بلاشك إن الحكمة هي بيت العقل الأصيل، وبين العقل والحكمة انسجام وعلاقة وطيدة، تمنح صفة العاقل للإنسان الحكيم، وتمنح صفه الحكمة للإنسان العاقل.
أن رجاحة العقل هي كفة الميزان الحقيقية لشخصية الإنسان ولا يعتبر السن معيار،المعيار هنا هو الفعل ورده وكيفية التعامل مع الحدث فى كل زمان ومكان وان لكل حدثً حديثً.
فكلما زاد إيمانك بالله نضج عقلك وأصبحت إنساناً قوياً مدركاً لمعطيات الحياة, فتصل بهذه المعطيات لنتائج مرجوة،وهذه الخصلة الراقية مطلب مشروع لكل إنسان غيور على نفسه وبيته ووطنه.
إن تفــشي ظاهرة العنف والفوضى والعشوائية والإسفاف في الكثير من مناحي الحياة وغياب الأخــلاق قد يؤكد على غياب العقل والحكمة عند الكثير, فتجد أغلب الناس اليوم هائمة تائهة تتبع كل ناعق وزاعق ومستهتر.
العقل الجاهل يظن أنه وصل إلى أعلى مراتب المعرفة وانه يعلم كل شيء، ويرى أن ما لديه يكفيه للدخول في أي نقاش وإبداء رأيه ,وبالتالي تظهر سطحيته، وسذاجته، وضآلة معلوماته خاصةً عند التعمق معه في أي حديث,معتقدا أن الآخر دائماً على خطأ، وأنه هو الوحيد صاحب التفكير الصحيح، الأمر الذي يجعل المناقشة معه صعبةً ولا فائدةَ منها.
وعن العقل الرجعي يعيش على الخرافات، أنّه لا يؤمن بالعلم، ويرى أن التطور شيء يخالف الدين والعقيدة، لذلك يحاربه، ويحاول إلغاءه، ويصدق ما يصدر من أنصاف المتعلمين، ويرى أن فى أقوالهم الحقيقة.
يعيش الإنسان في صراع دائم بين عقله وقلبه والشخص الواعي هو الذي يتحكم بأفكاره ومشاعره ويقبل ويرفض ولا يستعجل النتائج دائماً عقله هادئ ومتوازن وناضج اجتماعياً لان التعامل مع الناس يعطيه التجربة والدروس المستفادة في الحياة.
ينبغي أن يكون الإنسان واسع الأفق والمدارك ومتسلح بالمعرفة والثقافة متخذاً من القراءة والاطلاع منهجاً للتفكير السليم وأسلوب للحياة, فهو الحصن وخط الدفاع الأول, وإلا سيكون سهلا على دعاة الشر لتسميم أفكاره من خلال تسريب معتقدات خاطئة إلى عقله الباطن بدون حتى أن يشعربذلك.