صموئيل نبيل أديب يكتب : من كنيستى اطلب.. فهل من مجيب؟

صموئيل نبيل أديب يكتب : من كنيستى اطلب.. فهل من مجيب؟
صموئيل نبيل أديب يكتب : من كنيستى اطلب.. فهل من مجيب؟
 
1- تتجمع عندى  الكثير من الصور الدينية القديمة.. ينافسها الكثير من كتب الدين عبر سنوات  الدراسه  و كتب اخذتها من مدارس الأحد منذ أن كنت طفلا و عشرات الأناجيل من تذكارت الأربعين .. تتجمع عبر السنوات.. و لكنى كنت أحملها قديما الى الكنيسة حيث كان فرن القربان البلدي و نيرانه من الحطب والقش… فيلتهم كل هذه الصور و الكتب   باحترام يليق بها… الان اصبحت الأفران بالغاز و لم تعد تلتهم تلك  الكتب او الصور .. فأصبحت تتراكم في البيوت فترميها السيدات في الزباله… و أصبح من المعتاد أن نرى صورة المسيح والأناجيل القديمة وسط أكوام الزبالة في مشهد يؤذى أي مسيحي  … فهل هذا يليق ؟  ارجوا من كل كنيسة أن تخصص مكان تستلم فيه من شعبها اي صور او كتب دينيه لكي تحرقها بمعرفتها او حتي تعطيها الي مصانع الورق.. لكي يتربى الجيل الجديد على احترام هذه الصور و  لا نعود نراها في القمامة.. 
2- نربي الطفل على تقبيل الايقونه في الكنيسة.. نتبارك من الصور التي كان تواجدها داخل أي منزل بركة كبيرة..  و دخلت الطباعة الحديثة و اصبحنا نستطيع أن نطبع  آلاف الصور في دقيقه.. و لكن هل من العقل أن نطبع  الصور الدينيه علي اكواب للشراب و طبق اكل من الورق للحفلات.. بل وصل الأمر إلى وجود صورة المسيح  علي قصافة اظافر تباع في أديرة النطرون!!!! 
الصور الدينيه  لديها قدسيه خاصه في الفكر الأرثوذكسي  بل وقد  حاربت عنه ضد طوائف كانت تمنع الصور.. فهل أصبحنا نستهين بالصور الي هذه الدرجه؟ 
أليس من الأفضل   منع استيراد أو بيع هذه الأشياء في المكتبات الدينية التي تقلل من أهمية الصور الدينية لدى الجيل الجديد و تدمر ابسط ما تربينا عليه من احترام وتقدير.. 
3- قفوا بخوف ورعدة.. يقولها  الشماس للواقفين في محضر الله.. بينما الشماس الذي بجواره يأخذ صورة سيلفي مع الأب الكاهن أو  الأسقف!! 
الأمر قد يكون مقبولا لدقيقه او دقيقتين لكن إذا كان عدد الشماسه في يوم العيد 50 شماس مثلا… فيكون لدينا خمسون دقيقه كاملة من التصوير و الضحكات و الغمازات…و الشعب الذي يخرج منه فرد كل دقيقة لكي يتصور من الأسقف حتى لو في وقت قراءة الإنجيل!! فهل هذا يليق في محضر الله!!!!  و المشكلة الأكبر فى  صور الشمامسة داخل الهيكل التي لا تدل على اي احترام و تقدير وتوقير لهيكل الله.. المذبح التي تقول الدسقولية( لا يصح للشماس أن يسند عليه أثناء وقفوه) .. أصبح  استديو تصوير.!! . كيف نقول لتلاميذ في مدارس الأحد أن يحترموا بيت الله اذا كنا نحن الشمامسة لا نحترم الهيكل نفسه؟! .. أفلا يوجد كاهن يخبرهم أننا في حضرة الله؟… و لا أفهم سر حب بعض الشمامسة للتصوير داخل الهيكل.. أتفهم أن نفرح بملابس  العيد الجديدة و نلتقط  بعض الصور احتفالا بالعيد   .. لكن أن يتصور شخص  داخل الهيكل و هو  يرتدى التونية فهذا ليس له معنى سوى التفاخر بظاهر الدين مثل الكتبة المراؤؤن ..  
4- تنص الدسقولية على عدم خروج الشعب من الكنيسة قبل صرف الكاهن لملاك الذبيحة و إعطائهم الحل  لكي لا يشابهوا يهوذا الخائن الذي بعدما أخذ اللقمة انصرف و باع السيد المسيح  .. و لكن ومنذ احداث القتل في نجع حمادي و ما تلاها من حوادث إرهابية… تبنت الكنيسة نظرية (  إعطاء الحل لمن تناول ان ينصرف)   لكي لا يحدث ازدحام عند انصراف الجميع فيكونوا عرضة لعملية إرهابية  … و لكن أدعوك لتتخيل معي سيدة نظفت بيتها في استقبال الضيوف.. احكمت تصرفات أولادها فلا عبث في المنزل و لا حركه بل انتباه كامل.. حتي اتي  الضيف.. فاطلقت أولادها يجرون و يلعبون و يصيحون و يتصايحون بدون اي اهتمام بالضيف الذي كانوا ينتظرونه الساعات الماضية…!! هذا بالضبط ما يحدث بمجرد أن يبدأ  الكاهن  في المناولة   .. يبدأ الهرج و المرج.. و الضحكات و السلامات و رنين الموبايلات… المسيح الذي انتظرناه في سكون وخشوع و ( ترمي الإبرة ترن) طوال القداس.. فجأة و قد حل بجسده تتحول الكنيسة إلى مسرح كبير… 
الامر اشبه بمرض انفصام الشخصية…فهل هذا يليق؟ … الا يكفي خزيا و عارا اننا ننصرف مخالفين تعليمات الكنيسة الأم.. تاركين المسيح علي المذبح خوفا على ارواحنا   فنزيد الأمر سواء بجلسات الضحك و السمر!!! فإذا كان الكاهن قد أعطي حلا بالانصراف فانه لم  يعطي حلا بتحويل الكنيسة لسوق.. 
و لكن  لا يمكن أن نكون غير منطقيين بمنع السلامات و التهانى فهي أجمل لحظات قداس العيد حيث نقابل الأصدقاء و المهاجرين والمغتربين الذين نراهم  فقط في قداس العيد من السنه للسنه.. … .. لذا  ارجوا إيقاف فكرة خروج الشعب بعد التناول مع التنبيه  بالخروج على دفعات بعد صرف ملاك الذبيحة.. فالشعب الذي انتظر قداس خمس ساعات لن تفرق معه اذا انتظر نصف ساعة أخري للخروج علي دفعات … و العمر واحد والرب  واحد.. 
و لأول مره اطلب منك عزيزي القارئ اذا أعجبتك هذه الأفكار أن تقدم نسخة من الجريدة  الى أسقف او كاهن مدينتك… لعلنا معا نصنع شيئا جديدا .