أعلم جيدا أن العنوان به خلل؛ لأنه لا يجب ولا يجوز ولا يصح أن أضع نصفه الأول بجوار نصفه الثاني ؛ شتان بين معركة أتت بالنصر واسترداد الكرامة والأرض ؛ وإرهاب لم يأت من وراءه سوى الخراب والدمار سواء في غزة أو الضفة وامتد أيضا إلى لبنان ؛ أقول لكل من حاول أن يقترب بهذا الفعل الذي لا يمت للعقل بأي صلة من انتصار أكتوبر المجيد أكيد ومن المؤكد أنك فقدت رشدك ؛ لقد وضعت الشطر الثاني من العنوان لكي أعيد التاريخ وما حدث من الدول العربية عندما حاول الرئيس السادات أن يذهب بعد انتصار أكتوبر المجيد بالقضية الفلسطينية إلى الحل السلمي وثار من ثار من الدول العربية والسلطة الفلسطينية واتهموا مصر بكل الاتهامات الباطلة بعنجهية هي أقرب لسحل الكرامة وهذا ما أثبتته الأيام وانتهت إلى فعلة السابع من أكتوبر عام 2023 التي هي سحل الكرامة بالفعل بعد أن تحولت حماس إلى ذراع من أذرع إيران الإرهابية وخرجت تماما عن معركة استرداد الأرض الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية ؛ السادس من أكتوبر 1973 هو انتصار مصر الباهر والذي كان يمكن أن يسير بعده السلام في ذلك الوقت وتحل القضية الفلسطينية بالسلام دون إراقة أي نقطة للدماء ؛ أما التسمية الباطلة والفاقدة للعقل لهذا الإرهاب الذي حدث في السابع من أكتوبر 2023 لم يأت منه سوى الخراب والدمار والموت لشعب غزة والضفة وامتد إلى لبنان بعد أن تعانق إرهاب حماس مع إرهاب حزب الله تحت رعاية إرهاب إيران ؛ وحتى لا يختلط الحابل بالنابل كما يقولون يجب أن افصل بين شطري العنوان
السادس من أكتوبر 1973
********************
تاريخ لا ينسى وأن نساه الجميع لا يمكن للعبد لله أن ينساه؛ كيف أنساه وهو يمثل يوما لا يمكن أن يغيب عن عيني إلى اللحظة الأخيرة في حياتي ؛ كيف أنساه وكنت واحدا من الأبطال الذين اشتركوا فيه وقبله في معارك الاستنزاف التي بدأت بعد هزيمة يونيو 1967 واستمرت إلى يوم النصر المجيد في السابع من أكتوبر ؛ معركة شريفة للمدفع أمام المدفع والجندي أمام الجندي وقوات جوية عادت إلى الحياة ؛ وليس هجوم الإرهاب على المدنيين ؛ انتصار أكتوبر 1973 سجله التاريخ ضمن معارك الانتصار التي يقدرها الزمن ويضعها في مكانها من التاريخ ليفخر بها كل من شارك فيها ويمتد الفخر إلى الأولاد والأحفاد وأحفاد الأحفاد ؛ لأن التاريخ لا ينسى أبدا معارك الشرف والكرامة . يوم لا ينسى ولا يمكن أن ينساه كل من شارك فيه عندما رُفع علم مصر الغالي فوق خط بارليف وأسطورته التي تقوضت بعد دقائق من بدء المعركة ؛ لقد كان السادس من أكتوبر عام 1973 هو اليوم الذي رد الدماء إلى وجه مصر بعد هزيمة منكرة في الخامس من يونيو عام 1967 ؛ في وقت كان الجميع يظنون بأن إسرائيل على وشك أن تلاقى حتفها على يد الجيش المصري الذي كان ينتشر في كامل سيناء ؛ لكن الهزيمة أتت في دقائق على يد الطيران الإسرائيلي الذي انقض على قواتنا الجوية الرابضة على الأرض في طول البلاد وعرضها ثم استدار نحو القوات البرية المسكينة التي نُشرت في صحراء سيناء دون أي حكمة من قادة ذلك الوقت واصبحت عارية تماما أمام القوات الإسرائيلية التي تمكنت منها وبعثرتها وجاءت الهزيمة المنكرة بعد أن ترك القادة كبارهم وصغارهم الجنود المساكين الذين لم يتدربوا التدريب الكافي بل لم يتلقوا من التدريب ما يكفي أن يقودهم إلى التراجع الصحيح فتحول المشهد إلى مشهد من الرعب والجنود يهربون دون دليل يقودهم