وراء كل باب مغلق لإنسان ما، حكايات وأسرار، نجاحات واخفاقات، انتصارات وانكسارات، أفراح واتراح... كل التناقضات التي تضج بها حياتنا على الأرض!
البعض يعتقد أنه الشخص الوحيد، الذي يبكي على ليلاه: ليل وليلى!
والبعض ينتابه شعور غامض، يدفعه دفعاً للتلصص على غيره، من خلال فتحة من باب مغلق، متروكة سهواً، أو عادة، أو قصداً...؛ تأكيداً منه على تطفله وحشريّته، أو ليعرف أنه ليس الوحيد في معمعة ومطحنة الحياة، أو ليبحث عن فضائح يهزم بها الآخرين!
قد يكون هناك ـ وهم قلة ـ، من يفعل ذلك؛ لكي يكتشف احتياجات الآخرين، فيواسي المقهورين المعذبين، بكلمة طيبة، أو بمعونة نبيلة كريمة. أو لكي يشد على أزر المناضلين المجاهدين، ويحثهم على المصابرة، ويعينهم على المجالدة!
لا بد أن نعي: ان ما خلف الأبواب المغلقة هو ملك خاص، حتى ولو كنا نشترك في حيثياته ومخفياته، بحكم وحدانية النفس البشرية، ووحدانية الأرض التي نعيش عليها!
وعلينا أن نحترم هذه الخصوصية، ونحترم كل من قام بترك ذلك الثقب ـ ثقة فينا ـ؛ فلا نحاول التلصص من خلاله!
وعلينا، أيضاً، أن نتعلم جميعاً من ذلك الثقب، فهو المكان الذي يدخل منه المفتاح، فهو كما يُغلق، يفتح كذلك.. وقد يكون مفتاح الصبر للفرج والفرح!...