كأحد شهود العيان على فكر قيادات "الإرهابية" مثل: جمال حشمت، وعبد الرحمن البر، وعصام العريان، ومحمد البلتاجي، ومحمد مرسي و..... بحكم عملي واحتكاكي المباشر بهم، هم ككتاب بجريدتي "الدستور"، والعبد لله كرئيس لقسم الرأي بذات الجريدة قبل وأثناء اختطافهم حكم المحروسة، وحتى قيام الشعب بثورته العظيمة في 30 يونيه 2013، أستطيع التأكيد بأن هذه الجماعة كانت ولاتزال تحمل في فكرها وقلبها وسلوكها مقولة مرشدهم الأسبق محمد مهدي عاكف:" طز في مصر وأبو مصر و....."، أما عن جرائمهم التي ارتكبوها بطرق مباشرة وغير مباشرة بحق مصر خاصة، وبقية دول المنطقة عامة، فينطق عليهم قول مرشدهم الأول: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين".
هذه المقدمة مجرد نبذة مختصرة جدًا عن المخطط الشيطاني المسمى "تصفية القضية الفلسطينية بالأراضي العربية".. تلك هي جوهر المؤامرة الكبرى التي طرحها بروفيسور يهودي يُدعى يهوشع بن آريه - الرئيس الأسبق للجامعة العبرية - فى دراسة مطولة حسب جهله لحل قضية الشرق الأوسط الأولى دون تنازل واحد من إسرائيل.....!!
وكأن هذا الحاقد يريد بجهله أن يعوض من سُرقت أرضه بقطعة من أراضي عائلته.....!!، المهم أن تلك الدراسة العبرية سرعان ما حولها اللوبي الصهيو - أمريكي إلى مشروع لصالح الكيان المحتل، يتضمن آليات ومميزات لإقناع خونة مصر ببيع أرضنا مقابل مشروعات اقتصادية ضخمة تحت عنوان "تبادل أراضٍ إقليمية".....!!
هذا المشروع، تم إعداده في إسرائيل، وعرضته أمريكا في سرية تامة على دول أوروبية وعربية، ووافقت عليه عناصر الإرهابية في اجتماع عُقد بواشنطن، فكانت هذه الخيانة – باختصار شديد - مكافأتهم لتسهيل ودعم وصولهم إلى حكم مصر ودول عربية أخرى، لتنفيذ تعهداتهم حيال المشروع المشار إليه بعاليه.
كما أن هذا المشروع المقترح لتبادل الأراضي سيكون بين: مصر وفلسطين والكيان المحتل، وبتوضيح أكثر، تتنازل مصر للفلسطينيين عن رفح والشيخ زويد لتتمدد غزة إلى حدود مدينة العريش، مقابل أن تحصل مصر على أراضٍ مماثلة فى صحراء النقب، ومميزات خاصة تتمثل فى إقامة شبكة طرق أهمها طريق يربط بين مصر والأردن والسعودية ويوصل الحجيج المصريين إلى مكة المكرمة، فضلاً عن منح مميزات لمصر منها ضخ نقدى يتراوح بين 100 و150 مليار دولار، بجانب محطة تحلية مياه ضخمة ممولة من البنك الدولى تغطى العجز الكبير فى المياه الذى سيتسبب فيه سد الخراب الإثيوبي......!!
لاحظ معي هنا عزيزي القارئ، أدق تفاصيل سيناريو "تعطيش مصر"، وربطه بخيوط المؤامرة علينا بشكل كامل، وفى المقابل، تحصل إسرائيل على مساحات تصل من 40 إلى 60% من أراضي الضفة الغربية، مع منح الفلسطينيين قطعاً بديلة فى صحراء النقب بحيث تحافظ على المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة وتمنحها الشرعية الدولية والقبول العالمي، وأعد المشروع البروفيسور الإسرائيلي «يهوشع بن آريه» الرئيس السابق للجامعة العبرية.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، وقبل استكمال مشروع البروفيسور الصهيوني لانتزاع جزء من سيناء الحبيبة، مهم جدًا أن أشير إلى بعض ما كتبه عالمنا الجليل، وابن مصر البار ا.د. جمال حمدان في كتبه عن مياه النيل وسيناء معًا، وكأنه كان يقرأ المستقبل ويحذرنا مما سيواجهنا من مؤامرات وخيانة داخلية وخارجية في آن، فيقول:
- "حيث كان ماء النيل هو الذي يروى الوادي كان الدم المصري الذي يروى رمال سيناء "، ربما كان هذا الوصف هو الأدق، للمتتبع لتاريخ سيناء علي مر العصور، فمنذ فجر التاريخ، مثلت بوابة مصر الشرقية "المنحة والمحنة"، فعلي أرضها سالت الدماء، وكتب أبناؤها البطولات والتضحيات، وواجهوا الغزاة والمحتلين والطامعين، وفي أرضها توجد الثروات الطبيعية، والبيئة المناسبة للزراعة، والمناظر الخلابة والمنتجعات السياحية"، لذا ركز "حمدان" في كتابه عن سيناء قبل وفاته قائلًا:
- " سيناء ليست مجرد صندوق من الرمال كما قد يتوهم البعض، إنما هى صندوق من الذهب مجازًا كما هى حقيقية"، في محاولة منه للحث علي تعمير سيناء ، كحل أمثل لجعلها حائط صد، لمواجهة المخاطر التي تتربص بمصر وشعبها".
