فريد، ومميّز، أنت.. في وحدتك الثلاثية العجيبة: الجسد، والروح، والنفس!
منحتك الحياة، ألقاباً إجتماعية رائعة ومثيرة، مثل: الابن، والأخ، والعم، والخال، والزوج، والأب، والحمي، والجد!
كل هذه الألقاب، لك وحدك!
أضف إليها، ألقاب ما بعد الزواج، من قبيل: المنيّل، والمدهّول، وزوج الندامة!
وما بعد الموت: كالمرحوم، أو: المجحوم، بحسب ما صنعت يداك!
تظهر وحدانيتك الجامعة، في كلامك، الذي يقول بعزة نفس: «أنا»!
ومع ذلك، عندك القدرة على أن تكلم نفسك، وتزعل منها، وفكرك يودي ويجيب، وفي سباقك مع نفسك تجيب آخرك!
عندما تحب، فأنت توزع أعز أعضاء جسمك على من تحبهم؛ فتعطي «عقلك» لابنك، وتعطي
«عيونك» لابنتك، وتعطى «روحك»، لزوجتك، وتعطى «قلبك» لصديقك!
وآه، لو غضبت من أحد ما؛ فأنت حتماً ستريه عينك النارية الحمراء، وليس من البعيد أن تشرب من دمه دون ارتواء!
وساعات اخاف منك - أنا شخصياً ـ، إذا حسدتني، ببركات عينك الزرقاء المدوّرة!
وكم من مفارقات في حياتك الشخصية، أعتبرها كبروفة للخلافات الزوجية قبل أن تبدأ.. ففي يوم عرسك، ترتدي، أنت، البدلة السوداء، وهي ترتدي الفستان الأبيض. أنت تفرح بزواجك، وعروسك تبكي بحرقة على فراق بيت أهلها العامر!
وعند وفاتك ـ أطال الله في عمرك -، يلبسونك الكفن الأبيض، وتلبس هي عليك الملابس السوداء، وتراها تبكي بشدة على فراقك؛ ليس حباً فيك، ولا ولاء لذكراك الخالدة، بل لأنها فقدت بفقدك، ذلك الشخص الذي كانت تجد فيه متعة شغلها الشاغل، وهي تضع على كاهله كل ما ثقل من مفردات النكد، وجوارح حرق الدم.. بينما أنت تفرح وتهلل؛ لأنك تخلصت من جبروتها، وتحكماتها الفارغة!
يوم وفاتك، هو اليوم الوحيد، الذي تسمع فيه كلمة حلوة تبل الريق، وتبشبش الطوبة المتحجرة، التي تحت رأسك، حيث تقوم مشكورة بسرد حسناتك اللامتناهية، وكأنك وأنت معها، كنت كالحائط الصد، الذي يمنعها من رؤية الحسنات اللاتي يذهبن السيئات!
لكن لا شك، انك تركت صدقة جارية؛ فلأول مرة في تاريخ زواجك، تعرف زوجتك أين تقضي ليلتك!
هذه بعضُ من صورتك المبعثرة!