معادلة كيميائية بقلم/ حنان فاروق العجمي

معادلة كيميائية بقلم/ حنان فاروق العجمي
معادلة كيميائية بقلم/ حنان فاروق العجمي
درس معظمنا أو عدد لا يُستهان به مادة وعلم الكيمياء بمرحلة دراسية ما خلال سنوات عمره وقد يتخصص بعضنا في هذا الفرع من فروع  المعرفة كالمهندس الكيميائي وقد يكون فينا العالم الذي تَشَرَّب عقله بالمعادلات الكيميائية المدروسة والمحسوبة النتائج بدقة متناهية لا تدع مجالا للشك فيها ... عزيزي القارئ الذي قد تكون مهتمًّا بهذا العلم أو قد تكون لاتعرف عنه شيئا فليس  من  المُفترض أن يكون جميعنا علماء أو لدينا نفس الاهتمامات ولكن  يجب أن نملك عقلًا يتَفَكَّر ولديه حد أدنى من الثقافة المُكتسبة وخبرات حياتية نستطيع من خلالها التعامل والتفاعل مع المحيط، طرحي هذا لتتأمل أيها القارئ في سطوري قليلًا وتُطبق ذلك على واقعك،  فالحياة ما هي  إلا مجموعة من المعادلات الكيميائية المبنية على معطيات ومُركَّبات تُضاف إلى بعضها البعض وتتفاعل معًا للحصول على نتائج محددة يُستفاد منها، تحقق من المعطيات والإضافات لتحصل على معادلة كيميائية بأوزان ثابتة ومدخلاتك الصحيحة والدقيقة تؤدي
 إلى مخرجات حقيقية سليمة لا يشوبها شائبة ونتائج لخطوات مدروسة
لا تفقد مَنْ يحبونك بتصرف أحمق غير مدروس أو بلحظة غضب لا تستطيع فيها كبح جماح نفسك
أحيانًا يسير الإنسان وراء أهوائه الشخصية ويتسم فعله بالأنانية وحُب الذات من أجل تحقيق مصلحة شخصية يمكنه أن يضغط على زر واحد فقط يمسح به كل حميد قام به ويبدله بتصرف سئ يجعل الآخر يعيد النظر مرة أخرى 
في حُكمه عليه بل يخسر أعز الناس إلى نفسه وداعميه ومن هنا
أدعوك عزيزي القارئ إلى التفكير الصحيح وترجمته إلى خطوات مدروسة قبل اتخاذ قرار قد يضرك أو تندم عليه
فالتسرع في فعل الشئ قبل الدراسة والتفكير والمشورة قد يودي بك إلى طريق خاطئ لا رجوع منه 
وهنا لا تنتظر سوى العواقب الوخيمة والنتائج الفاشلة التي تعود بك إلى النقطة الصفر 
وبالطبع لا أحد يحب الفشل والعودة إلى البدايات الأولية بعد بذل التعب والمجهود المُضني
لذا احرص على حساب النتائج والتفاصيل الصغيرة والكبيرة قبل إقدامك على عمل ما
ومثال لذلك الطالب الذي يفكر جيدًا قبل اختيار الجامعة التي يلتحق بها والكلية التي يرغب في دخولها والتي تتناسب مع مجموع درجاته الذي استطاع الحصول  عليه بعد التحصيل الدراسي الجاد ومرحلة الثانوية العامة أو الشهادات المعادلة والحصول على التقدير المناسب للإلتحاق بالجامعة  ولابد وأن يتوافق أيضًا مع ميول الطالب وقدراته فيدرس وينجح ويتفوق ويستطيع تحقيق أهدافه ليفيد بذلك نفسه ومجتمعه 
يتجلى أمامنا مثال آخر صاحب لشركة صغيرة لابد له من مقومات يعتمد عليها لإنجاح شركته وعمله الذي بدأ صغيرًا وبالمجهود والعمل والتأسيس السليم وجلب الخبرات الداعمة والاستعانة بالمستشارين ذوي الخبرة يستطيع النهوض بشركته وتطويرها بالإضافة إلى الديمقراطية كاتجاه يسير على نهجه فالعمل لا يسير برأي واحد أو بفرد واحد ولكنه يستمر بمجموعة من الأفراد يتعاونون سوِيًّا لإنجاح هذا العمل ليستطيع أن ينافس المماثل له في مجاله
وجود مبادئ عامة ولائحة للعمل ضرورة حتمية يلتزم بها الجميع دون استثناء المُبتدئ وصاحب الخبرة الكل سواسية تفعيل هذه المبادئ وتطبيقها بصورة تتلاءم مع المنظومة وكذلك تجنب التسرع باتخاذ القرارات غير المدروسة جيدًا