ولأنني كما سبق وذكرت، أعشق لعبة "البازل" منذ صغري، فيهمني هنا ألا أغفل ما كتبته تحت عنوان "نيوتن " و" الأرض المُقدسة" بتاريخ 19 أبريل 2020، وذلك عندما قلت أن طرح السيد "نيوتن" في مقاله المنشور بجريدته "إعطاء أرض سيناء المُقدسة حُكماً ذاتياً، وجعلها مثل "ولاية بافاريا الألمانية"؛ لها: رئيس حكومة ووزراء متخصصين؛ يتبع الوزارة المركزية.....!!، وأضفت:
- هذا الكلام ذكرني بطرح مشابه لإعلامي شهير يسأل عبر برنامجه "الحوار المستمر" الذي يبث على "قناة on live": هل توافق على بيع آثار مصر للخروج من أزمتها الاقتصادية.....!!، واستطردت:
- طبعا مع الفارق الشاسع بين "الإعلامي" هذا.. والسيد "نيوتن" في مناحي كثيرة.. فالإعلامي المشار إليه.. إن راح ولا جِه".. أهو موظف في القناة.. ولن يبادر من تلقاء نفسه، أو يجرؤ بنطق هذا الطرح إلا إذا.....!!، وقلت:
- أما السيد "نيوتن"، والذي كشف عن هويته رئيس تحرير الجريدة المشار إليها، فهو رجل أعمال مِلء السمع والبصر، أي أنه يعرف جيدا ماذا يقول، ولماذا يقول، ومتي وكيف وأين و... يقول....!!، وأوضحت:
- نظرا لحساسية أرض الفيروز عند الشعب الذي حافظ عليها وحررها من يد العدو "اللقيط" بدم خيرة أبنائه.. فقد هُوجم السيد "نيوتن" بضراوة وقسوة تناسب فداحة الجُرم الذي ارتكبه بحق الأجداد الأولين والأحفاد الحاليين.....!!، كما أشرت:
- وفي معرض دفاعه أشار رئيس التحرير في مداخلة تليفزيونية مع إعلامي معروف إلى أنه يحترم الحساسية التي قوبل بها تعبير "الحاكم"، ويقدرها على أساس أن ما طرحه الكاتب فكرة أمريكية من الأساس، وليست مصرية، كما يحترم أيضًا ما قاله الكاتب في اليوم الثاني بأن هذا التعبير قد لا يكون الأنسب.....!!، وأردفت:
- السياسة والدبلوماسية في الحديث "المُبطن" عن سيناء الحبيبة.. سواءً أكان ذلك حاليا أو سابقا أو مستقبلا، لا يمكن أن يقبله أي مواطن مصري شريف فقد والده أو جده أو شقيقه أو ابنه أو أحد أقربائه، وهو يدافع عن هذه الأرض المباركة.. مش كده ولا إيه....؟!، وأستعنت بـ:
- وخيراً ما فعله النائب البرلماني حسن السيد عندما تقدم بطلب أحاطة للتحقيق في هذا المنحي الخطير للدكتور على عبد العال - رئيس البرلمان - ورئيس لجنة الأعلام، بالإضافة إلى رفع الأمر لنقابة الصحفيين بشأن مقال "نيوتن" عن سيناء المنشور بجريدة المصرى اليوم الورقية، وقلت:
- وبهذه المناسبة، كنت أتابع بشكل دقيق مقالات السيد "نيوتن" - كمستثمر - عن أرض الضبعة.. وكذلك التحقيقات التي تنشرها الجريدة عن سيناء تحديدا، ففي جزء من تحقيق مهم منشور بذات الجريدة يوم السبت 10 - 04 - 2010 تكمن مواجهة النزاع "النووى- السياحى".. أقصد بين الدولة ورجال الأعمال، وتضيف الجريدة:
- منذ أعلن الرئيس مبارك فى 29 أكتوبر 2007، بدء خطوات تنفيذ المشروع النووى، أصبحت أرض الضبعة طوال 3 سنوات البطل الرئيسى فى الخلاف بين الخبراء النوويين والسياحيين، وتكشف:
