سويسرية ألغت حكم تبرئة «طارق رمضان» حفيد مؤسس الإخوان المسلمين من تهمتى الاغتصاب وإكراه امرأة على ممارسة الجنس.
وألغى الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف الجنائية فى جنيف، بتاريخ 28 أغسطس، تبرئته اعتبارا من مايو 2023، وقضت المحكمة بسجنه ثلاث سنوات يتعين عليه قضاء واحدة منها.. وبإمكان «رمضان» أن يطعن على هذا الحكم أمام محكمة اتحادية سويسرية أعلى.
و«رمضان» هو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى مصر.. الذى أحيا تاريخ الفضائح الجنسية لجماعة الإخوان الإرهابية، فيبدو أن هذه الجماعة متحرشة بالفطرة أو أن لديها هوساً جنسياً يجعلها تخلط ما بين «النكاح» و«الجهاد».. فقبل عدة أعوام تفجرت فضيحة حفيد «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، «طارق رمضان»، وقد فجرت القضية الناشطة الفرنسية «هند عيارى»، حين اتهمت «رمضان، 62 سنة الآن» باغتصابها والاعتداء عليها جنسياً، فانهار سيناريو «الداعية الورع».. وتحول العنوان إلى «عنتيل عائلة حسن البنا»، بعدما تقدمت بشكوى إلى النيابة العامة بمدينة روان الفرنسية، وهو ما أعاد إلى الأذهان فضيحة التحرش التى غيّرت مشهد جماعة الإخوان بمركزها الأم (مصر) قبل 74 عاماً، إثر توجيه نساء الجماعة شكاوى ضد صهر حسن البنا (زوج شقيقته)، والسكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين «عبدالحكيم عابدين».. وكأن عائلة «البنا» لم تكن لتهدأ إلا بالتهام مصر وجعل نسائها جميعهن «سبايا فى بلاط المرشد»!.
تخيل أن تصل الدناءة بشخص يدعى أنه مفكر إسلامى لاغتصاب امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً آنذاك، اعتنقت الإسلام وتعانى من إعاقة فى «الساقين»، وأن يكون هذا الوحش البشرى حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية «حسن البنا»!. فطارق ابن سعيد رمضان ووفاء البنا ابنة «حسن البنا»، وكان يعمل أستاذاً فى الفكر الإسلامى ومحاضراً فى جامعة «أوكسفورد» أعرق جامعات بريطانيا وجامعة فرايبورج بألمانيا، وقد ركز اهتمامه فى التجديد الإسلامى وبحث قضايا المسلمين فى الغرب، وكان يعتبر أحد القيادات الإسلامية فى أوروبا ومن أكثر الشخصيات المؤثرة فيها.. والغريب أنه مدير مركز دراسات التشريع الإسلامى والأخلاق فى إحدى الدول العربية.. وقطعاً هى أخلاق مرتزقة الفكر والترويج للإرهاب!.
وكانت «عيارى» قد كسرت حاجز الخوف، لتكشف أن المغتصب المجهول الذى أطلقت عليه «الزبير» ضمن رواية طرحتها بعنوان «اخترت أن أكون حرة»، هو حفيد مؤسس جماعة الإخوان.
وفى حوارها مع «لوباريزيان» الفرنسية، قالت «عيارى» إن المتهم يرى أن (عدم ارتداء المرأة للحجاب مبرر كافٍ للتحرش بها والاعتداء عليها أو حتى اغتصابها).. وهى نفس نظرية «التحرش الإسلامى» التى يروج لها البعض الآن، أو نظرية كل من يتستر بـ«الدعوة» ليهتك الأعراض تحت شعار: «نساؤهم حلال لنا»!.
ولا تختلف التفاصيل كثيراً فى استدراج الضحية، فالمفكر الذى يدّعى الأخلاق والتدين يتعرف على ضحاياه من خلال تقديم نصائح دينية عبر شبكات التواصل الاجتماعى، وكما تقول ضحيته «ياسمينة» إنه طلب صورتها: (وجدنى جميلة، ومنذ ذلك اليوم، انحرفت الأمور بيننا واتخذت شكلاً إباحياً.. وبعد عامين استدعانى إلى فندق فى الضواحى، ثم هددنى بأن لديه أشياء تديننى، وعند لقائنا حاول التعدى علىّ)!. فى باريس، بدأ التحقيق القضائى وقتها مع «رمضان»، الذى ركز على تهم «الاغتصاب والاعتداء الجنسى والعنف والتهديد بالقتل»، وتبرأت منه جامعة أوكسفورد وأوقفته عن العمل، بينما رفض «رمضان» بشكل رسمى هذه الادعاءات، وقدم شكوى ضد «عيارى» يتهمها بـ«الافتراء».. أما «عيارى» نفسها فتحولت من «سلفية» إلى ناشطة نسائية وعلمانية تحارب «التحرش»!.
عندما حاول «رمضان» تجميل وجه الجماعة التى تموله، بنفى تهم «الاغتصاب» قدم أسوأ تبرير ممكن فى العالم وهو «ملك اليمين» الذى أسماه «الزنى بالتراضى»، فقال بكل غطرسة ووقاحة: أنا لا أعتذر لأحد، مضيفاً: (باستثناء زوجتى وأسرتى ومن خيبت أملهم من أوساط المسلمين). ثم وجه انتقادات مليئة بالسخرية والعنف اللفظى تجاه الشاكيات.
وفى الواقع أن الحياة الجنسية لحفيد «البنا» لا تهمنا فى شىء حتى لو كان سادياً أو مهووساً بالاغتصاب، فما يهمنا هو تكريس جماعة الإخوان لـ«نمط» استعباد النساء حتى العجائز والمعاقات منهن.. ما يهمنا هو «اغتصاب العقول» باسم «التقوى والورع»، ومريدوهم ممن يصدقون فى بلاهة مصطلحات: (رجل دين أو عالم أو مفتٍ أو مفكر إسلامى).. فهؤلاء يعانون «متلازمة ستوكهولم».. يعشقون الفاشية الدينية والاستبداد السياسى والاستعباد الجنسى!.
الخلاصة: إن «الإخوانى» متحرش بالفطرة يعانى الازداوجية حتى لو عاش وتربى بالغرب، وإن «الدعاة» بشر غير معصومين من الخطأ، وإن التحريض -بالفتاوى- على التحرش بالنساء أو اغتصابهن هو دليل إدانة على صاحب الفتوى المصاب بالسعار الجنسى!.