قبل مائتي سنة تقريبا القى وليم جيمس الفيلسوف الأمريكي الشهير محاضرة بمعهد المعلمين الأمريكي كانت بمنتصف القرن التاسع عشر وفيما تطرق لكثير من المباديء التعليمية واجبة التتبع والمنهجية في الحياة التعليمية وحياة الأطفال وبناء النشيء الجديد وان جاءت بلغة اصطلاحية فلسفية واضحة ... الا ان المعلمين ادركوا ما يريد فيلسوفهم بنوايا حسنة ورغبة علمية عارمة وروح وطنية متسامية حينما قال : ( اذا ما عملتم بهذه المباديء سوف تحكم أمريكا العالم بوقت قريب من أجيال متعاقبة ) .
قطعا ان كلام وليم ليس تأكيد على سياسة الولايات المتحدة المتغطرسة في كثير من سياساتها اتجاه حقوق الانسان واستغلال البلدان ولا هو تغطية لمنهجها الاستعماري الذي يعد استمرارا لمنهج الرومانيين والاغريقين والبيزنطينين والبريطانيين وغيرهم ... من قادة العالم القديم والحديث .. لكنه وضع أسس التعليم والتربية الصحيح للأجيال التي تتطلع لتكون بالمقدمة إنسانيا وحضاريا .. هنا تكمن علية لب وجوهر ما ذهب اليه الفيلسوف الكبير وليم جيمس .
فيا ترى ما هي عقوبة من حاول إهانة الأساتذة والعلماء سيما في الحرم الجامعي وربما امام طلابهم .. واي عار في الدنيا قبل الاخر سيلحق أولئك الجهلة والاميين الذين يتطاولون على اهل العلم .. وما هو موقف رد الجهات السياسية التي يدعون احتمائهم بها وتنفيذهم لتلك الاساءات الفاضحة والمشينة والمدانة من قبل الامة كلها !
( مات خزان الأموال وهم احياء .. والعلماء باقون ما بقي الليل والنهار ) .. الامام علي بن ابي طالب .
يحكى ان وفدا زار احد المراجع الدينية الإسلامية وقد سلم الوفد على المرجع وهو جالس لكبر سنه وسوء حالته الصحية .. ولكنه قام على قدر ما .. واخذ يد الأستاذ ثم عانقه بحرارة مع ان أحدا منهم لم يبلغه بأسماء الوفد ... لكنه على ما يبدو تحسس واستشعر ذلك .. وعندما بدا الترحيب والحديث قال المرجع : ( لقد علمت انكم وفد طلبة جامعيين .. وسمعت بعضكم يهمس الى الأستاذ المرافق بالاسم والعنوان .. وعرفته انه استاذكم .. فاردت بقيامي ان اعظم منزلة الأساتذة والعلماء) ..