- فالفريق الأول يرى أن أراضى الضبعة هى الأنسب لإنشاء المحطة النووية وأن المستثمرين يحاولون الاستيلاء على أراضى الدولة، بينما يرى المستثمرون أن الدولة تحاول الاحتماء بالرأى العام المصرى لتدمير السياحة فى المنطقة التى أنفقوا فيها أموالهم وأنشأوا مطارات لتشجيع الاستثمار فيها، وتختتم الجريدة:
- والمستثمرون يتهمون الدولة بالاستيلاء على بعض الأراضى المسجلة بأسمائهم بعد قرار محافظ مطروح بإنشاء حزام أمنى حول الضبعة بعرض 2.5 كيلومتر، ودمتم.....!!
كما أرفقت بمقالي هذا، وهو منشور في أكثر من مكان، صورتان: الأولي لمحمد أفندي رافع العلم على أرض سيناء الحبيبة مع رفاقه، والثانية لمشروع الضبعة النووي الذي حارب من أجل الاستحواذ عليه رجال الأعمال، عفواً (المستثمرون)، واختتمت المقال برسالة لهؤلاء ومن يسير في ركبهم، قلت فيه:
- "اتقوا الله في مصر.. اتقوا في شعب مصر.. اتقوا الله في أنفسكم واولادكم واحفادكم.. وتذكروا يومآ ترجعون فيه إلى الله.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.. الا من أتى الله بقلب سليم.. فمصر.. يا من تريدون لها هذا المصير البائس.. باقية والجميع زائلون.. حفظ الله مصر برجالها الشرفاء.. ولعنة الله على الخونة والعملاء والجبناء والمنتفعين والمستغلين.. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. سيناء ها تفضل غالية عليه.
لكل ما سبق وما توالي فيما بعد من خيانة وعمالة إخوانية بتخطيط صهيو - أمريكي، جاء بيان الرئاسة المصرية حول اعتصام الجماعة الإرهابية في ميدان رابعة العدوية عقب ثورة 30 يونيو 2013، ليؤكد فشل الجهود التي يقوم بها المبعوثون الدوليون الذين حاولوا تسوية الأزمة في مصر، وتحميله لجماعة الإخوان الإرهابية مسؤولية هذا الفشل، وإخفاق تلك الجهود، وأوضحت الرئاسة المصرية مرحلة الجهود الدبلوماسية انتهت، وتحميله للإرهابية المسؤولية بالكامل عن ما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر.
وفي هذه الظروف الكارثية والتآمرية التي مرت بها مصر على يد جماعة إرهابية تعمل لصالح الخارج، نشرت كبريات الصحف الأمريكية، «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، افتتاحية تهاجم فيها وزير الدفاع آنذاك، الفريق عبدالفتاح السيسي، وتدافع عن عناصر الإرهابية المعتصمين في ميدان رابعة، وتحث السلطات الأمريكية لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا من العملية السياسية في مصر......!!
كما نشرت الصحيفتان العميلتان ما يلي نصه: "السيسي لا يستمع إلى احتجاجات الإدارة الأمريكية، ويبدو أن نفوذ أمريكا لم يعد له تأثير كبير، وأكدتا على أن الإدارة الأمريكية ستواجه اختبارات شديدة الفترة القادمة"، واعتبرت الصحيفتان إن "أسلوب القمع حيال الإخوان يجعل البلاد تنزلق إلى الفوضى، وانتقدت أسلوب حكام مصر العسكريين في أسلوب إدارتهم للبلاد التي تجعل مصر أسوأ كثيرًا.....!!