هكذا تنجح المؤسسات أفراد مؤهلون يعملون بجد يحبون عملهم يسعون لتطويره وتطوير قدراتهم واتخاذ قرارات حازمة عند الخطأ أوالإهمال والجزاء على قدر حجم الخطأ لا أكبر منه ولا أقل كذلك الرابط القوي بين المرؤوسين ورئيسهم بالعمل بغاية الأهمية كلما كان قريبًا إليهم استطاع توجيههم وإصلاح الضرر قبل احتدام الأمر والعودة لنقطة الصفر وضياع الوقت والجهد المبذول للنهوض بالعمل وأعني بطرحي فن الإدارة إذا كنت مهتمًا بفنون الإدارة ومعك أناس حريصين على العمل وإنجاحه إذن فناتج المعادلة الكيميائية تقدم ومسيرة قوية بخط مستقيم لا عوج فيه إلى الأمام لا مجال للإخفاق، ويمكن تصحيح ما يقع من أخطاء بسهولة فالإنسان ليس معصومًا من الخطأ ولكنه يستطيع تصحيح مساره ، إذا استطعت أن تقوم بتطبيق هذا الفكر العلمي بجميع مجالات حياتك
 إن كنت طالب أو رب أسرة أو رئيس مؤسسة أو صاحب مقهى أو مطعم وتتعدد الأمثلة والمسميات وتعلو المناصب وتتدرج من حيث درجة الأهمية، ولكن المُتفق عليه هو إجادة فن الإدارة والاستفادة من خبرات سابقة والعمل بما يؤدي للنجاح والأصلح لمنظومتك التي تقوم بإدارتها، تعلم وضع اللبنة الأولى وثبتها جيدًا بوضع أول مسمار يساعدك على البناء والاستمرار ، أيضًا استخدام عنصر التحفيز لما له من أهمية قصوى كالأب الذي يشتري لأبنائه الألعاب التي يفضلونها أو يذهب بهم في رحلة لمكان يفضلونه من أجل تحفيزهم لأداء أكبر والحصول على درجات عالية بالمواد التي يدرسونها أو المدير بشركة الذي يرشح موظفيه المجتهدين الذين يبذلون الجهد بعملهم للحصول على المكافآت المُجزية تقديرًا لعملهم المُتقن هكذا يكون القائد الناجح والإدارة الفعالة التي تكمن في كيفية التحكم بأداء الآخرين للوصول للنتائج المرجوة وتطبيق استراتيچيات النقد البناء لا الهادم وسياسات التدريب والتعلم والخطط البديلة والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة وجلب  الخبرات والاطلاع على التجارب السابقة ونماذج الأمثلة الناجحة التي استطاعت تحقيق أهدافها والسَّير على غرارها، وكذلك تمكُّن الإداري الناجح من أدوات صنع القرار والمرونة بالتعامل كي لا يهابه الآخرون ويخافون عقابه فيصبح العمل أداء روتيني بحت دون إعمال الفكر والتطوير وتُضئ أمامنا نقطة أخرى بغاية الأهمية وهي احترام الآخر وأخذ رأيه بعين الاعتبار والتقدير حتى لا ينفجر لغم لم يُحسَب له حساب فتشيع فوضى يُعجز عن التَّحكُّم فيها والسيطرة عليها فصيانة الإنسان لمفاصل عظامه يضمن له سهولة الحركة حتى إن تَقَدَّم في العمر ، قِس على ذلك صيانة مفاصل وأركان أي مؤسسة للحفاظ على قوتها ومُعدَّل سريان الحركة فيها وتَقَدُّمها فتروس أي ماكينة تحتاج للتشحيم لتستطيع العمل بكفاءة والأخذ في الاعتبار الاستعانة بالبدائل في حالة حدوث خطأ تقني  أو عطل فني ، ورجوعًا لمعادلاتنا الكيميائية يمكنك استخدام مُركبات كيميائية مختلفة ليس بالضرورة نفس العناصر الكيميائية التقليدية مع وجود عامل مساعد ومحفز قوي يكون الناتج بعد حدوث التفاعل وإتمام التجربة الحصول على نتائج مبهرة فالعلم قائم أساسا على التجربة ولولا التجربة ما استطاع العلماء تحقيق الاكتشافات العلمية والنجاح والوصول لتلك الاختراعات والعلوم الحديثة وتطبيقها في شتى المجالات
 هكذا يمكنك الوصول للقمة والفخر بما وصلت إليه .