مقال كتبته في 2019 واحب ان اجدد به انسانيتي، فانشره كل عام
تأملاية:
قبل ايام، كنت رقيد الفراش بعد عملية تفتيت حصوة بالكلي في حجم الزيتونة بتقنية الليزر بالمنظار عبر مجرى البول الطبيعي ودون جراحة، ولا حتى وخزة ابرة ولا خرم بالجلد، وتم تفتيت الحصوة وآلت إلى غبار تخلصت منه عبر مجرى البول الطبيعي، واستفقت بعد ساعة وغادرت المستشفي وكأنني عائد من النادي.
داهمني شعور بالامتنان للأميركي جوردون جولد الفيزيائي العظيم مخترع تقنية الليزر، ورحت اقارن بين صنيع هذا العالم وبطولة خالد بن الوليد الذى قتل وحده 500 قتيل في معركة مؤتة، وتكسر في يده إثني عشر سيفا في تلك الغزوة.
ترى من هو الجدير بلقب " فارس" ؟
- اهو خالد بن الوليد الذي حصد وحده عشرة آلاف من رؤوس البشر في جملة معاركه، ام هو جوردون جولد الذي قتل آلامي واوقف معاناة ملايين البشر؟
ترى من هو الجدير بلقب "بطل" ؟
- أهو ادوارد جينير مخترع لقاح الجدري، والذى جربه على ابنه وقدمه للبشرية وبات يقي البشرية من ويلات وباء كان يحصد عشر سكان الارض كل عام، ام هو صدام حسين الذى كان يتلذذ بغمر معارضيه في الحمض ليتآكلوا احياء وتذوب ابدانهم لتصبح مثل لحم التونة؟
دعونا نغير مفهوم البطولة ووصف الفارس والفروسية في أذهان الأجيال، وكفانا مغالطات يكتظ بها تاريخ العرب وتعالوا إلى ساحة العدل التاريخي لننصف من أضافوا للبشرية.
دعونا من سيرة جابر بن حيان عالم الكيمياء الذى يمجده بنو العرب وهو لم يتجاوز في علمه ابعد من خواص الحمض والقلوي، وتعالوا نبدل سيرته بنظريات احمد زويل.
دعونا من سيرة ابن النفيس وقد زورنا التاريخ لصالحه لنعلم اولادنا انه مكتشف الدورة الدموية، وهو في الحقيقة لم يتجاوز بعلمه سوى تسمية القلب والابهر (الاورطى)، ودعونا نستبدله بكريستيان برنارد اول جراح يزرع قلب حي.
تعالوا لنشهد بالحق امام منصة التاريخ، فهناك من غار قي داهية قبل عقدين من الزمان ولا نزال نعاني كبوات جهله، وقد سمم ديننا، واساء لامي وامك واختي واختك، و زوجتينا عندما نعت المتبرجات منهن بالزنا اذا يظل الشك في نسب الابناء لازواجهن قائما.... بنصف متر قىاش تحدد طهر وشرف الانساب ايها الجاهل الملعون؟
بيننا أحياء يعملون في صمت من أجل البشر ولن نعلم عنهم شيئا إلا بعد رحيلهم.
دعونا نعيد النظر في تعليم أطفالنا، واحتذوا باليابان التى فلحت في توجيه كراهية الاجيال التالية لكارثة هيروشيما وناجازاكي إلى الحروب لا إلى الإنسان الأمريكي.