كواليس إدارة الأزمة بالسودان ... أبناؤنا فى السودان بين ضرب النار و الألم النفسى .. مواقف إنسانية و لحظات مؤلمة تثبت أصالة الشعب المصرى ...

وزيرة الهجرة : لم نعرف للعيد بهجة أو طعم قبل عودة أبناؤنا و الاطمئنان عليهم ..... شعور إنسانى مؤلم ضاغط على أى سيدة و أم أن تتحمله فسماع نبرات الخوف و الاستغاثة من الاولاد هز كيانى كله و لم يهنأ لى بال إلا بالاطمئنان عليهم و رجوعهم إلى أرض الوطن

كتبت : جاكلين جرجس 

وزيرة الهجرة :  شعرت بأنى أمًا لهم جميعًا ينفطر قلبى علي كل واحد فيهم بالأسم أصبح كل ما فى ذهنى أن أذهب بنفسى إلى هناك لانقاذهم و العودة بهم لبر للأمان فى بلادهم ، ففطرة و غريزة الأمومة لا تنقطع عن المرأة حتى و إن كانت مسئولة بدرجة وزيرة !!

شعور إنسانى مؤلم ضاغط على أى سيدة و أم أن تتحمله ، بالرغم من كون عملى و خلفيتى فى وزارة الخارجية تدربت على العمل تحت أى ضغط نفسى و جزء من تعليمنا و تدريبنا على فض النزاعات و إدارة النزاعات إلا أن سماع نبرات الخوف و الاستغاثة من الاولاد هز كيانى كله و لم يهنأ لى بال إلا بالاطمئنان عليهم و رجوعهم .

أيضًا من المواقف الصعبة أن الضرب كان على أشده فترة عيد الفطر المبارك أى فى الاشهر الحُرم فبأى نفسية أو قدرة نتمكن من قضاء الاعياد و الاستمتاع بها و ابناؤنا يصرخون و يستغيثون و يرون الموت فى كل لحظة ، بأى وجه نستطيع أن نعيد عليهم بعبارة " كل سنة وانتم طيبون أو عيد سعيد " و هم يتجرعون الرعب و الفزع عند سماع دوى طلقات الرصاص من حولهم ، كانت الحالة النفسية لنا و لهم غاية فى الصعوبة لم نذق طعم النوم أو الراحة و لم نشعر بأجواء الاعياد و بهجتها إلى أن تم إجلاء أغلبية ابنائنا من السودان .

 أما الأن أوجه لهم باقة ورد لعودتهم بألف سلامة إلى أرض الوطن و أعايدهم بأطيب الامنيات و اقولها بكل صدق و محبة الأم لاولادها " كل عام و انتم بخير و أطمئنان و نجاح فى احضان بلدكم الأم " 

 معلوم أن الجالية المصرية تربو على 10 الاف مواطن و هى أكبر جالية موجودة أجنبية داخل السودان الشقيق فبالطبع ليس الجميع طلاب فى المراحل التعليمية بل أسر كاملة و منهم من يدرس فى مراحل تعليمية مختلفة مثل الثانوية العامة و اصغرفى كل الاحوال نحن سعداء بما تم انجازه و استعادة حوالى 80%  من ابناؤنا فى السودان أما الباقية تتأرجح بشأن العودة من عدمها خاصة كبار السن وجدنا أن بعضهم لا يستطيع الخروج من بيوتهم بسبب الاعمال العسكرية التى تشل حركتهم أو لظروف أسرية خاصة أو البعض الاخر لم يقرر إذا كان يود البقاء أو الرجوع إلى مصر خاصة و إذا كان مسكنه بعيدا عن الاعمال العسكرية و المناوشات .

و تؤكد أن خلية إدارة الازمة لازالت تعمل على مدار 24 ساعة فى كل مؤسسات الدولة فى كل أيام الاسبوع على مدار 24 ساعة الخطوط مفتوحة و التوثيق مستمر كذلك العرض على سيادة الرئيس يتم بشكل ألى و توجهيهاته يتم تنفيذها بشكل ألى .

