اغلب المجتمعات عبر التاريخ وما زالنا نشهد من انموذجيتها الكثير سيما تلك التي سطرت المفاخر عالميا في التصدي والصمود والتحمل والتحدي ولنا في سوريا جمهوريتنا العزيزة خير دليل ولا نغفل المحيط الإقليمي عبر ما نسمع ونرى ويسطر في فلسطين ولبنان من مآثر خالدة ينبغي التعلم والإفادة منها .
لا نتحدث عن الجانب الشعاراتي فحسب .. مع انه يعد نتاج اهزوجة معنوية يجب ان تبقى حية ملازمة معبرة عن ذلك الصمود وروح التحدي .. الا اني اسلط الضوء على حركة المجتمع وتلك التغيرات الجوهرية المرافقة جراء ذلك الامتحان والاختبار الوطني الذي يمرون بمختلف أوجه الحياة .
فمن ناحية مادية لم تعد الحكومة تمنح الموظف او المتقاعد ما يكفي لنهوض باعباء الحياة جراء ما تعانيه من اجندات وحروب وعقوبات ظالمة .. لكن في ذات الوقت هي تمنحك الكثير من العزة والاباء وتخلق في ذاتك إمكانية سر ذلك التحدي الذي نعيشه ونتحسسه بشرف معنى المفردات الحية التي سمعنها ووعيناها عبر مراحل التاريخ ومن السن الأجداد حد الوراثة الجينية .
فالصمود ليس مجرد مفردات اغنية يبدع الملحن في سياقاتها التنغيمية ويجيد الفناء اداؤها فنيا .. بل هي تجارب وتاريخ معبء وخطط استراتيجية تنطلق من وحي عقائدي يكون الله والوطن والشرف أساس فيه من ناحية الموقف والتنقل الحركي عبر قاطرات الفرد وكذا مؤسسات المجتمع .
هذا بحد ذاته سفر جدير بالابداع من اجل النهوض باعباء الحياة .. لا ننكر الصعوبات القائمة وما يتطلب من الاخرين فهمه والنهوض به والصبر عليه مهما بدت ضائقة السبل .. الا ان التخلي عنه مكلف الثمن بصورة لا يمكن تصورها ولا تحصر في زوايا المادة واخواتها بل تتعدى ذلك الى صلب شرف الحياة وعز المعيش ..
هنا لم نستعرض اطناب ولا مجرد كلمات بل هي برامج طبقت على الأرض وقد عانى الشعب العزيز ما عانه خلال مرحلة الحرب المستمرة على بلادنا والتي ما زالت القيادة والشعب يسيران معا لتفهم الواقع وتطويع الوقائع قدر الإمكان من اجل إعادة بناء الحياة وفقا لسبل حياتية شريفة تعلمنا معنى الصبر وتمنحنا امل الحياة في حياة لا قيمة لمعاشها ان لم يكن رغيف العيش مغمس بالكرامة .. تلك الكرامة التي لم نتعلمها من اجل الترديد الشفاهي بل صليناها صلاة محراب وان كان ذلك على حبال المصائب .