العربى إسماعيل يكتب : العطاء .. من الفضائل الانسانية

العربى إسماعيل يكتب : العطاء .. من الفضائل الانسانية
العربى إسماعيل يكتب : العطاء .. من الفضائل الانسانية
 
العطاء له صور وأشكال كثيرة، فليس من الضروري أن يكون ماديّاً فقط، حيث إنّ العطاء المعنوي أكثر أهميّةً بالنسبة لفئات معيّنة من المال، أو المسكن، أو الملبس، وغيرها الماديّات، مثل حاجة بعض الناس للحب، والتقدير، والاحترام، والعرفان، والشعور بأنّ لهم دور مهم في الحياة، وهذا ما يُسمّى العطاء غير المنظور، و يُمكن تعريف العطاء على أنّه إحدى الفضائل الإنسانية التي تعني البَذل والتضحية، ويكون ذلك بعدم التقيّد بحب الذات فقط، وإنّما حُب الآخرين أيضاً، كما يعني التجرّد من الأنانيّة والتملّك، وتفضيل البذل على الاحتكار، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، وبالتالي لا تُسيطر عليه الأهواء وحب المال، إنّما حُب مساعدة الآخرين من خلال هذا المال ومن صورة ايضا إفشاء السلام، وذلك لأنّه ينشر المحبة، والمودّة، والأُلفة بين الناس، فيُضفي على الحياة بهجةً وأماناً، وهو من أفضل الطرق للتعارف بين الناس، وتعزيز الترابُط بينهم، لذا يُعتبر شكل من أشكال العطاء النافع للفرد والمجتمع، إضافةً إلى سهولته، وإمكانيّة تقديمه في كلّ زمان، ومكان. إدخال السرور على قلوب الآخرين، فإلى جانب كونه من أشكال الصدقة، يعد عطاءً أيضاً، وله أثر كبير على فئات معيّنة من المجتمع وان العطاء دون طلب هو من صفات  الطيّبين الذين  قد نشؤوا عليه، فيكون عطاؤهم عطاء الحبّ الذي لا ينتظرون معه أن يُقال لهم شكرًا على العطاء، فهم يمدّون أيديهم للناس بلا ثمن وبلا مناسبة ليقولوا لهم إنّ الخير في هذه الدنيا ما يزال موجودًا، أولئك الناس الذين ما زالوا يتقنون فن العطاء ويمدون أيديهم للناس بلا مقابل، هم الطيبون الذي قل وجودهم في هذه الدنيا إنّ العطاء والإحسان مفهومان متلازمان لا ينفصلان، فلو كان الإنسان يفعل المعروف ثمّ يمنّ به فهذا لم ينل من معروفه شيئًا يذكر، ولكن من كمال العطاء أن يكون فيه إحسان، والإحسان لا يكون مع المنّة بالعطاء، لذلك فالوفي لا يندم على العطاء مهما كان الذي يلقاه من الناس من أذى أو أيّ شيء آخر قد يجعل الإنسان العادي يندم على ما فعله، ولكن من تأصّل فيه طبع أو لازمته سجيّة فإنّه يحتفظ بها وتكون معه حتى وفاته ولا تتأثّر بالمحيط الخارجي اما اليد التى تقدم الورد لا بدّ أن يعلق بها عبيرها. العطاء مع البشاشة نعمة مضاعفة. العطاء هو أول عطر يخرج من شجرة الحب. الأشياء التي تعطى تعود لنا مع ابتسامة. العطاء ليس بقيمة العطاء، بل بمعنى العطاء والفرح به. من يحصل على السعادة عليه أن يُشرِك الآخرين فيها، فالسعادة ولدت توأماً. العطاء هو الفرح، كل هذا يتوقف على ما إذا كنا نعتقد  أو "ماذا يمكن أن أشارك به الآخرين العطاء درجة عالية من الوعي الإنساني، خاصةً حين يرافقه استمتاع، من دون الشعور بالتعب أو التمنن أو التفاخر في ذلك. إن كان جمال الحب في العطاء، فإنّ عظمته في تجاوز الأخطاء. العطاء طاقةٌ إيجابيّةٌ يرسلها الإنسان إلى من حوله يستمد منه سعادته. العطاء مفتاح السعادة. السر في العطاء لا يكمن في مجرد العطاء فحسب، بل في إحساسك بأنّك تتحول إلى شخصٍ أفضل. العطاء هو أن تحب بلا حدود، بلا شروط، وبلا أوامر. العطاء هو التضحية، وهذا ما يجعلنا سعداء أيضاً، طائعين لا مكرهين. إذا شئتم أن تتذوقوا أجمل لذائذ الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب والعطاء كما تجودون بالمال. إنني أؤمن عن يقين أنّ سعادتنا تبدأ داخلنا، وأن السعادة في العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون.