قلق أم حلم يقظة ندم على مافات أم استعذاب لنهايات غلفها الانتظار .. قراءة لنص " قلق" للكاتبة إلهام عيسى بقلم الناقدة الأدبية ريم محمد

قلق أم حلم يقظة ندم على مافات أم استعذاب لنهايات غلفها الانتظار .. قراءة لنص " قلق" للكاتبة إلهام عيسى بقلم الناقدة الأدبية ريم محمد
قلق أم حلم يقظة ندم على مافات أم استعذاب لنهايات غلفها الانتظار .. قراءة لنص " قلق" للكاتبة إلهام عيسى بقلم  الناقدة الأدبية ريم محمد
مشهد قصصي طافح بالشعور ممتلئ بالشجن والألم ، وكأنه مقتطع من مشهد حركي تذكري مرّ بذهن الساردة قد يكون ممهداُ لحدث أكبر لذا فهو الأقرب "للخاطرة القصصية "
 
يعج بالأفعال الخاصة ببطلة واحدة ( الساردة) التي نسجت حلم يقظة بليغ كشريط ذكريات مقلق أقلق راحتها وحرمها النوم .
 
الحدث غائم أو مغيب ( السرد يخص ذكريات ممهورة بالحرمان) وهذا يجعل النص مشهدي  بعيد عن الحركة على الرغم من امتلاءه بالأفعال فلاتكاد تخلو جملة من فعل .
 
برعت الكاتبة باستخدام المفردات والاستعارات الملائمة للموضوع وكلها تتسق تحت مظلة واحدة وهي انتظار ماقد فات ولن يعود ...
 
ربما العمر / الحبيب/ الزمن....
 
منذ البداية عنونته ب ( قلق)  والقلق له أسبابه التي قد تتأتى من الندم / الحيرة/ العجز/ انقضاء العمر/ رحيل الأحباب.....
 
ومنذ العتبة الأولى الوصفية اتضحت الرؤية ، فتاة تنتنظر حبها الذي غاب بسبب حدث ما أو أنه حب لم تصادفه على أرض الواقع...
 
المفردات المتسقة مع موضوع انتظار الحب ولهفة اللقاء : 
/فستان زفاف/ موعد مع القدر/ أميرة أحلام....
 
ثم ليصبح اللقاء والانتظار غيابا ( مواسم الغياب/ غياب الأحلام/ فقدان البقاء/ تجمد العروق/ ذبلت الورود/ غفت العقارب...
 
استخدمت الكاتبة الأفعال الحركية بكثرة مع الاستعارات على طريقة "ققج" ولكن هذه الاستعارات جاءت مميزة وخادمة للموضوع والحدث المؤثث في ذهن الساردة فقد جعلت الجو حالماً والزمن مستمراً ...
 
بعض الاستعارات التي كانت مميزة:
 
*( لسعتها سنابك خيل الشمس الهابطة من السماء)...
 
*( توقف دوران الأرض ، اتسقت دائرة التوهان)
 
ثم المباغتة في النهاية والتفسير بأن كل ماجرى ويجري وهم من ذاكرة مؤنثة فاقدة وعدم الرغبة في النوم ( الأرق) وهو المرادف المعني الأخير ل ( القلق)...
 
نص جميل وحساس ، كل التوفيق أستاذة إلهام
 
ريم
 
_____
 
النص:
قلق . !
-----------------
قصة قصيرة
-------------------
 بقلم الهام عيسى
-----------------------
خلف نافذتها بدا الضوء يشع من عينيها٠٠٠وقفت ثم همت بخطوات متثاقلة مشت نحو مرآتها حدقت بصورته .. نضت عنها ثوب الزفاف المطرز باحلامها المبعثرة ٠٠ جابت كل الطرق المؤدية إليها تجولت عبر كل الشوارع والساحات تعمقت بكل مغرق وضعت حرزها الحصين فهو طوق نجاتها ٠٠ انه موعدها مع القدر .. بعد عودته آن له زفها اميرة احلامه وبطلة قصصه ٠٠٠طال الوقت ومضى سريعا على غير عادته لم يطل المكوث كما تعودت ..  ظل الشارع كبطون خاوية في مواسم الغياب سافرت أحلامها بين سنابل الاغتراب وفقدان البقاء ٠٠ بلعها الصقيع بزوايا البيت ٠٠غفت عقارب الساعة على وقع نبضاتها المتسارعة تجمدت عروقها  ٠وذبلت ورودها ٠٠سقطت أرضا تتقاذفها الرياح بعيدا بعيدا ٠٠حتى لسعتها سنابك خيل الشمس الهابطة من السماء .. نهضت من وسط الركام تصارع كتل الركام ثم همت بتؤدة  أولى متثاقلة لكنه باتجاه صحيح  ٠٠تثاقلت حركتها ٠٠٠عاندتها محاولاتها ..  ابتلعتها رغبة العودة .. تسمرت قدميها في المكان ٠٠توقف دوران الأرض اتسعت دائرة التوهان ٠٠ انهال غيث لحظي بدد سكون وحدتها ووحشتها بصوت المطر القادم من بعيد  ٠٠ ركنت نفسها في زاوية الغرفة ورفعت الغطاء عنها ٠٠ 
اخذت تدمدم : ( لم ارغب في اعناق النوم اكثر .. فشغلت نفسي باستعادة شريط الذكريات ) .. !