هويدا عوض احمد تكتب : الحرب أو النزاع

هويدا عوض احمد تكتب : الحرب أو النزاع
هويدا عوض احمد تكتب : الحرب أو النزاع
يحدث النزاع نتيجة تعارض أو تصادم بين إتجاهات مختلفة أو عدم توافق في المصالح بين طرفين أو أكثر مما يدفع بالأطراف المعنية مباشرة ألي عدم القبول بالوضع القائم ومحاولة تغييره .يمكن النزاع في عملية التفاعل بين طرفين إثنيين علي الأقل ويشكل هذا التفاعل معيارا أساسيا لتصنيف النزاعات بشكل واسع بحيث يمكن القول ان هناك ثلاثة انواع عامة من النزاعات .وهي اولا
النزاع الدبلوماسي .وهو الذي يحصل ضمن القنوات الإجرائية المعروفة والمعمول بها كوسائل وآليات التفاعل الدبلوماسي والتي حددتها ونظمتها إتفاقيات وقوانين وأعراف دولية .ويحصل ذلك في إطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف كالأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة .وكذلك المنظمات الإقليمية وغيرها ،او في إطار العلاقات الثنائية المباشرة.
ثانيا النزاع غير المؤسسي ،وهو الذي يحصل خارج القنوات المتعارف عليها والمعمول بها ولكنه لا يشكل نقيضا لهذه القنوات ،ولايتسم هذا النوع من النزاعات بالعنف .ومن الأمثلة علي هذا النوع من النزاعات قطع العلاقات الدبلوماسيه ،فرض العقوبات ،تبادل الإتهامات والحملات الصحفية وغير ذلك 
ثالثا.النزاع المسلح وهو الذي يعطل أو يلغي القنوات القائمه والتقليدية للتفاعل النزاعي ويستبدلها بآليات ووسائل أخرى تتم بالعنف ،ويندرج مفهوم الحرب في هذا السياق ولو أن الكثير من الباحثين يفضلون استعمال مفهوم النزاع المسلح علي مفهوم الحرب الشمولية المفهوم الأول .ويعرف ..كوينسي رايت..الحرب كأتصال عنيف بين وحدات متميزه ولكن متشابهة ،ويرى. كلاويتز .ان الحرب هي إستمرار للسياسة بوسائل أخرى .
وهو بذلك يعتبر الحرب إحدي الخيارات السياسية المتاحة امام صانع القرار لخدمة اهداف الوحدة او المجموعة التي يمثلها .فالحرب إذن ،ليست غاية في حد ذاتها وبالتالي يجب إخضاعها دائما للسياسية .
ومن يستعرض أدبيات العلوم الإنسانية والأدبيات الإعلامية ،يلاحظ وجود انواع عديدة من النزاعات والحرب ترافق كلا منها صفة تدل علي نوع هذه الحرب او ذلك النزاع كالحرب البارده ،أو الساخنة ،أو الشاملة أو المحدود ،النووية او التقليدية ،الهجومية او الدفاعية ،المباشرة او بالواسطة ،الإستباقية او الوقائية ،الإقتصادية او السياسية التحريرية او المضادة للعصابات ،النفسية او الاستراتيجية ..
ان الحرب كنزاع مسلح بين جماعات سكانية يمكن اعتبارها وحدات عضوية كالقبائل والأحزاب الدينية او السياسية والطبقات الإجتماعية ..الاقتصادية ، وكذلك الدول ويتسم هذا التعريف بالشمولية من حيث اعتماده المعيار الإجتماعي وذلك تغطية لكل سلوكية نزاعية تلجأ إليها جماعة بشرية دون ان تشكل هذه الجماعة وحدة سياسية بالمعني الحديث .
واعتبر المحلل. برتراند راسل ..الحرب انها نزاع بين كجموعتين تحاول كل منها قتل وتشوية او تعطيل أكبر عدد ممكن من المجموعة الأخرى للوصول إلي هدف تعمل له .
ان الحرب هي درجة عالية من العنف المنظم تحضر له وتقوم به دولة ،معتبرة ذلك عملا شرعيا يدخل في نطاق ابسط حقوقها ،ويكون هذا العنف المنظم موجها ضد دولة اخرى او ضد إحدي الوحدات السياسية غير الدولية كالمنظمات والحركات الوطنيه والسياسية .
ان الحرب قد تكون وسيلة ممكنة لنشاط سياسي يهدف إلي إيجاد حل فعال ولمصلحة الطرف مصدر السلوكية النزاعية عند حصول صدام في المصالح مع اطراف اخرى .
الحرب بمثابة قيام عنف دولي مباشر .
واخيرا وجود تغطية شرعية ،اي ان هناك دولة او وحدة سياسية تعتبر ان ماتقوم به ليس بمثابة جريمة ،بل واجب لخدمة اهداف جوهرية وشرعية عند الوحدة 
ولان الحرب تتميز باعمال عنف واشتباكات صغيره ومحدودة وبعض اعمال الشغب التي تحدث احيانا اما الحروب الكبيره الممنهجه فهي تكون بمقصد تغيير الحدود او لاطماع استهداف لأماكن مهمه تخدم المعتدي او لرد ظلم معتدي علي الاراضي .