إلى طريق العودة أحياء ؛ بُعثرت دماء الشهداء دون رحمة تحت وابل النيران الإسرائيلية ؛ آلاف الجنود سقطوا قبل أن يتمكنوا من رفع سلاحهم والطائرات تحصدهم بالجملة ؛ نعم دماء هؤلاء الشهداء فوق رؤوس قادة ذلك الوقت الذين انصرفوا إلى اللهو تقودهم عجرفة كاذبة تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي كان كل وقته للنساء والمجون وأتت على يديه أكبر هزيمة عُرفت على مر التاريخ ؛ القائد العام للقوات المسلحة انتهى في ذلك الوقت ككبش فداء لكل الفساد الذي أدى إلى هزيمة يونيو ؛ البعض يقول أنه مات منتحرا ؛ لكن الحقيقة أنه قُتل ليأخذ الحقيقة معه إلى قبره قبل أن يحكي عن فساده وفساد الآخرين . نعم ذكرى ذلك اليوم الكئيب؛ يوم الخامس من يونيو باقية في أذهان كل من شاهد ورأى هذا الحزن الذي خيم على مصر وظل فوق رأسها إلى ذلك اليوم الذي استردت فيه كرامتها في السادس من أكتوبر عام 1973؛ بعد أن جُند كل المؤهلات سواء المتوسطة أو العليا بين ضباط احتياط وجنود ولا أعتقد أن أحد يستطيع أن ينكر دورهم الذي لا يستهان به في تحقيق الانتصار الباهر وإن نساه أو تناسوه فإن قبور الشهداء بالآلاف منهم هي التي تشهد وتنطق بهذا الدور. نعم مصر استردت كرامتها في ذلك اليوم الذي تسبب في شرخها قادة يونيو 67 الذين لم يعرفوا في القتال قدر معرفتهم باللهو ؛ ثم أتت عمليه استكمال النصر وتحرير كامل الأرض بمسيرة السلام التي سار فيها الرئيس السادات رحمه الله بخطي واسعة ؛ السلام الذي استنكرته معظم الدول العربية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية وقائدها ياسر عرفات الذي تشمت في اغتيال الرئيس السادات ؛ لكن هل تحررت فلسطين ؟! ؛ وهل ساعدها العرب الذين قاطعوا مصر بسبب مبادرة السلام ؛ هل توحدت فلسطين من أجل مجابهة العدو ؛ أبدا ومطلقا ؛ بل انقسمت قواها بين حماس ومنظمة التحرير وكأنهما استبدلا العداء مع إسرائيل بالعداء مع بعضهما ؛ حرب أكتوبر بكل عظمتها ومبادرة السلام ؛ أخرجا مصر من مرارة هزيمة يونيو 1967 وعادت الأرض بأكملها وستظل هذه الذكرى للأبد والذكرى الأهم لكل من اشترك فيها سواء كان على قيد الحياة أو رحل أو استشهد ؛ هذه الذكرى إن لم تبق في قلوب الناس ستبقى في قلب مصر . قبل أن أترك الحديث عن نصر أكتوبر المجيد لأنتقل للحديث عن أحد أبطالها ؛ أود أن أعرض بعض الكلمات تعبيرا عن مدى دهشة القلم من هذا الفكر الذي جاء على صفحات بوابة اليوم السابع بتاريخ الثالث من أكتوبر 2024 تحت عنوان " الإفتاء توضح أدلة مشروعية الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة " وأسأل : هل الفتاوي الآن أصبحت وصية حتى على الاحتفالات بالأعياد الوطنية ؛ هل الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد أصبح تحت بند الفتوى ومشروعية الاحتفال به " وقد ذهب الحديث في الفتوى عن أدلة مشروعية الاحتفال به وكأن هناك من يعارض الاحتفال ؛ أسأل ؟! هل يوجد مصري واحد فقد عقله وطالب بعدم الاحتفال بهذا اليوم الذي أعاد الكرامة؟! حتى تخرج علينا هذه الفتوى؛ بالتأكيد لا؛ لأن كل مصري سواء من حضر هذا الانتصار أو شارك فيه أو من الأجيال الحديثة التي سمعت وقرأت وأصبحت فخورة به؛ يعيش الآن على ذكرى وفخر هذا الانتصار الباهر؛ الجميع يرفعون رؤوسهم عاليا؛ والسؤال المتعجب؛ لماذا الزج بكل شيء تحت بند الفتوى وأثارة البلبلة وكأن بيننا الخائن الذي يعارض الاحتفال بهذا اليوم العظيم!!!!!
