أثر الفيلسوف (فيدريتش ڤيلهلم يوزف شلنغ) والأسطورة في الإبداع الأدبي الحديث بقلم د.علي أحمد جديد

أثر الفيلسوف (فيدريتش ڤيلهلم يوزف شلنغ) والأسطورة في الإبداع الأدبي الحديث بقلم د.علي أحمد جديد
أثر الفيلسوف (فيدريتش ڤيلهلم يوزف شلنغ) والأسطورة في الإبداع الأدبي الحديث بقلم د.علي أحمد جديد
 
بداية ، فإن المعروف أن الأسطورة قصة قديمة أو مجموعة قصص من الأزمان القديمة ، ولكنها ليست قصصاً حقيقية لأن فيها من الخيال الشعبي ماهو أكثر من تجاوز الواقع . وهي قصص قد تكون متعلقة بأحداث محددة أو بأشخاص معيّنين ولذلك تبقى الأسطورة تشبه بمحتواها مايُعرَف بالحكايات الشعبية ، لأن أشخاصها وأبطالها غالباً مايكونون خارقين ، وأحداثها عبارة عن تفسيرات لظواهر طبيعية تختلف بمضمونها عن الواقع الحقيقي . 
تنتقل الأساطير من جيل إلى آخر ، و بسردٍ مختلف  فمنها ما يتم سرده بقصائد شِعرية ، أو بروايات محكية  أو مدوّنة ، إذ تهدف الأساطير إلى تقديم الدروس لزيادة الخبرة  أو لتسلية المُتلّقين . كأساطير الأوديسة وهوميروس ( Homer's Odyssey) و قصص (الملك آرثر) لكريتيان دي تروا  Chrétien de Troyes' tales of King Arthur) .
ويمكن ملاحظة الفرق بين الأساطير وبين الحكايات الشعبية في أن الأساطير تكون دوماً  بأسلوب أدبي راقٍ بينما تكون الحكايات الشعبية باللغة المحكية ، وهي مجرد حكايات شعبية من وحي الخيال ولا علاقة لها بالواقع ، بينما  تحتوي الأساطير على أحداث كتواصل الإنسان مع العوالم الأخرى مثلاً ، ولكنها تبقى بخيال أقل مما تحتويه الحكايات الشعبية حتى أنها قد تكون جزءاً من التاريخ الواقعي .
وتختلف الأساطير أيضاً بأنها ذات بُعدٍ فلسفي تنويري وميثولوجي  Philosophie der Mythologie وهي كما صنّفها الفيلسوف الألماني (فريدريش ڤيلهلم يوزف شلنغ) صاحب كتاب "فلسفة الأساطير" حين يقول أنه هناك فارق كبير بين أن يخترع الإنسان الأسطورة ويصدّقها ، وبين أن يكوِّن وعيه لدلالاتها . ولو أن الإنسان عاش الأسطورة في بدايات وعيه ، فإنه يكون قد احتاج لزمن طويل قبل أن ينتقل إلى عملية تحليل الأسطورة وإدراك جذور ابتكاره لها عن طريق الشعراء ثم الفلاسفة فيما بعد ، واكتشف أنه إنما كان  ومن دون وعي واضح منه يؤرِّخ في الأسطورة لنفسه ولكينونته ولوجوده في الكون . وفي هذا الإطار لابد وأن يكون وعي الأسطورة قد بدأ مع الفكر الفلسفي الإغريقي على الأقل ، لكن الأصح أن منهجة هذا الوعي وربطه بتاريخ الوعي والتجربة الإنسانيين قد وصلا إلى الذروة بدءاً من عصر النهضة الأوروبية ووصولاً إلى عصر التنوير ، حيث أفرد الفلاسفة مؤلفاتهم المهمة والتي من أبرزها كتاب "فلسفة الأساطير" للألماني (شلِنغ) والذي لم يكن الأشهر في أعماله وحسب ، بل كان واحداً من أشهر الأعمال تناولت فلسفة الأسطورة ، وتحديداً من حيث تناولها لشعور الإنسان بحاجته إلى اختراع الأسطورة وجعلها جزءاً أساسياً من حياته منذ بداية الوعي الإنساني وحتى قبل أن يخترع العقل البشري أي شيء آخر ، وقبل أن يتوصل إلى أية أفكار أخرى بما في ذلك الأفكار الدينية والعقائدية المعروفة اليوم . وقد اخترع الحكاية فيما بعد والتي كانت هي أسطورة في البداية . وعلى مرّ الزمن طوّر الإنسان علاقته بالأسطورة ، لتكون جزءاً أساسياً من تاريخ الوعي الإنساني وتعبيراً عن توق الإنسان إلى طرح أسئلته حول وجوده في هذا الكون وحول سرّ هذا الوجود ككل والقوى التي  تسيّر هذا الوجود . 
ويبدو أنه من البديهي أن يكون بحث الإنسان عن معنى الأسطورة قد تأخر كثيراً عن الزمن الذي وجدت فيه الأسطورة نفسها ، ولكن الأسئلة حول فلسفة الأسطورة قد طُرحَت منذ ما قبل (شلنغ) وغيره من الفلاسفة الذين تناولوا دراستها ونشأتها في التاريخ الإنساني عموماً . أما فلسفة الأسطورة وربطها بوعي الإنسان ومن ثمّ منهجة تاريخها كجزء أساسي من أجزاء الوعي الإنساني فقد كان تَحوُّل الإنسان من مخلوق فطري وعشوائي إلى إنسان واعٍ وباحثٍ لفلسفة وجوده . وفي هذا الإطار ربما يكون كتاب شِلِنغ "فلسفة الأسطورة" واحداً من الكتب الأساسية التي ربطت الأسطورة بالتاريخ الإنساني .
إلا أن (شلنغ) لم يضع كتابه أصلاً على شكل نَصٍ منساب وذي وحدة عضوية واضحة ، لأن كتابه كان مجموعة محاضرات ألقاها على جمهور عام في برلين  عام 1842 بالمرة الأولى ، ومرة أخرى بين العامين 1845 و1846 ، وكان في ذلك الحين قد بلغ من الشهرة ما جعل جمهوراً غفيراً يُتابع محاضراته ويناقشه . وإذا كان (شلنغ) في الكثير من محاضراته الأخرى قد جابه مَنْ قارعه الحجّة بالحجّة ، فإنه كان بمحاضراته المتعلقة بالأسطورة وتاريخها وفلسفتها سيداً متماسكاً لا  يبدو أحد قادراً على محاججته إلى درجة أن بعض المتشيعين له ، في ذلك الحين ، أكد بأنه قال الكلمة الفصل في ذلك المجال لأن منهجته كانت أمراً جديداً . ذلك لأن منهَاجَ (شِلِنغ) قد حدّد فيه فلسفة التاريخ والأسطورة كعنصرين متكاملين في الشكل الذي أخذته محاضراته حين نشرها في كتاب مستقلٍ لاحقاً ، وقسّم العمل قسمين اثنين  أولهما حول عقيدة (التوحيد) الذي شكل نوعاً من مقدمةٍ فلسفيةٍ ثاقبة مهدت للجزء الثاني والذي كان الأساس في مجال بحث فلسفة الأساطير . 
