جاكلين فخرى حنا تكتب : أين الآباء من الأبناء؟

جاكلين فخرى حنا تكتب : أين الآباء من الأبناء؟
جاكلين فخرى حنا تكتب : أين الآباء من الأبناء؟
 
   يبدو أن الحياة المعاصرة، وما رافقتها من تقدم وتطور، لم تكن أثارها ونتائجها ذأت منحى إيجابي ومفيد؛ نرى ذلك في العلاقات الأسرية وأساليب التربية، والمواجهات الكثيرة في علاقة الأهل والأبناء. 
   إن العلاقة بين الآباء والأبناء علاقة معقدة، وليست يسيرة كما يعتقد الآباء، من خلال النظر الي مدى تفرغ الأهل لتربية ابنائهم ومدى إنشاغلهم عنهم. وخاصة إذا كان هناك أكثر من أبن في العائلة؛ الذي  يتطلب مهارة أبوية عادلة حتى لا يتم تفضيل أبن دون غيره.   
 
   ان العلاقة بين الأبناء وأبائهم من أهم العلاقات البشرية، وأكثرها تأثيراً علي شخصية الطفل، واننا ـ في الحقيقة ـ  نربي أساساً أطفالنا بسلوكنا وأعمالنا أكثر من أقوالنا. 
   فللأب دور كبير مثل الأم في تأسيس تربية أبنائهم. ولكن يحدث  فجوة؛ لأننا نعيش في مجتمع شرقي، تكون فيه إهتمامات الرجل محدودة داخل حدود المنزل.، حتى أنه يلقي كل مسؤلية المنزل علي عاتق المرأة ويترك لها  تربية الأطفال كاملة. وهذا ليس فقط لأنه مشغول من أجل توفير لقمة العيش، بل قد يكون جهلاً منه بأهمية وجوده في مراحل تربية الطفل.
   فمن الآباء من  لا يجلس مع أبنائه مطلقا بحجة عدم فراغه،  وأيضا لا يسأل علي أولاده لا داخل البيت أو  خارجه.. ويكون هدفه الأساسي أن يعمل وينفق على أبنائه، ولا يراقب ولا يجلس معهم ويحاورهم،  ويتعرف إلى مشاكلهم مشاكلهم، ويقدم المشورة لهم، ويعاقب من يستحق العقاب.
  لا بد أن يفهم الأب أهميته، وانها لا تقتصر ـ فقط ـ على المسكن والملبس والمصاريف فقط، فمجرد وجوده معهم، يعنى الحماية والرعاية والقدوة والسلطة .
   فبالرغم من أهمية الأم وهى الأساس في حياة الطفل منذ الولادة. إلا أن دور الأب له أهميته فهو عمود المنزل وهو الذى يحافظ علي إستقرار الأسرة،  فوجوده نعمة؛ إذ  هو من يحميهم من غدر الحياة، لأن الأب هو الأمان والاطمئنان والسكينة والنصيحة الحقيقية، وهو من يجالد  الأيام كى يرى أبناءه في المراتب المتقدمة.
   فيجب علي الأب الحرص على التعامل بأسلوب الثواب وليس بألقاء محاضرات، متابعة الأبناء في المدرسة والتواصل بالسؤال عنهم دائما والمشاركة معهم في الانشطة، الحرص علي الوفاء بالوعود والصدق  لتواجد الثقة بينهم وتتقوى العلاقة، قضاء وقت خارج المنزل أسبوعياً في رحلة أو زيارة الأقارب للخروج من الروتين اليومى، عدم الجلوس وقت طويل علي الإنترنت، و الجلوس مع الأبناء ومراقبة سلوكهم، إحترام زوجته و تقديرها وخلق جو من السعادة داخل المنزل وإستقرار الأسرة والإبتعاد عن التوتر والضغوطات التى يواجهها في حياتهم اليومية،  إظهار الحب لإبنائه واشعارهم بمكانتهم ودورهم الرئيس في حياته والتحفيز الإيجابي لهم. 
   وهذه هي رسالة الاب وهذه رسالة الأسرة في المجتمع.