مؤكدة ، نحن نتابع كل أمر يخص المواطن المصرى بالسودان حتى أن الشباب يعتبر التواصل مع وزارة الهجرة أسهل من تواصله مع أى جهة أخرى ، بدافع من محبة و وطنية و شعورنا بالاتزام تجاههم و تذليل العقبات امامهم فلن تتوقف وزارة الهجرة عن مساعدة أى من ابناءنا بغض النظر عن كونه بداخل الوطن أو خارجه .

و لخصت سيادتها الوضع ، كالاتى فنحن و مجموعة العمل كنا نتابع الموقف فى السودان من ليلة عيد القيامة المجيد و قبل أن يشعر المواطنون بالازمة و بدأت الاستغاثات تأتى من وقتئذ و بعدها مباشرة كان إجازة عيد الفطر أى أن الدولة بكامل أجهزتها فى إجازة رسمية و هؤلاء الابناء يستغيثون ويصرخون فالاغلبية اسرتهم  رجعت مصر لقضاء الاعياد و تركتهم لينتبهوا لمذاكرتهم و دروسهم و فجأة حدثت الحرب و الضرب على اشده و انقطعت وسائل التواصل بين الاهل فى مصر و ابناؤهم فى السودان و اصبح الطالب فى ورطة لا يستطيع الخروج أو الدخول من منزله حتى لشراء احتياجاته اليومية . 

تتذكر سيادتها ، أن من الحالات الانسانية الصعبة  أن ربة أسرة رجعت إلى مصر لدفن و الداها بعد أن وافته المينة و تركت ابنها فى السودان وفجأة قامت الحرب و هو وحده لا حول له و لا قوة ، و لا يوجد وسائل اتصالات فالكهرباء تقطع بشكل مستمر و بالتالى ينقطع الانترنت و تنفذ بطارية التليفون المحمول فتزيد من صعوبة الامر و استحالة التواصل مع الاسرة فكانت وزارة الهجرة هى الملجأ الوحيد لمثل هذا الأبن و هناك العديد من الحالات الممالثة .

فمن ضمن الحالات الصعبة التى واجهتنا أن هناك سيدة فاضلة تعمل فى الولايات المتحدة الامريكية و تركت أربعة من بناتها للدراسة فى السودان ( أربع فتيات مع اخ واحد فى لحظات ضرب نار و نزاعات مسلحة يرون مشاهد الموت بأعينهم ) واحدة منهم إصيبت بطلق نارى فى قدمها لم تتمكن من التواصل مع والدتها فكان الملاذ الوحيد لهم انهم تمكنوا من التواصل معنا و بالطبع استعدنا الفتاة و اخواتها ؛ فللقارىء أن يتخيل حالة الأم المنهارة و أبنتها مصابة بطلق نارى و لا تستطيع الوصول لها أو التواصل معها و نحن نرتب مع الهلال الاحمر لنقلها إلى أقرب مستشفى مع صعوبة نقلها من مكان لاخر و الضرب مستمر و ايضا صعوبة رجوعها الى مصر و هى مصابة و بالطبع ليست كل الاماكن تتواجد فيها السفارة ففى بعض المناطق تحتاج لإدارة الأزمة بشكل مباشر من العاصمة فكنا نعمل كل هذا المجهود بدافع العاطفة و الخوف على اولادنا و نضع نفسنا مكان الاولاد و الاهالى . 

و هنا يظهر المعدن الحقيقى للشعب المصرى الاصيل وجدناه فى مجوعة من الشباب الذين على استعداد للتضحية بارواحهم فداء لانقاذ مجموعة فتات لا يعرفونهم لكنهن اعتبروهم اخوات لهم  أو مجموعة الشباب اللذين تجمعوا حول وميلهم الذى ضرب بالقذائف و هناك مجموعة من الشباب الذى لم يواجه مثل هذه التجربة فى حياته مما سبب له ازمة نفسية كبيرة بعدما كان يعيش حياة كلها هدوء و سلام و امان وجد نفسه فى مرمى النيران فبالطبع كان يحتاج الى التوجيه الى ان يساعد نفسه و يساعد الاخرين أيضًا 

