العربى إسماعيل يكتب :لغة الصمت .. وفلسفة الحياة

العربى إسماعيل يكتب :لغة الصمت .. وفلسفة الحياة
العربى إسماعيل يكتب :لغة الصمت .. وفلسفة الحياة
 
الصمت هو الاحتفاظ بما يجول في خواطرنا، وما تنطق به أفكارنا داخلنا، وله تفاسير كثيرة ومن صعب ترجمتها، والصمت يصعب على أي أحد اتقانه وأحياناً يكون الصمت جواباً على كثير من الأسئلة 
الصمت في موضعه ربما كان أنفع من الإبلاغ بالمنطق في موضعه، وعند إصابة فرصته. وذاك صمتك عند من يعلم أنك لم تصمت عنه عيًّا ولا رهبة. فليزدك في الصمت رغبة ما ترى من كثرة فضائح المتكلمين في غير الفرص، وهذر من أطلق لسانه بغير حاجة الصمت بسلامة وهو الأصل، والسكوت في وقته صفة الرجال، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال، قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس، قال: فأما إيثار أصحاب المجاهدة السكوت؛ فلما علموا ما في الكلام من الآفات، ثم ما فيه من حظِّ النفس، وإظهار صفات المدح، والميل إلى أن يتميز من بين أشكاله بحسن النطق، وغير هذا من الآفات فليس الكلام مأمورًا به على الإطلاق، ولا السكوت كذلك، بل لابد من الكلام بالخير، والسكوت عن الشرِّ، وكان السلف كثيرًا يمدحون الصمت عن الشر، وعما لا يعني؛ لشدته على النفس، وذلك يقع فيه الناس كثيرًا، فكانوا يعالجون أنفسهم، ويجاهدونها على السكوت عما لا يعنيهم ومن مدح الصمت، فاعتبارًا بمن يسيء في الكلام، فيقع منه جنايات عظيمة في أمور الدين والدنيا. فإذا ما اعتبرا بأنفسهما، فمحال أن يقال في الصمت فضل، فضلًا أن يخاير بينه وبين النطق وان الصمت أفضل حتى يحتاج إلى النطق، و الصمت عن الخنا، أفضل من الكلام بالخطا المعتمد أنَّ الكلام أفضل؛ لأنَّه من باب التحلية، والسكوت من التخلية، والتحلية أفضل، ولأنَّ المتكلم حصل له ما حصل للساكت وزيادةٌ، وذلك أنَّ غاية ما يحصل للساكت السلامة، وهي حاصلةٌ لمن يتكلم بالخير مع ثواب الخيرمما يبين لك أنَّ الكلام بالخير والذكر أفضل من الصمت أن فضائل الذكر الثابتة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستحقها الصامت يعتقد بعضٌ الناس أن صمت الإنسان هو عدم المعرفة بالأمور أو بعض من جهل، لٰكن قد يكون الأمر مختلفـًا، فيقول أحدهم: "صمتى لا يعنى جهلى بما حولى، ولٰكنه يعنى أن ما حولى لا يستحق الكلام.". فهناك من يرى أن الصمت هو نوع من الترفع عن أحاديث وثرثرة لا تُجدى، ولا تؤدى نفعـًا لصاحبها فيفضّل أن يتوقف عن الكلمات و مش كل صمت معناه إن الكلام خلص، ولا كل سكوت معناه ضعف، و لا كل سكون معناه وَحدة، الصمت فى أحيان كتيرة يحمل الكثير من الإجابات واحيانا العين بتتكلم وتعبر أكتر من الكلام، العين مرآة القلب، أحلى كلمات الحب بتتقال بالعيون، لغة العيون هى أوضح لغة ومش محتاجة لترجمة ولا كلام، بتقول أكتر بكتير من الحروف، لو راسم على وشك أكبر ابتسامة بس أنت حزين عينك هاتفقد بريقها وتبقى مطفية، ولو بتحب عينك هايكون فيها لمعة مش ممكن تستخبى. فالصمت مريح بيعبر عن قرب اتنين لبعض، فاهمين بعض من غير ما يتكلموا، من نظرة العين ممكن يفهموا الطرف التأنى محتاج إيه أو حاسس إيه، سعيد ولا حزين، قلقان ولا مطمئن، فيه ترمومتر دقيق بيحس بكل تغيير، طبعاً نوع العلاقة دى مش كل حد بيوصلها، بتيجى مع الحب و العشرة والتركيز فى التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، الناس دى بتشوف وتحس بقلبها ولم ولن يُخطئ من قال الصمت حكمة، أحياناً يكون الصمت حلاً للكثير من المشاكل التي لا يحلها ولا يُعالجها الكلام، وبشكلٍ خاص عندما يكون الكلام موجه لأشخاصٍ جاهلين لا يملكون أي نوع من الثقافة.