وفي القسم الثاني ، بدأ (شلنغ) بتأكيد أن الأسطورة تخدم كأساس للوصول إلى فلسفة حقيقية يجب عليها أن تكون شيئاً آخر غير الصورة السائدة ، أي أن تكون شيئاً غير ذلك التتابع القصصي و عليها أن تحتوي على حقيقة خاصة بها وهي الحقيقة تكمن في واقع يوضح بأن الأساطير هي في الأصل (سيرورة إلهية - كونية) تتحقق داخل الوعي البشري ولا تنفصل عنه . ومبادئ هذه السيرورة هي نفسها مبادئ الكينونة الإنسانية ذاتها ،  بمعنى سيرورة تطور العالم الشاملة والمطلقة . ومن هنا كان (شلنغ) يرى أن أي مسلّمة فلسفية اختزالية أو استنباطية ، تقوم انطلاقاً من مختلف الابتكارات الأسطورية التي توصَّل إليها الوعي الإنساني ، وهي تَصوُّر الخالق بوصفه (إلهاً واحداً)  أي إلهاً منطلقاً في ذاته ، وإن كان الوعي البشري قد وصل إلى هذا الأمر بأشكال وأساليب متنوعة . وإن الخالق ، تبعاً لهذا التصوّر ، هو قوة الكينونة المطلقة ، وهو التموضع الذاتي للكينونة (الروح) ، أو أنه يمثل التوليف بين  الأبعاد الثلاثة مجتمعة . كما يرى (شلنغ) أنه من أجل الوصول إلى هذه الكينونة وهي في خضم الفصل ، يتوجب أن يكون ثمة فعل ذو تأثير قوي هو فعل الإرادة الإلهية :
 "إن الخالق هو الذي يريد ، وهو الإرادة ، إرادة الكينونة"  
وتتجلى هذه الإرادة  عن طريق سيرورةٍ خلّاقة لها امتداداتها في الوعي البشري . 
ويرى (شلنغ) أن عملية الخلق الذاتي المتواصلة  هي ما يدركه الوعي الإنساني في تطوّره ويصوغها على شكل أساطير . لأن التاريخ في كينونته أكثر فلسفية من آلهة اليونان والرومان والهندوس القديمة التي سبقت  الديانات التوحيدية .  
ويرى الباحثون المفسرون لأعمال (شلنغ) أنها تنتمي إلى التاريخ الخالص من تاريخ الحضارات أكثر من انتمائها إلى الفلسفة أو حتى إلى تاريخ الفلسفة نفسها أو إلى فلسفة الأساطير . لأن هذا الجزء من كتاب (شلنغ) هو الجزء الأضعف وإن كان الجزء الأقل إثارة للسجال من غيره في الأجزاء الأخرى .
ولأن الأسطورة يسودها الخيال وتبرز فيها قوى الطبيعة في شكل آلهة أو كائنات خارقة للعادة فإن استخدامها يشيع في التّراث الشعبي لدى مختلف الأمم ، كالاساطير الكنعانية والبابلية مثلاً . 
لأنها تحتوي أحداثاً بشرية مفهومة من الراوي والمتلقي على حدٍّ سواء  وتأخذ مكاناً مميزاً في التاريخ البشري وتحتفظ بصفات خارجة عن المعقول لتعطي انطباعاً بالشيء المحتمل من هدف سردها . وتتميزالأسطورة بعمقها الفلسفي الذي يميّزها عن الحكاية الشعبية ويجعلها  كما هي العلوم اليوم أمراً مُسلَّماً بمحتوياته .
وربما تتغير الأساطير في ظاهرها خلال الوقت لإبقائها واقعية و متجددة .  ويُنقَل الكثير من الأساطير على نطاق الشك ولايمكن تصديقها بأكملها كما لا تُنفى مصداقية صحتها بالكامل .
وماتزال الأسطورة حتى اليوم مَعيناً وافراً بالرموز التي تمدُّ الفنان والشاعر والكاتب بالأفكار وبالمعاني والرموز ،  ولا يتوقف الأمر عند المبدعين وحسب بل استمال أيضاً علماء النفس ك(سيغموند فرويد) ليؤسس من أسطورة (أوديب) منهاج تحليله النفسي الشهير ، وكذلك الذين يؤلِّفون سيمفونياتهم الخالدة من وحي الأسطورة وآفاقها الواسعة وغير المحدودة !!.