هذا الإعلام المسيس والموجه، يكشف بوضوح سقوط تمثال الحرية في أمريكا، وانهيار أسطورة الإعلام الحر المنفصل عن الدولة وغير الموجه، لقد انكشفت سوأة الإعلام الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكنها الآن تعرت تماما، فمنذ متى كانت تيارات الإسلام السياسي حبيبة لأمريكا وقريبة منها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.....؟!
لقد شهدت تسعينيات القرن الماضي وما عقبها حتى قبل سنوات قليلة، حربًا شعواء من أمريكا ضد كل ما هو إسلامي مسلح، أو يمارس العمل السياسي المهيأ لممارسة العنف، فما الذي حدث بعد أن تولت الإخوان الإرهابية حكم مصر.....؟!.. وما الذي غير نظرة الأمريكان لهم.....؟!.. خاصة أن الإخوان لم يغيروا في سلوكياتهم، أو في معتقداتهم، أو في مخططاتهم تجاه السلطة والنفوذ، والجواب بسيط ربما يكون بداهة: "إن الإدارة الأمريكية ستواجه اختبارات شديدة الفترة القادمة ولا تريد أن تواجهها وتستميت في سبيل ذلك".
صحيح، أن في السياسة "لا عدو دائم ولا صديق دائم"، ولكن التغير المفاجئ والجذري في المواقف لا بد له من أن يفتح بوابة الأسئلة على مصراعيها، فهل هي الصفقة فعلا؟ وهل هي المليارات الثمانية التي دفعتها أمريكا لمرسي ليبيعهم أجزاء من سيناء كما تتحدث بعض وسائل الإعلام المصري؟ أم هل هو ضمان أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية مقابل التمكين من الحكم؟
عجيب جدا هذا الدفاع الأمريكي المستميت عن بقاء الإخوان المسلمين ومحاولات إعادة مرسي للحكم، إلا أن كل علامات التعجب والاستفهام ستزول عندما نعلم أن الإخوان المسلمين كانوا هم اللاعب الرئيس لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير وبدء مشروع الفوضى الخلاقة الذي تبنته كونداليزا رايس، ووجدتهم الإدارة الأمريكية الرهان الأكثر منطقية بالنسبة لها والأكثر حاجة لتحقيق حلم تاريخي بات قاب قوسين أو أدنى.
وكان صعود الإخوان لحكم مصر بمثابة الضمانة الكاملة لتحكم أمريكا في المنطقة من خلال حزب الإخوان في مصر أو النهضة في تونس أو حماس في غزة أو العدالة والتنمية في تركيا أو إخوان الأردن وسوريا وليبيا والسودان والخليج العربي.
باختصار شديد، كانت هذه المؤامرة التي تتعرض لها مصر على الجماعة الإرهابية بتخطيط من أمريكا وإسرائيل، مجرد صفقة، أفشلها الشعب المصري العظيم بخروجه المذهل يوم 30/6 رافضا الخنوع والخضوع لهيمنة الإخوان الإرهابية وحليفهم الأمريكي.
لذا، جاء قرار البطل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ومن خلفه الجيش، بدعم ثورة الشعب في 30 يونية، وعزل العميل الإخواني (مرسي) من منصبه، ومن ثم، انهار الحلم الأمريكي في المضي قدمًا نحو تحقيق "مشروع الشرق الأوسط الكبير"، وإضعاف أقوى الجيوش العربية، وإنهاك الدولة المصرية، وتفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة عاجزة عن حماية نفسها.
وبذلك تحطم هذا المشروع الضخم على صخرة اسمها "ثورة 30 يونية"، الذي عملت عليه الإدارة الأمريكية لسنوات طويلة، وانتظره العدو الصهيوني بشغف، وكاد أن يتحقق على أيدي الإخوان المسلمين، ينهار بكل بساطة، وأسئلة دافع الضرائب الأمريكي عن مصير المليارات التي دفعتها إدارة أوباما للإخوان الإرهابية لا ترحم، وكل هذه المعطيات مجتمعة، لن أقول تكشف، بل تفضح وتعري الستار الإسلامي الجهادي الذي تدثر الإخوان بعباءته أكثر من 80 عاما، وتفضح وتعري الستار الديموقراطي الذي تتشدق به أمريكا وتهتك ستره متى تعارض مع مصالحها طيلة تاريخها.....!!.. مصادر متعددة: مقالات، ووثائق، وتحقيقات لكتاب عرب وأجانب كِبار، وجرائد عربية وعالمية.