وأد البنات هل ذهب مع الجاهلية أم مازال في العقل الباطني للإنسان حتى يتفشى بتلك الطريقة ليس بالضرورة أن يدفن الولد تحت التراب كما كان يحدث فكل ما يحطم الطفل ويقتله يكون أكثر خطورةً وإجراماً مما كان في الأزمنة الغابرة لأن الروح هي التي تتحطم وأقصد هنا السلوك و التصرفات التي تستنزف طاقاته البدنية والنفسية والعقلية على المدى البعيد بحيث يصبح أكثر توتراً وتمرداً تغلب على أفعاله ظاهرتين إما الانطواء والابتعاد عن محيطه والهلع و الخوف الشديد أو سلوك غير مستقر يغلب عليه التمرد على كل مايحيط به من خلال الصراخ و تحطيم الأشياء و ضرب الأصغر والأضعف منهم و الدخول في مشاجرات ومشاحنات دائمة وفي كلتا الحالتين هو نتيجة لكل ما تمركز في العقل الباطني من ردود أفعال للتربية التي نشأ عليها
ومن الملاحظ في الآوانة الأخيرة انتشار ظاهرة العنف ضد الأطفال والمحزن بالأمر أن الجاني هو أحد الأبوين أو كلاهما والذي يفترض أن يكونا هما حصنهم المنيع الذي يحتمون به وبما أن مرحلة الطفولة هي أهم المراحل العمرية لأن بها تتشكل شخصية الإنسان المستقلة وبنائه العقلي والسلوكي والنفسي وهي تستلزم رعايةً خاصةً واهتماماً بليغاً من قبل الأسرةِ والبيئة المحيطة ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي باتت منتشرة في البلاد العربية أكثر من غيرها كل يوم نسمع قصة جديدة سواء الطفلة جوى التي تم ضربها من والديها أو الطفلة لين التي تم اغتصابها مما أدى إلى وفاتها أو الطفل الذي قتلته والدته وأكلته و غيرهم الكثير لا يهم الأسماء بقدر ما يهم الأفعال التي تحصل لهم
و للإحاطة بالموضوع أكثر كانت بعض اللقاءات لشرائح مجتمعية منوعة لكل واحد منهم رأي مختلف عن الآخر ولكن الجميع يجمع على أن العنف هو مذموم سواء قديماً أو حديثاً .
الاستاذ محمد الزيدي إعلامي وكاتب عراقي
العنف الأسري وتعذيب الأولاد من قبل أولياء الأمور من الآباء والأمهات والتعامل القسري ضد الأطفال حتماً له أسباب عديدة ونتائج سلبية ولابد من الحد منه .
العنف الأسري أو ما يسمى بالإساءة الأسرية ظاهرة منتشرة في مجتماعتنا سواء في البيوت أو المدارس أو الأماكن الاخرى .نجد بعض العوائل من الآباء والأمهات والاخوة احيانا التعامل بقسوة وشدة مع الأطفال لابسط الأسباب. ومن أوجه الإساءة الأسرية إهمال مستقبل الأطفال وتركهم مدارسهم والتحاقهم بأماكن عمل لاتليق بهم وتسبب لهم مخاطر ومتاعب إضافة إلى الأساليب المتخذة تجاههم.
هذه الظاهرة لها أسباب عديدة منها الظروف الاقتصادية ومايترتب عليها من ضغوطات نفسية وردود أفعال، والثقافة العامة للعائلة ،والبيئة التي تعيش فيها ، إضافة إلى الأساليب الخاطئة في تعليم الأطفال مثل الضرب والتخويف والترهيب كالحبس في غرف او ماشابه ذلك .
وهناك تقصير ملحوظ من قبل الإعلام العام والتوجيه الاعلامي المحلي والتذكير من خلال المنابر الإرشادية، رغم ان قوانين حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية تنص على عدم إيذاء تلك الشريحة من المجتمع.
علما ان الشريعة الإسلامية خير من نصت على الاهتمام بالابناء وحقوق الطفل من حيث اختيار اسم الطفل وتربيته وتعليمه وتكفل مسؤوليته كاملة.وهناك رسائل عديدة وأحاديث نذكر منها رسالة الامام زين العابدين ع
وحق ولدك ان تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وإنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته فالعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه...إلى قوله.. محبة الأولاد فضيلة من فضائل الفطرة الإنسانية وإن العناية بالأولاد وتربيتهم التربية الصالحة من أكبر واجبات الأبوين التي يفرضها الشرع ونظام الاجتماع عليها.