كما لم يتوقف استلهام تلك الأساطير في الآداب الغربية وحدها ، بل تعداها ليشمل أصقاعاً كثيرة من العالم ومن ضمنها العالم العربي . إلا إن الاستمتاع بالآداب وبالفنون التي تعتمد الأساطير في أحداثها يبقى منقوصاً في توفير متعة المتلقي وذلك لافتقاد الكثيرين ومعرفتهم بتلك الأساطير واستيعاب مقاصدها ، مما يُفوِّت عليهم الكثير من المتعة والجمال .
وتاريخياً فإن الأسطورة سبقت في ظهورها كل الفنون الادبية الأخرى .. لأن الكتابة والقراءة تأخرتا كثيراً عن ظهور الأسطورة . ولهذا فقد كان الاعتماد على الأساطير في مخاطبة الناس التي لاقت بأقاصيصها المقرونة بالخرافات قبولاً كبيراً وبصورة خاصة في البيئة الشعبية لدى كل المجتمعات وذلك ما ألهب خيال الناس الذين كانوا يتوقون إلى تلقفها بشوق بالغ ليتناقلوها بعد أن يزيدوا عليها الشيء الكثير من نسج خيالاتهم الخاصة . وكثيرة هي الأساطير التي مازالت حَيّةً حتى اليوم ، ومازالت تعيش في وجدان عشاقها مثل أسطورة (الزير سالم وعنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن والشاطر حسن وألف ليلة وليلة) .. وغيرها من الأساطير المتنوعة في مواضيعها والتي يمكن تقسيمها إلى أنواع ثلاثة و هي :
- الأسطورة الطقـوسية : التي تمثل الجانب الكلامي لطقوس الأفعال والتي من شأنها أن تحفظ للمجتمع رخاءه . 
 
- أسطورة التـــكوين :
 وهي التـي تصوِّر عملية خلق الكون بكل مافيه من المخلوقات . 
 
- الأسطورة التعليلية :
وهي التي كان الإنسان البدائي يحاول فيها تبرير ظاهرة تستدعي إثبات نظرته عن طريق إسقاط الأسطورة على حَدَثٍ مُحدَّد حتى ولو لم يجد لها تفسيراً ، وذلك ماكان يدفعه إلى خلق حكاية أسطورية ، تشرح سرَّ وجود مايعجز عن تفسيره .
 
لم يكن الإنسان البدائي يُشغِّل عقله في تفسير الظواهر الطبيعية ، حيث كان يعتبر الشمس والقمر والرياح والبحر والنهر بشراً مثله . ولهذا ظهرت أساطير الأولين لدى البابليين والكنعانيين والفراعنة والرومان والأغريق وقبائل المايا . وكانت الأسطورة  نتاج التفسير الساذج عند الشعوب البدائية لظواهر الطبيعة المختلفة التي كانت تصادفهم في حياتهم اليومية ، بحيث كانوا يضعون لكل ظاهرة ولكل نشاط يقومون به آلهةً خاصة وينسجون حولها قصصاً خيالية وخارقة ، في محاولةٍ
لتفسير كل مايكون خارجاً عن المألوف وخارقاً للعادات في صفات الإنسان والحيوان والطير . وقد حاول الإنسان فهم سبب حدوث أمور معينة من خلال الأسطورة كفَهْم سبب شروق الشمس وغيابها !! و مسببات الرعد و البرق .  وكيفية خلق الأرض التي يعيش فوقها . أوكيف وُجدت مشاعر الإنسانية في النفس البشرية .. وأين وُجدت أولاً ؟!.
ولما نزلت الرسالات السماوية صار الإنسان يملك إجابات يقينيَّة ، واستنبط النظريات العلمية لكثير من هذه الأسئلة عن الكون المحيط به . إذ كان  قديماً يفتقر المعرفة اللازمة لإعطاء الإجابات العلمية والعقلانية الوافية حول تلك الأمور . ولأنه كان يفتقر ذلك فقد كان يفسِّر الأحداث المتعلّقة بالطبيعة على شكل قصص عن الآلهة بذكورها وإناثها وعن الأبطال الخرافيين !!. وكان لدى الإغريق قصة يفسرون بها وجود الشرّ والمشكلات الأخرى لأنهم  اعتقدوا بأنه فيما مضى كانت شرور العالم ومشكلاته محبوسة داخل صندوق مغلَق وهرب الناس عندما قامت بفتحه المرأة الأولى المسماة (باندورا) . ومثل هذه القصص هي التي يمكن أن تسمى بالأساطير .
