زارتني إيزيس ...
وعيناها تعكس بريق القمر
تلوح لي بنسيم العشق ..
وتسألني عن التابوت الأسطوري
عيونها ترفرف كأجنحة طائر
وشعرها يتأرجح كأمواج البحر
تغمرني بأنفاسها العذبة كالزهور
وتنثر على دروبي رحيق السحر
فسألتني عن التابوت الأثير
الذي حفظ أسرار العالم القديم
قلت لها: هو الواحة الروحية
هو حكاية نور تنمو في القلب
يحوي في جوفه حكمة الملوك والسلاطين
إيزيس تعلمت من الأجداد العظماء
أسرار الحضارة والحكمة القديمة
تحاول أن تستنطق أعماق تابوتي
تريد أن تلتمس ألوان الصورة الأثيرة
أخبرتها أنه لا يوجد سِر له
إنما هو فاصل بين الكونين
رابط بين قطبي الخيال والحقيقة
رمز للحكمة السامية في الوجود
وكما ينمو التابوت في أعماقي
تنمو أيضًا في داخل كل إنسان
فهو يعطي الأمل والطمأنينة
يجعلنا نبحر في محيط الروحانية
إيزيس استوقفتني بنظرتها الساحرة
وقالت: أتعلم أن التابوت وأنت واحد؟
أجبتها بابتسامة: نعم يا حبيبتي
وأدركت أنه حقاً فصل من الجمال الأزلي
فتبادلنا الضحكات والكلمات العذبة
وضعت يدي بيدها مشينا سوياً
إيزيس والتابوت وأنا في رحلة بلا غاية
باحثين عن الألوان الجديدة للحياة