منذ حوالي ٦٥ مليون سنة أدي اصطدام نيزكي وثوران بركاني بالإضافة إلى أسباب أخرى إلى ما يسمى بانقراض العصر الطباشيري الباليوجيني (بالإنجليزية: Cretaceous–Paleogene extinction event)، ويُشتهر بين العامة باسم انقراض الديناصورات، هي موجة انقراض كبيرة حدثت قبل 65 مليون سنة، بين العصرين الطباشيري والباليوجيني وكانت نهاية عصر الديناصورات (والذي استمر خلال العصور: الترياسي والجوراسي والطباشيري)، وتسببت أيضاً بانقراض عدد كبير من الزواحف البحرية والتيروصورات وغيرها. وبالمجمل قضى هذا الانقراض على أكثر من نصف أشكال الحياة على الأرض، ولم تكن عملية الانقراض هذه هي الأولى أو الأكبر على كوكبنا العزيز، بل يعتبر ثاني أعظم انقراض حدث على وجه الأرض بعد الانقراض الذي حدث في أواخر العصر البرمي. وقد تسبب هذا الانقراض باختفاء أشكال مختلفة من الحياة من على وجه الأرض وليس الوحوش الضخمة فقط.
في تلك المرحلة التي حدث فيها هذا الانقراض لم يكن جنسنا البشري الحالي قد حل على هذا الكوكب، حيث يُقدّر العلماء بأن عمر جنسنا البشري يبلغ حوالي 300 ألف عام، وذلك بحسب تقدير عمر أقدم مُستحاثة لبشري تم العثور عليها. هذا بالطبع بالنسبة لجنسنا البشري الحالي المعروف باسم Homo sapiens (الإنسان العاقل أو الحكيم).
إذن فالجنس البشري يعتبر وليدا إذا ما قورن بعمر الديناصورات المنقرضة والتي عاشت على الأرض مدة 160 مليون سنة قبل ميلاد الإنسان، فلا مقارنة يمكن أن تعقد أو تذكر ما بين الفترة التي عمرت فيها الديناصورات وبين عمر الإنسان العاقل.
وهنا يمكن أن نطرح سؤالا: هل هناك احتمالية أن يلقى الإنسان نفس مصير أسلافه على كوكب الأرض من الديناصورات والتي كانت تتمتع بفرق هائل في القوة بينها وبين الإنسان؟!.
إن العلماء لا ينفون تعرض الأرض لكارثة من الكوارث نتيجة لاصطدامها بنيازك التي يؤدي سقوطها على بعض المناطق إلى انقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، كالديناصورات. يحدث تباين في درجات الحرارة، وذلك بارتفاعها بفعل الحرارة الناتجة عن احتكاك النيازك مع الغلاف الجوي، وانخفاضها بفعل حجب أشعة الشمس عند مرور النيزك وحجب الأشعة عن سطح الأرض!.
وأيضا يمكن أن يصبح كوكبنا العزيز - والذي لم يتم إثبات وجود حياة في أي مكان في الكون الفسيح الذي به ما يزيد عن ٢ مليار مجرة في كل مجرة ملايير الكواكب والنجوم - نقول يمكن أن يصبح هذا الكوكب الأعجوبة غير صالح للحياة، وذلك نتيجة للتغيرات المناخية والتي يسعى العقلاء من جنسنا البشري أن يحافظوا عليه بتلك المبادرات والمؤتمرات العالمية لحماية المناخ والمحافظة عليه.
وكما تعرض كوكبنا العجيب بين كافة الكواكب التي يعرفها الإنسان لكوارث سابقة أدت إلى انقراض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية فإن إمكانية تعرضه لمثل هذه الكوارث قائمة بشكل كبير.
ولعل أوضح ما يمثل تهديدا لحياة الإنسان وربما لكل الكائنات الحية هو المذنب سويفت-تتل Comet Swift–Tuttle (سابقاً 109پي/سويفت-تتل)، هو مذنب دوري فترته المدارية 133 سنة!. والذي اكتشفه بشكل مستقل لويس سويفت في 16 يوليو 1862، وهوراس پارنل تتل في 19 يوليو 1862. للمذنب مدار محدد بشكل جيد، يصل قطر نواته إلى 26 كم. والذي يمثل مقطع نواته الصلبة 27 كم، أكبر بشكل ملحوظ عن الجرم الافتراضي بقطر 10 كم، الذي أدى لانقراض الديناصورات أثناء انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي. ولذلك وُصف المذنب سويفت-تتل على أنه "الجسم الأوحد الأكثر خطورة على البشرية، وكان آخر ظهور له في العام ١٩٩٢ عندما اكتشفه الياباني تسوروهيكو كيوتشي وكان مرئياً بالنظارة المقربة. وسيكون مروره الحضيضي التالي (14 أغسطس، 2126). والذي لو ضرب الأرض فيها لأنهى الحياة عليها ليزامل الجنس الإنساني الديناصورات في الانقراض، هذا الذي جعل العلماء يدققون في حساباتهم، ليؤكدوا أنه لا خطورة على كوكب الأرض من هذا المذنب في العام ٢١٢٦، هذا الذي لا يعني انعدام خطورته كليا، بل فقط تم تأجيل هذه الخطورة ما يقترب من ٢٣٥١ عاما أخرى. حيث أعلن علماء من الولايات المتحدة عن تصادم محتمل لمذنب "سويفت تتل" مع كوكب المشتري، الذي بدوره يمكن أن يقضي على البشرية في سنة 4479.