الإنسان يمر بفترات مختلفة في حياته، ويرى خلالها تغيُّراً في تصرّفاته، ونظراته وطريقة تعامله مع الأشخاص المحيطين به، وقد يتغيّر مع النّاس إلى درجة أن يخسر العلاقات الطّيّبة، وينسى كلّ ما مضى من حسنات لأولئك الأشخاص، وهنالك العديد من العوامل الّتي قد تتسبّب بتغيّر الشّخص مثل تغيّر الأفكار والمعتقدات والقناعات، والّتي قد تتغّير بفعل الظّروف، كما قد تتغيّر بفعل بعض العلاقات الاجتماعيّة، وخلاصة الكلام أنّه حين يتغيّر الزّمن فمن الطبيعي أن يتغيّر النّاس؛ لأن المتغيّرات منذ كان الزّمن ومنذ كان النّاس، لم تتوقّف ولن تتوقّف يتغيّرون بأفعالهم وتصرّفاتهم، ويظنّون أنهم الأوفياء، ولكن لا جدوى من ذلك؛ لأنّ العقلاء لا يسمحون لأنفسهم ولكبريائهم بالرّدّ ع تلك التّفاهات يتغيّرون للأسوأ، ويظنّون دوماً بأنّهم الأفضل، ويتصرّفون بفظاظة، ويخالون أنفسهم مثالاً للرّقيّ، ويتعاملون مع الآخرين وكأنّ الله لم يخلق بشراً غيرهم يتغيّرون فجأة ودون مقدمات، ويغيبون أيّاماً وأيّاماً، ويسألون عن الحال، والمطلوب أن أرجع كما كنت، عفواً لكنّني لا أمشي بنظام "المزاج أصبحت أكره أن أهتمّ بأحد؛ فحين أهتمّ أشعر بأنّهم يتغيّرون كثيراً، وكلما زاد الاهتمام زاد التّغيّر، لا أعلم هل هم متكبرون أم أني أرخصت من نفسي اللّحظة قد تغيّر يومك، واليوم قد يغيّر حياتك، وحياتك قد تغيّر العالم إنّ أوّل الغضب عند تغيّر النّاس جنون، وآخره ندم يستمرّ الغضب من تغيّر النّاس فقط مع الجهلة إنّ الأدب يؤدّي إلى تغيير إنسانيّ يجعل الإنسان أكثر رقيَّاً وأكثر رحابة، ويعمل على زيادة معرفة النّفس البشريّة، كما يجعل الإنسان يفهم الآخرين قبل الحكم عليهم لكنّ الرّؤية الفكريّة مهما كانت متماسكة وثاقبة، لا تغيّر العالم دون بشر يجعلون هذه الرؤية عدسة لاصقة على عيونهم يتغيّرون من خلالها، ويغيّرون العالم من خلالها وبها على الإنسان ألّا يوقع نفسه فريسة للتّركيز السّلبيّ على فكرة معيّنة، ولا يلوم غيره على عدم التّغيير بل عليه أن يبدأ بنفسه ودائما كثيراً اسأل نفسي هل الزمن هو السبب فى تغير النفوس ام تغيرت قلوبهم ايضا تغيرت. نعم تغيرت نفوس الناس، وأصبح الكل يبحث عن مصالحه الشخصية دون أن يفكر بغيره، ، لكن المتأمل لحالنا يجد أن الزمن بريء من التغير براءة تامة ، فحين نعود إلى الوراء نجد أنه عندما نجتمع بالأحبة سابقاً، نجد الأُنس بقربهم، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، فتفترق الأجساد وتبقى القلوب مجتمعة والأرواح تغذي شوقها بلقاء كل جديد مشرق، أما اليوم نلتمس البُعد والجفوة والقسوة، فتبدأ الأفكار تأخذ مأخذها في التفكير في السالب والموجب، وتفتح مكامن الوجدان لتمحو ما كان بها من حُب وود، كما أن العواطف مشحونة بالحقد، والأخلاق ضيقة النطاق قابلة للانفجار في أي لحظة، والعلاقات مادية، والتعاملات قاسية غير رقيقة، والآراء إن اختلفت أفسدت معاني الود التي بيننا، ناهيك عن شريان جديد ينبض في المجتمع مما سبب فتور العلاقات وتباعد القلوب والقطيعة والأنانية، وكذلك انعدام الثقة والاهتمام بالمنفعة الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة. فسبحان الله اصبحنا في تحول واختلاف جوهري أثر على سلوك وثقافة المجتمع، فأصبحنا في مجتمع حسّاس كلُ يفسر الكلام على هواه والكل يخشى من حدوث مشكلة فا الشخص القاسي المتغير لا يمكن أن يكون شخص عاقل أبداً، فالقلوب القاسية المتغيرة لا تعرف الحب ولا تدرك لها سبيل .