اغبى خطاب في التاريخ لغته العربي - العبري، خطاب لم تكتبه الأقلام، بل كتبته البنادق، ومداده البارود برائحة الدم.
قرف ...
تعال بس الاول افهمك معنى العداء وهوية العدو، واصحح موروثا كاذبا تم ضخه في عقلك وضميرك منذ طفولتك.
سل اي مصري او عربي: من هو عدوك الاول؟ سينتفش كالديك الشركسي ويجيبك: اسرائيل.
عندما يلتبس الامر عليك، يتوارى المنطق وتتفوق الظنون، لذا عليك ان تفرق بين الاصطلاحات الثلاثة التالية:
* الصهيونية: ايدلوجية بنيت على عرقية سياسية.
* اليهودية: انتماء عقائدي بلا طعم سياسي او صهيوني.
* الإسرائيلية: هوية ديموجرافية تنافس بها اسرائيل سكان بقية الدول.
وتروح بعيد ليه؟ انت كذلك ايها المصري، تختلف مع غيرك فقد تكون مسيحيا او مسلما (ديانة)، صعيديا او سواحليا (قبلية)، ريفي او حضري (عرقي).
طيب لو انا محمود البورسعيدي اختلفت مع حنا الاسيوطي، فهل انصب العداء للديانة المسيحية، ام للصعايدة، ام للذكور دون السيدات؟ ناوي تمشيها ازاي؟
لو انك تؤسس العداء لاسرائيل كونها العدو المعتدي، فانت تتجاهل كون فرنسا وانجلترا ومعهما 27 دولة اخرى اعتدوا على مصر عبر التاريخ منذ الهكسوس، ولكني لم اشهد منك نفس العداء لاي منهم.
اليابان لم تدرس لاطفالها ان امريكا النووية هى العدو المعتدي على هيروشيما ونجازاكي، بل قالوا للطفل ان العدو المعتدي هي السياسة وانياب الحرب وليس امريكا الشخص.
عودة لفهم هوية العدو
اري ان ابشع اعدائي هو من يقودني للمذلة والعوز. ها انت تبكي لنضب مواردك الدولارية، وياتي جحش ويطلق النار على سائح وهو يظن انه وطني شديد الايمان، ويورثك العار والفقر، وسوف يجفف فنادقنا من اي قدم سياحي لعشر سنوات قادمة.
العدو الابشع ليست اسرائيل التي قتلت 36 طفلا في بحر البقر، بل اشد ضراوة هو عداء من سمموا المياه الجوفية بمبيدات قواقع البلهارسيا في 1960 بمعرفة شركة تصنيع المبيدات Bayer AG Frankfurt بزعم القضاء عليها، ولم تنته البلهارسيا، بل استفحلت حالات السرطان، ولن تكفي مشافي مصر لتقليص قوائم المنتظرين في طوابير التداوي من السرطان.
واخيرا،
لست مع استخدام البشر كثمن يتبارى عليه المتناحرون، سواء اكان اسرائيليا او عربيا، كفى الزج بالدماء لتغذية العداء .. فهو ضرب من الغباء.
لا يمكن ان يكون الموت ثمنا للحياة. استفيقوا يرحمكم الله.