بطل عظيم من أبطال حرب أكتوبر
***************************
اللواء باقي زكي يوسف ياقوت؛ وسؤال لماذا اختصصته هو بالذات؛ والإجابة لأنني لاحظت تجاهل الأقلام لدوره وهو الذي فتح الباب في عمق خط بارليف أمام القوات لتعبر ؛ كان برتبة المقدم عندما عرض على الرئيس عبد الناصر عام 1969 فكرة مضخات المياه التي يمكن أن تسحب الماء من قناة السويس وتضخها بقوة على خط بارليف لتنهال الرمال وتفتح ثغرة كبيرة كافية لمرور العربات والقوات ؛ وافق عليها عبد الناصر وظل اللواء باقي يطور الفكرة إلى أن أصبحت جاهزة واستخدمت في حرب أكتوبر بنجاح فائق النظير لتكون هي الباب الذي تعبر منه القوات من خلال خط بارليف الذي كان يقال عنه أنه المانع الأسطورة التي يقف أمام عبور أي قوات ؛ لقد كان من الصعب جدا اختراق الخط والعبور من خلاله لكن مع هذه الفكرة العظيمة انهارت الاستحالة والتي كانت سببا من أسباب نجاح عبور القوات والانتصار ؛ تاريخ اللواء باقي ذكي كله عظيم فلقد كان مهندسا عمل بالسد العالي واستخدمت المضخات لدفع الرمال من المنطقة التي بني فوقها جسم السد واستغل هذه الفكرة وطورها إلى أن أصبحت جاهزة للاستخدام واستخدمت بالفعل وبنجاح في خط بارليف ؛ رحم الله اللواء باقي زكي يوسف ياقوت الذي رحل عن عالمنا في 23 يونيو عام 2018 .
السابع من أكتوبر 2023
********************
كما ذكرت في المقدمة أن العنوان غير متجانس أو متطابق ؛ والخلل واضح بل مضحك وكأن الشطر الثاني يبدو وكأنه اليوم التالي للسادس من أكتوبر 1973 والانتصار العظيم الذي تحقق ؛ السابع من اكتوبر لم يكن سوى هجوما إرهابيا قتل العُزل من المدنيين من الإسرائيليين وفتح باب جهنم على غزة وجرت معها الضفة ثم سحبت لبنان إلى الخراب ؛ الخير يلتصق بالخير ؛ والشر يعانق الشر ؛ وإرهاب حماس جذب معه إرهاب حزب الله تحت رعاية إرهاب الأم إيران وباقي أذرعتها في سوريا وعراق واليمن ؛ لست أعلم أي ذكاء هذا الذي ألهم العقول الإرهابية لتلصق أسم السابع من أكتوبر بهذه العمليات الإرهابية وكأنه والسادس من أكتوبر توأما خرج للحياة ليكون أسطورة للنصر؛ أشعر بالأسف لهذه العقليات التي لا تفرق بن معركة الكرامة والشرف لجيش أمام جيش وانتهت بالانتصار ثم تبعتها الحلول السياسية التي حررت كل الأرض وإرهاب هاجم المدنيين ولم يفرق بين رجل وامرأة وطفل ؛ وأعمال لا يمكن أن نضعها تحت عنوان الكرامة والشرف ؛ أسأل ماذا كانت النتيجة ؛ نتيجة مؤسفة بعد عام من الخراب والدمار بدأ بغزة وانتقل إلى الضفة ثم سحب معه لبنان وكأن لبنان تنقصها المشاكل ؛ قد يظن البعض أنني أُعطي الحق لإسرائيل فيما قامت وتقوم به