مصر: الصوت والصورة والتأثير.. الحضارة والتاريخ والحداثة والمدنية.. مصر «الريادة الإعلامية» والقيادة السياسية والشعب المبدع.. مصر الحدث ومحرك الأحداث، قبلة العرب ورمانة ميزان الشرق الأوسط.. مصر الجامعة والجامع والكنيسة.. السينما والمسرح والتليفزيون وروزاليوسف.. مصر: أم كلثوم ونجيب محفوظ، فاتن حمامة وعمر الشريف، ليلى رستم وسلوى حجازى وأحمد سمير.. لا تستطيع جملة أن تختزل عبقرية مصر وخصوصيتها.
من صوت الإذاعى الشهير أحمد سعيد: «هنا القاهرة» حين كانت مصر تقود حركات التحرر العربى.. إلى «هنا القاهرة» قناة إخبارية وليدة 30 يونيو.تستحق مصر أن تتصدر العالم إعلامياً بالشفافية والموضوعية، بسرعة الخبر ودقة التحليل السياسى، بشبابها المفعم بالحيوية وإيقاع الأحداث الساخنة وخبرائها السياسيين والاستراتيجيين.
«هنا القاهرة» قناة شابة يقودها الإعلامى أحمد الطاهرى، رئيس القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو ابن شرعى لصاحبة الجلالة، تربى فى بلاط «روزاليوسف»، وتمرس على الصحافة التليفزيونية فى «إكسترا نيوز» حتى أصبح وجهاً إعلامياً مضيئاً.. والمهم هنا أن لديه «رؤية» لما يمكن أن تضيفه قناة إخبارية جديدة تنافس وتتكامل مع باقى القنوات الإخبارية.
الخدمة الإخبارية هى أصعب تجربة يخوضها الإعلامى الذى يعيش على أعصابه حرفياً لحظة بلحظة، ولا بد أن يتمتع بجاهزية المعلومات وسرعة البديهة والحضور مع الوقار بالطبع واللغة السليمة.. إنه يعيش تقريباً «على الهواء» بعيداً عن التسجيل والتعليب، خاصة مع تسارع الأحداث العالمية والمحلية.
من أسعد الأخبار التى أسعدتنى على المستوى الشخصى والموضوعى عودة الكاتب الكبير «عادل حمودة» على شاشة «هنا القاهرة».. الأستاذ «عادل» هو مدرسة متكاملة، أنا شخصياً أدين له بالفضل لأنه أول من آمن بموهبتى ودفعنى لكتابة المقال السياسى.. عشت طويلاً بالقرب من لحظات توتره فى البحث عن مانشيت، وراقبت -فى صمت- اتصالاته وهو يفتش عن خبر، استمعت إلى خبايا رحلاته الخارجية وأسرار معاركه السياسية.. وهو -لمن لا يعرف- أستاذ أكثر من نصف الإعلاميين والصحفيين الذين يتصدرون المشهد الآن.. إنه ينفرد بميزة نادرة لم تتكرر فى غيره أنه «صانع نجوم»، يمنح نوره لتلاميذه ويدعمهم حتى يكبروا حتى لو صارت لهم أجنحة وطاروا من جريدته.
لم يكن غريباً أن تكون إحدى الخبطات الإعلامية لـ«الطاهرى» استضافة «الأستاذ».. هذه أيضاً ميزة تنفرد بها مؤسسة «روزاليوسف» هو ليس ارتباطاً عاطفياً بل «إيمان» ببعضهم البعض.
«هنا القاهرة» تضم أيضاً الإعلامى جمال عنايت، وعدداً كبيراً من كوادر ماسبيرو وقطاع الأخبار، كما تمت الاستعانة بكوادر مصرية لهم خبرات فى قنوات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى مذيعين من جنسيات عربية يشكلون 10% على الأكثر.. وهنا لا بد أن أنوه بأن معظم الفضائيات المصرية قامت على أكتاف المصريين من الإعداد والتقديم، إلى الإخراج والديكور والتصوير والإضاءة.
سوف تعتمد القناة على التدفق الإخبارى من كل أنحاء العالم، والخدمة التحليلية المتميزة والجاذبية والإبهار فى نفس الوقت.. وتمتلك القناة شبكة مراسلين حول العالم تضم ٣٠ مراسلاً.. وسوف يكون هدفها المحتوى الثرى والتدفق الإخبارى المستمر والتناول بأكثر من بُعد.
سعدت لأن القناة سوف تصدر باللغة الإنجليزية من خلال قناة صوتية.. وهو ما يجعلنى أتمنى على «الطاهرى» تخصيص برامج موجهة للمصريين فى الخارج (فى أوروبا وأمريكا)، وكذلك للرأى العام العالمى (بتوقيت بلدانهم).. لتقديم حقيقة ما يجرى على أرض مصر وربطهم بها وتقديم «الصورة الحقيقية».
«هنا القاهرة»: مجد الأجداد وعظمة الأحفاد.. هنا لوحة الفسيفساء النادرة بتشكيلاتها النادرة الفرعونية، واليونانية الرومانية، والقبطية، والإسلامية، والعربية، والأفريقية.. تخاطب العالم برسالتها للسلام فى الشرق الأوسط.. هنا القاهرة.. هنا المصرى.