 
 أما دراسة الأساطير دراسة علمية ومستوفية  فتُدعى (علم الأساطير) . إذْ لا تزال الأساطير حتى اليوم تُستخدَم في بعض أنحاء العالم لتفسير الحقائق العلمية الخاصة بعالمنا الحالي اليوم .
وتتعلق معظم الأساطير القديمة بكائنات مقدَّسة هي (الآلهة) . لأن الآلهة تتمتع عند المعتقدين بها بقوى خارقة للطبيعة تفوق إلى حدٍّ كبير القوى البشرية بصورةٍ خيالية . وعلى الرغم من تلك القوى الخارقة المنسوبة إليها ، فإن الكثير من (الآلهة) الأبطال التي برزت في الأساطير القديمة (الميثولوجيا) كانت لها خواصّها البشرية والإنسانية في تكوينها . فقد كانت (الآلهة) الأسطورية تنساق وراء العواطف كالحُبّ والحسد ، وتمرُّ بنفس التجارب الإنسانية ، كالولادة والموت . وهناك عدد من الكائنات الأسطورية التي تشبه البشر إلى حدٍّ بعيد . وفي كثير من الحالات فإن الصفات الإنسانية للآلهة كانت تُبرِز المُثلَ السائدة في مجتمع ما . فالآلهة الطيبة ذكوراً وإناثاً تتمتع بصفات يُعجب بها المجتمع ككل ، بينما تتمتع الآلهة الشريرة بالصفات التي يمقتها ذلك المجتمع بكل أطيافه .
ومن خلال دراسة الأساطير ، تمت معرفة كيفية تطوير الشعوب  لأنظمتها الإجتماعية ولعاداتها المختلفة واساليب حياتها التي تختلف بين شعبٍ وآخر .
وعلى مدى آلاف السنين 
كانت الأساطير مجرد خرافات وتخيّلات وأوهام ، وكانت محاولات اجتهادية لتفسير أحداث كونية متكررة ، ولم تكن تستند إلا إلى الظن ، وصارت واضحة المنشأ والمقصد بالنسبة للعالم المتحضر اليوم . وبعد ظهور الديانات والتقدم العلمي ، لم تعد الأسطورة أكثر من قصصٍ للتسلية ، ونافذة للتعرف على جانب من حياة و تفكير الأقدمين .
وتُقسم الأساطير إلى مجموعتين اثنتين : 
* أساطير الخلق .
* أساطير التعليل . 
ففي أساطير الخلق ثمة محاولات كانت لتفسير أصل الكون وخلق البشر وظهور الآلهة . 
أما أساطير التعليل فقد كانت تهدف إلى تفسير الظواهر الطبيعية . إذ أن الإسكندينافيين القدماء - على سبيل المثال - كانوا يعتقدون بأن إحدى آلهتهم المسماة ـ ثور ـ  كانت تصنع الرعد والبرق عندما تقذف بمطرقة في وجوه الأعداء . كما اعتقد  الإغريق والرومان القدماء بما يشبه هذا التعليل ، وهو مايَبرزُ في سِفر العدد من توراة العهد القديم للكتاب المقدّس :
"إلهكم السائر قدامكم هو يحارب عنكم" .
ولهذا فإن كل مجتمع يجترح لنفسه أعرافه وقِيَمَه الإجتماعية لتنعكس على الديانة التي يعتقد ويؤمن بها وكذلك يكون الأمر بالنسبة لأساطيره الخاصة وأبطاله الذين يمثّلون التراكمية الجَمعية للأعراف التي كان يمارسها ويتمسّك بها .