فبالطبع كان الجميع فى ضغط نفسى رهيب كنا نتواصل معهم على مدار 24 ساعة كثير من التحديات و كيف ستتعامل الحكومة المصرية مع الطلاب بعد عودتهم من السودان عقب آخر اجتماع لمجلس الوزراء تم تبليغ رئاسة الوزراء بعدة توجيهات بشأن الأزمة و عودة الطلاب وتحوليهم من الجامعات السودانية إلى المدارس و الجامعات المصرية و هو ما صرح به السيد وزير التعليم العالى بدء من طلبهم استصدر حزمة قرارت و تم عرضه على رئيس مجلس الوزراء بموجب هذه القرارات يستطيع الطالب تسجيله على منصة المجلس الاعلى للجامعات و التقدم للتحويل فى جامعات تماثل تخصصاتهم بالطبع هناك الكثير من التحديات التى تواجه وزارة التعليم العالى و تسعى لتذليلها بالطبع نحن كوزارة الهجرة نحيل كل المشاكل و الطلبات التى تصلنا من الطلبة الى وزارة التعليم العالى و المجلس الاعلى للجامعات و رئاسة الوزراء و نحن نعمل على قدم و ساق لادماج الجميع فى المنظومة المصرية الخاصة بالتعليم .

نحن حريصون على أن بعودة ابناؤنا من السودان يجدوا اماكن شاغرة لهم فى الجامعات فبعضهم كان ينقصهمخ امتحان ابعض المواد فى الترم الاخير و اخرون حالتهم معقدة مثل الاولاد الذين اتفقوا مع الجامعات و بدأوا دروس على اساس ان بمجرد ذهابهم الى السودان سيبدأوا دراسة على الفور و لم يتمكنوا حتى من الذهاب بسبب الاعمال المسلحة فاصبح حالهم انهم قاموا بدفع المبالغ المطلوبة للامعات هناك و لن يستطيعوا الذهاب و هذا بدوره سيخلق اذمة لوزارة التعليم العالى فى الوقت الحالى بالطبع الوزارة قدمت لهذه الحالات استثناءات حتى يتم الحاقهم بالدراسة فى السنين المساوية و التخصصات المساويثة لتخصصاتتهم و سنواتهم هناك اذا كانت الجامعة معتمدة لدى الجامعات المصريثة و لدى وزارة التعليم العالى اما اذا كانت الجامعة غير معتمدة سيتعم اعداد تقييم لهم لتحديد مستواهم التعليمى و حتى يتمكنوا من عمل مقاصة .

 كان من اهم اهدافنا ان تصل رسالة لاولادنا بالسودان نحن هنا بجانبكم موجودون لمساعدتكم و لن نتخلى عنكم تحت أى ظرف و شعرنا بأنهم استوعبوا الرسالة فعندما واجهتهم المشاكل و العراقيل كانت وزارة الهجرة هى أول باب قرعوا عليه و أول من تواصلوا معه قبل السفارة أو أى جهة اخرى و بالفعل استوعبنا مشاعرهم و خوفهم و قلقهم شعرنا بالآمهم و كنا العون و السند لهم وقت الازمة لنطمئن عليهم و نضعهم على الطريق الصحيح نحاول بقدر الامكان تسهيل امورهم و مصر لن تترك أى ابن من ابناءنا هناك سواء كان فى مكان أمن أو مكان فيه نزاع مسلح ، مصر لا تألو جهدا عن أنها تدعم ابناءها و تسترجعهم إلى حضنها ليشعروا بالأمان فالمصلحة الخاصة بالابناء هى مصلحة ذات أولوية قصوى لمصر فاولادنا هم مستقبل الدولة و مصر لن تترك مستقبلها أو اولادها و ستشرف بنفسها لتحقيق احلامهم بالشكل الذى يرضيهم و يرضى زويهم لما فيه الخير  لاهم و لوطننا العزيز مصر .