أدباء و أدبيات في الساحة التونسية المعاصرة بقلم الناقد : عونى سيف

أدباء و أدبيات في الساحة التونسية المعاصرة بقلم الناقد : عونى سيف
أدباء و أدبيات في الساحة التونسية المعاصرة بقلم الناقد : عونى سيف


 الوضع الأدبي المعاصر في تونس يتخلله مشهد غني ومتنوع من الأصوات ووجهات النظر. 
يعود التاريخ  الأدبي في البلاد إلى قرون مع تأثير قوي من التراث العربي والإسلامي.
 ومع ذلك، ففي العقود الأخيرة شهد الأدب التونسي المعاصر انتعاشًا مع جيل جديد من الكتاب الذين يستكشفون ويرصدون مجموعة واسعة من الموضوعات والأساليب.
بعض الأدباء المعاصرين أخذوا يرصدون المشاكل الواقعية من خلال القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً. 
وأظهر بعض الشعراء في تجاربهم الشعرية التأثر بالثقافة العربية و الرصيد الإنساني للثقافات المتنوعة والحضارات التي أحاطت بتونس من قبل لا سيما الحضارات التى قامت حول حوض البحر المتوسط.
إن إحدى السمات البارزة للمشهد الأدبي المعاصر في تونس هي تركيزها على القضايا الاجتماعية والسياسية. 
يستخدم العديد من الكتاب أعمالهم لمعالجة موضوعات مهمة مثل حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
 وقد أدى ذلك إلى مجتمع أدبي نابض بالحياة ومشارك لا يخشى معالجة الموضوعات الصعبة والمثيرة للجدل التى تخشاها بعض دول الجوار.
بالإضافة إلى تركيزها على الموضوعات الاجتماعية والسياسية فإن الأدب التونسي المعاصر يعكس أيضًا التراث الثقافي الغني للبلاد. 
يستلهم العديد من الكتاب تاريخ تونس وفولكلورها وتقاليدها مما يخلق مشهدًا أدبيًا فريدًا ونابضًا بالحياة يعكس تعقيدات المجتمع التونسي وفروقه الدقيقة. بشكل عام، يزدهر الوضع الأدبي المعاصر في تونس، إذ تساهم مجموعة متنوعة من الأصوات والأساليب في مشهد أدبي نابض بالحياة وديناميكي.
و هنا سوف اقدم للقارئ أمثلة من الأدباء و الاديبات الذين يمثلون موجة هامة في هذا الحراك المعاصر.
* توفيق النهدي ، محمد فتوح، روضة بوسليمي، جليلة المازني ، آمال بو حرب.
 * توفيق النهدي ، شاعر مرهف الحس ، ذو ثقافة واسعة  رفيعة المستوى ، يعشق التاريخ وله رأي صائب فى كل ما يحدث هنا وهناك من أحداث اجتماعية واقتصادية وسياسية.
تمتاز نصوصه الشعرية بالعمق العقلى و الوجداني.
* أما القاص محمد فتوح فهو اديب مهموم بالمشاكل الاجتماعية و مشاكل الإنسان البسيط .
وسوف أتجول - كناقد يلاحظ الحالة التونسية من بعيد - فى قصتين قصيرتين جدا لهذا الأديب الرائع.
بأسلوب يشبه أسلوب إرنست هيمنجواى المقتضب يكتب القاص محمد فتوح ق.ق.ج. "مسيرة" و فى اقل من ثلاثين كلمة يرسم بورتريه عن حالة النفاق  في العمل الحزبي أو المجتمعى.
" بمجرد دمج خطاب الرجل المتكلم - البطل - ببعض الآيات البينات والأحاديث المأثورة ، صفق له الجميع ، هنأه أتباعه ، و انطلت الحيلة."
 و هنا فتوح بثقافته الواسعة يرصد ما نمر به ، فهو لا يتكلم عن المجتمع التونسي فقط . 
فكل المجتمعات العربية لديهم هذا المتكلم الذى ينتقي من الدين بعض ما يحتاجه للسيطرة على القلوب والعقول لكي يفوز بمنصب حزبي أو اجتماعي.
و بهذه الكلمات الدلالية القليلة نرصد أنا و الاستاذ فتوح مهزلة العمل الحزبي فى المجتمعات العربية.
- قصة الجامع،
فى قصة الجامع نرصد نوعا آخر من النفاق وهو نوع اجتماعي  ، اخلاقي .
فالبطل كان مكلفاً بجمع نقود لبناء جامع ثم هرب بالنقود وبرفقته زوجة فضيلة الإمام. هنا يشير القاص إلى نقيصة عامة  فى النفس البشرية ، فالكثير يضعفون ويتغيرون أمام المال .
، و هنا لنتابني احساس أنه يكتب  عن حوادث معاشة فى مجتمعي المصري ،و ذلك يثبت وجهة نظري أن مشاكلنا متشابهة ، و يجب على أصحاب الفكر رصد هذه المشاكل ونشر توعية مجتمعية من خلال أعمالهم الفكرية للتقليل منها.
* روضة بوسليمي ، شاعرة من طراز فريد ، تعزل الشعر غزلاً، تحكم ناصية اللغة، تخلق الصور في القصيدة خلقا.
الموضوعات الرئيسة في دواوينها الشعرية ، الحب العذري و الصوفي، والسلام و الخير و الكتابة.
روضة لديها ذاكرة شعرية تحوي الشعر القديم و الحديث  والتاريخ و كتب الأولين.
كناقد أدبي اقول: روضة بوسليمي هى علامة بارزة  ناصعة  لامعة فى الشعر التونسي المعاصر.
* جليلة المازني ، أديبة و ناقدة، على معرفة وافية بمدارس النقد الأدبية الحديثة منها والقديمة، لديها إبداع منقطع النظير في التجول في النصوص الأدبية وكشف اغوارها العميقة.
جليلة المازني لديها ثقافة واسعة متنوعة قلما تجدها في بعض النقاد المعاصرين.
* أما مسك الختام،  الدكتورة آمال بو حرب ، شاعرة ، استاذة فلسفة فى إحدى جامعات دولة عربية، تكتب الشعر بحس مرهف، لها مقالات لا تعد في الحراك الثقافي وموضوعات فلسفية شديدة العمق و أخرى بسيطة تتناول العقل الإنساني و الحياة وتقدمهما للقارئ العربي.