وبعكسه هناك قوانين تسمح للطفل ان يبتعد عن أبويه بحجة إبعاده عن العنف الأسري وزجه في أماكن مختصة تجمع الصالح والطالح وإذا به يتعلم عادات سيئة ويخرج عن التربية الحقيقية ويعود إلى أهله بهيئة أخرى وكأنه طفل آخر متشرد أو طفلة متمردة تعودت على المرافقة والحرية المطلقة . وحتى إطلاق الأسماء له تأثير على شخصية الطفل و عندما يوصف بالجاهل أو تسمية الأطفال بالجهال فلاذنب لهم بالجهل ولا يصح تسميته بهذا الوصف .
الأطفال هم ملائكة وزينة البيوت .ويتعلم الطفل كما يعلم .
فلايجوز ان يعتذر الأب أو الأم بكلمة كذب أو عذر غير صادق في إلغاء موعد مثلا أمام الأطفال، عندها يفقد الثقة بالأهل ويتعلم الكذب ويعتاد عليه .
الطفل كائن بريئ يجب مراعاته ،باللفظ والتصرف والتوجيه .
حتى ان أمير المؤمنين علي _ع
كان يصف الطفل بالأمير في البيت ، اي ان طلباته تلبى ويكون مدلل ومعزز أمام أنظار أهله وذويه .
الطفل إذا ا نشأ نشأة صحية أصبح مصدر خير وعطاء في المجتمع .
أما إذا تربى تربية خاطئة أصبح قنبلة موقوتة في المجتمع لما له من خطورة على المجتمع برمته.
الشابة ماريا حيدر طالبة طب بشري و مدربة للشباب اليافع
في ظل قسوة العالم في يومنا هذا ، ووتيرته المتسارعة و الضغوطات الكبيرة الموجودة علينا كجيل جديد ، أسوء كابوس يمكن أن يصيب المرء هو عدم احتضان أهله له ، فكيف هو الحال عندما يكونوا الأهل قساة القلب على فلذات أكبادهم
عندما أرى شخصاً ناجحاً أعيد النظر إلى بيئته و المقومات التي ساعدته على ذلك في كل مرة يكونون الأهل هم السبب الحقيقي لنجاح الأبناء .
أقدّر أنّ معظمنا يعيش تحت ضغوطات مجتمعية كبرى ، أقدّر أن بعض الأهالي أصبحت تعاني كثيرا من ضغوطات اقتصادية و نفسية و غيرها و لكن مهما كان الوضع سيئاً و مهما كانت الظروف عصيبة لا يوجد أيا مبرر لتعذيب الطفل.
لا يوجد أيا مبرر تربوي او أخلاقي أو ديني أو انساني يسمح بتعذيب الانسان ، فكيف اذا وقع على طفل هذا انتهاك للانسانية وخاصة اذا أدى إلى موت او ايذاء جسدي للطفل، هذه جريمة بكل ما للكلمة من معنى ، جريمة سيبقى ضحيتها أولاً وأخيراً الطفل فإن نجى سيعاني من اثارها مدى حياته ، جريمة مهما كانت عقوبتها لن تمحي من ذاكرة الطفل ما حدث و لن تجبر الانكسار في شخصيته و لن نخفي الشرخ في روحه. أن يقفوا أهلك معك هو امتلاكك للدنيا بأكملها ، ان يقفوا أهلك ضدك هو انقلاب الدنيا عليك، لا أستطيع وصف هذا التعذيب إلا انه فعل غير إنساني وحشي قذر ، فعل لا يمت للفطرة الإنسانية بأي صلة .
لطالما كنت عندما اسمع عن تولي الحكومات الأوروبية حضانة طفل من أهله ، اشعر بأنه تصرف خاطئ و الطفل يجب ان يبقى مع أهله ، لكن مع انتشار حالات تعذيب الأطفال أصبحت على يقين بأنه التصرف الوحيد الصحيح .
لأن لن يقدم أحد على تعذيب طفله إلا إذا كان يعاني من خلل نفسي خطير .
