كم من الأمثلة و الحكم تتحدث عن الجاهل ؟ و كم من المواعظ التي تحذرك من الاقتراب و التودد للجاهل , حتى بلغ الأمر من وصف العدو خير من الصديق عندما يكون الصديق جاهل .
نعم لم يخطي الكبار عندما تركوا لنا هذا الكم الهائل من الحكم و الأمثلة الشعبية و المواعظ , من خطورة الجاهل و مخاطرة ردود أفعاله , تنوعت و تعددت هذه الأمثال من بلد لأخرى من الشرق إلى الغرب , كلها بلا استثناء تحذرك من الجاهل و الجهل , إليك بعض الأمثلة عن الجهل و الجهلاء
حيث قال أرسطو :" يختلف المتعلّم عن الجاهل بقدر اختلاف الحيّ عن الميّت." فيما قال جوته الفيلسوف الألماني :" ليس أفظع من جهل فاعل"
و لكن سقراط : العلم هو الخير والجهل هو الشر .
و هذه أمثلة أخري من كل أقطار العالم :
"مثل عربي: نصف العلم أخطر من الجهل.
مثل دانمركي: مَنْ يجهل أنّ سريره قاسٍ ينم جيدًا.
مثل روماني: ماذا يعرفُ الحمار عن غناءِ العندليب؟.
مثل هندي: الجهل هو سلام الحياة.
مثل ياباني: مَنْ يقرّ بجهله يظهره مرة واحدة، ومَنْ يُحاوِل إخفاءه يُظهِره عدّة مرات.
مثل عربي: عدوٌّ عاقِل خيرٌ من صديق جاهل.
مثل هندي: يَضع يده فوق رأسه؛ لِيتمكّن من حكّ أنفه.
و عندما تتأمل كل مثل على حدا تراه يوافق المثل الأخر من حضارة أخري أو قطر أخر , الجهل هو الموت و لا شيء غير الموت , و ينجرف الإنسان نحو الجاهل بطريقة أو بأخرى حين يحاول الأخير إيصال حالة من التفرد و الحكمة و يشعرك أنه يتميز به و يتفوق بها عنك , و عندما تجادله أو تثبت له عكس ما يعتقد و معتقده الخاص به و هو يجهل كل شيء عن أبسط هذه المصطلحات فقط يكيل لك اللعنات و السباب , و يصل إلى حد العراك و الضرب , الجاهل متفرد بحالة فريدة في السيطرة على الحوار بحالة من الصوت العالِ , و العنف و التبرم , يحاول أن يجرك إلى موقعة الجميع خاسر فيها , هو لا يدرك غير وجه نظر واحدة فقط , هي وجهة نظره هو , و هي الطامة الكبرى , عندما يجتمع الجهل مع التعصب الأعمى و يحبذا أن يكون هذا الجاهل في موقع قيادي , أعرف جيدًا أن السفينة سوف تغرق , و كتب التاريخ حافلة بمثل هذه الأحداث و الوقائع التاريخية , أحذر ألف مرة أن يقودك جاهل ة تسلم له مقاليد أمرك , و لسوء الحظ أن الجاهل كثيرًا ما تجده في المواقع القيادية أو الخطوط الأمامية , يتحلى بالتهور و الاندفاع و العصيبة , و لا يعرف شيئًا عن التروي أو الصبر ,و إليك المثل العربي الشهير و المعروف , الذي تعلمنه منذ الصغر " عدو عاقل خير من صديق جاهل , كيف فضلنا العدو عن الصديق ؟ بعبارة بسيطة عندما يكون لك صديق جاهل يستطيع بكل بساطة أن يدمرك و يدمرك نفسه , عندما تكونان سويًا في مركب واحد أو طريق واحد مشترك , و لكن العدو العاقل و المشترك مع في نفس السفينة أو الطريق يلزم العقل و يتدبر الأمر حتى يصل إلى بر السلامة , خوفًا على نفسه لا أكثر لأنه يدرك جيدًا إنكم معًا في مركب واحده و هلاكها , هو هلاككم معًا .
و الجاهل هنا ليس فقد الأمي أي ليس فقط من لا يجيد القراءة و الكتابة و بعض العمليات الحسابية , حيث الكارثة أن الجاهل هو عديم الثقافة و البحث و المعرفة , و كم من امة أغرقها الجهل في بحور الظلمات و جعلها فريسة سهل في يد الأمم المستعمرة , و الجدير بالذكر دول المستعمرات الأفريقية التي تمتلك ثروات طبيعية عظيمة جدًا و لكنه سقطت تحت ظلمات الجهل جعل منها فريسة سهل في يد هؤلاء المستعمرون , و على الصعيد الفردي عندما نجد يملك المال الوفير سوء حصل عليه بالوراثة أو من مجهوده و تعبه و لا يملك الحكمة تتجمع حوله الذئاب الخاطفة و تدمره و تقضي عليه , الجهل موت .