حتى الآن ؛ بالتأكيد من اشترك في معركة الكرامة في السادس من أكتوبر كضابط احتياط وهو العبدلله الفقير لا يمكن أن يكون مع ما قامت وتقوم به إسرائيل منذ السابع من اكتوبر 2023 وحتى الآن ؛ نعم أنا لا أعطيها الحق ؛ لكن أُدين ما قامت به حماس من عملية ليست مدفوعة من انتمائها لفلسطين ولشعب فلسطين قدر الانتماء لإيران وقد فعلت ما فعلت مع إخوانها من منظمة التحرير في عام 2006 بل كما ذكرت مدفوعة من إيران وهي وبالتأكيد لا يهمها فلسطين ولا شعب غزة ولا العرب جميعا ؛ بل كل هدفها إثارة القلقلة في المنطقة كلها لأغراضها الشيطانية ؛ إن ما نتج عن عملية السابع من أكتوبر لهو الدمار نفسه ؛ القتلى سواء في غزة أو الضفة وأخيرا في لبنان على يد الاحتلال الإسرائيلي وقد قارب عددهم عدد شهداء السادس من أكتوبر في معركة الشرف التي رفعت اسم مصر أمام العالم كله ؛ لم يبق شبر واحد سواء في سيناء أو طابا أو في أي مكان كانت إسرائيل فيه لم يُرفع فيه علم مصر ؛ والآن ماذا عن الهجمة الإرهابية في السابع من أكتوبر 2023 ؛ لم يبق سوى دمار غزة ودمار في الضفة والدمار الزاحف نحو لبنان وموت معظم قادة حماس وقادة حزب الله والأذرع سواء في سوريا أو العراق وضربات فوق رأس الحوثي في اليمن ؛ أعتقد أن إسرائيل لم تكن تحلم بفرصة أفضل من هذه الفرصة لتحقق أهدافها الاستيطانية وتأمين جوانبها من كل جهة ؛ يحضرني مثل عامي يقول " لو كانت الأسامي بفلوس كانوا سموا القمر فانوس " ؛ وهذا ما ينطبق على فعلة حماس التي حاولت التقرب بها من السادس من أكتوبر ؛ الدول العربية للأسف شجبت وانتقدت وقاطعت الحل السياسي الذي اتجه نحوه الرئيس السادات بذكاء بعد السادس من اكتوبر وقاطعت مصر ؛ ماذا فعلت الدول العربية بعد أن قامت حماس بفعلتها سوى الشجب ؛ ما هو الوضع الحالي لفلسطين ؟! ؛ من سيدفع ثمن دماء المدنيين من كل الأعمار ؟! ؛ من سيدفع ثمن الدمار في غزة والضفة ولبنان ؟! ؛ كم سيستغرق الوقت لحل الدولتين هذا إذا ما حدث وتوصلوا لحل ؟! ؛ هل سيذكر أحد من أبناء فلسطين قادة حماس الذين انتموا لإيران وعملوا لحسابها ؟! ؛ هل سيحتفل أحد بذكرى فعلة حماس في السابع من أكتوبر 2023 مفتخرا بأنها معركة الشرف والكرامة ؛ كنت أتمنى أن يكون السابع من أكتوبر ذكرى يرفع فيها كل فلسطيني رأسه مفتخرا بها ؛ سؤال وعلامة استفهام ؛ متى سيخرج السنوار من جحره الذي يحتمي به ودروعه من الرهائن والمدنيين ويعتذر لغزة عن دماء أبنائها التي أريقت دون ثمن ؛ أخيرا أقول كنت أتمنى أن يكون السابع من أكتوبر 2023 أبن أو حفيد لمعركة السادس من أكتوبر 1973 ؛ ووريثها في ميدان الشرف والكرامة .