رعاية الاطفال و احتضانهم و معاقبة أهلهم هو الحل الوحيد الذي سيمنع ما تبقى من اشخاص من الأقدام على هذا الفعل المشين. أسال الله الرحمة لكل طفل توفى و الرعاية و الطمأنينة لكل طفل تأذى
الاستاذ ايهم حسن اسماعيل دبلوم تأهيل تربوي و وناشط مجتمعي مع المنظمات الدولية لازالة اثار الارهاب عن الاطفال
تعد ظاهرة ضرب الاطفال بشكل مبالغ به مما يسبب اذية للطفل من الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا
فالأهل دائماً يحرصون على تأمين أفضل العناية والاهتمام لأطفالهم ويعندما يخطأ الطفل فالتوجيه بالكلمة وتعليم السلوك الصحيح هو افضل حل لتجاوز السلوكيات غير المرغوبة
ويلعب عمر الطفل والبيئة التي يعيش فيها دورا كبيرا في سلوكه فلايمكن الزام الطفل في مراحله الاولى بسلوكيات تتناقض مع فطرته
فحاجة الجوع لدى الطفل تتطلب منه سلوكا يتناقض مع الظروف المحيطة احيانا فكثيرا ما نسمع اطفالا يبكون مع اهلهم خلال السفر مثلا او خلال زيارتهم لاحد معارف الاهل مما يسبب حرجا في بعض الاحيان للاهل لكن ردة فعل الاهل يجب ان تكون متناسبة مع السلوك فاللجوء الى ضرب الطفل وتوبيخه يسبب اثار نفسية كبيرة عند الطفل قد تمتد معه لمراحل متقدمة فيصاب بالانطواء والانعزالية والعدوانية احيانا مما يؤثر على حياته بشكل عام
ولاحظنا خلال الفترة الحالية انتشار ظاهرة تعذيب الاطفال من الأهل أو الأقرباء واعتقد أن سبب ذلك يعود الى عدة عوامل اهمها
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مما يسبب وصول اخبار ضحايا هذه الظاهرة الى شريحة واسعة من الاشخاص
الحالة المادية للاهل حيث يعتبر بعضهم ان الطفل عبء اضافي على العائلة ونتيجة عدم قدرة الاهل على تلبية احياجات الطفل يتم اللجوء الى ضربه بشدة للتوقف عن المطالبة بهذه الاحتياجات
الحالة النفسية للاهل الناتجة عن انتشار العنف والقسوة في المجتمع عامة مما ينعكس على الاطفال في نسب مختلفة
عدم نضوج الأهل بشكل كافي وعدم الاحساس بالمسؤولية وعدم القدرة على التعامل مع الطفل بشكل صحيح
تتحمل الوسائل الإعلامية والتوعوية دوراً مهما بإظهار الجوانب السلبية لضرب الطفل والآثار الكبيرة على الطفل الضحية في مراحل متقدمة مما يشكل رادعاً للأهل في أحيان كثيرة
بالإضافة إلى أن عدم معرفة الأهل وجهلهم بالقوانين التي تمنع ضرب الأطفال تحت طائل المسؤولية والمحاكمة يؤثر على سلوكهم
ورغم أن الأديان جميعها والأعراف العامة تؤكد على ضرورة رعاية الاطفال وحمايتهم و على مسؤولية الأهل تجاه أطفالهم مما يشكل درعا حصينا لمواجهة كل التحديات والأخطار التي تحيط بالطفل إلا أن خرق هذه الضوابط من قبل البعض يحتم علينا كمجتمع وجمعيات اجتماعية تقديم النصح والارشاد ومساعدة الأهل والطفل على حد سواء للارتقاء بمجتمعاتنا إلى أعلى مستويات الحضارة والانسانية .
-لكل طفل الحق في الحياة والبقاء والنماء و أغلب القوانين الوضعية تجرم وتعاقب الأفعال التي تقع على الأطفال بنفس العقوبات الواردة في قوانين العقوبات والتي تكون مشددة في كثير من الأحيان و رغم ذلك يبقى الخاسر الوحيد هو الطفل الذي عاني من العنف لأن الجروح ستبقى لديه لا تندمل و يؤدي إلى زيادة الشعور بالإحباط، و الضعف في شخصيته، وبالتالي يؤثر سلباً في إنجازاته وحياته المستقبلية وجميع مناحي الحياة .