في الفترة الأخيرة شاع القتل في المجتمع المصري،حيث شهدت الأعوام الماضية أحداث قتل وعنف بين الطلبة غير مبررة، والتى تطورت من مشاجرات ينتج عنها جرائم قتل غير مقصودة، إلى جرائم قتل ممنهجة مع سبق الإصرار ونية مبيَّتة وتخطيط للجريمة حتى تكون من أبشع الجرائم التى تهز الرأى العام.
والجديد علينا كمجتمع مسالم بطبعه، هذه الأحداث دقت ناقوس الخطر وجعلت الرأى العام يبحث عن أسباب هذه الجرائم؛ للوقوف على حل هذه المشكلة وإستئصالها من مجتمعنا، بل يجب التركيز على دور المرأة وأهميتها فى تكوين أسرة ومجتمع سليم وصحيح الأفكار،ويُعد العنف ضد المرأة والفتاة واحدًا من أكثر إنتهاكات حقوق الإنسان إنتشارًا وإستمرارًا وتدميرًا فى عالمنا اليوم، ولم يزل مجهولاً إلى حد كبير بسبب ما يحيط به من ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصم بالعار.
وهل والحب المَرضى هو القاتل الخفي الذي يؤدى إلى القتل حسب عمر الشخص، خاصة إذا كان فى مرحلة المراهقة،
أم سوء التربية وغياب رقابة الأسرة على أبنائهم؟ أم هناك مستجدات أخرى يمكن أن تساعد على نشر هذا الفكر الدموي؟ وأن التربية والنشأة لهما دور هام جداً فيما يحدث الآن، وأن البعد عن التهذيب والعقاب سواء فى البيوت أو المدارس هو ما أدى بنا إلى هذه الحالات بين الشباب، مثل تعرضهم بشكل مستمر إلى المشاهد السينمائية والتليفزيونية التى تحتوى على عنف، والتى تعمل على تنمية ظاهرة القتل فى المجتمع بشكل ملحوظ.
ولا شك أن هذه الجرائم أثارت الخوف وبثت الرعب بين الرأى العام، ولم يفكر أحد من مرتكبي جرائم القتل التي منينا بهاخاصة أولياء أمور طلبة الجامعات، فأصبحوا لا يأمنون على بناتهم فى ظل تسلسل الأحداث الدامية،وأن مسلسلات القتل الممنهج في الدراما من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى العنف وإرتكاب الجرائم، مع غياب العدل والتعرض للظلم والقهر والعنف، بالإضافة إلى الخلافات الأسرية المتعلقة أحياناً بالميراث وكذلك الطلاق الذي يؤدي إلى إنهيار الأسرة وضياع الأبناء، ويترتب عليه العديد من المشاكل، كالتسرب من التعليم وأطفال الشوارع وتشوهات نفسية للأبناء ومن ثم زيادة معدلات الجريمة، فإنهيار المجتمع يبدأ من إنهيار الأسرة، فيجب تفعيل الدور الرقابى أولاً، وبد الآن أن تقوم كل الجهات المعنية بدورها التثقيفى والتربوى والدينى، ولا نغفل الدور الرقابى للمصنفات على ما يتم بثه حتى نمنع كل مشاهد العنف والقتل التى تصدر لنا أفكاراً غريبة عن مجتمعنا المسالم بطبعه، ولا نغفل دور السوشيال ميديا والإعلام فى تسليط الضوء على السلبيات مما جعل الشباب فى حالة من التعود على هذه المشاهد البشعة والجرائم الغريبة عن مجتمعنا المصرى، ويجب أن نعتبر هذا السلوك سلوكا فردياً ولا يمكن تعميمه على الجيل بأكمله، ولا يجب إعتبارها ظاهرة حتى لا نوجد مبرراً لحدوثها مرة أخرى.
ومن أهم تلك الأسباب، هو ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين، وران عليهم الحقد والجشع في الدنيا، فكانت صدورهم أقفالا تعلوها أقفال. فأين ذهبت الأخلاق، وكيف أضاعوا الله وتعاليمه؟!
والمجتمع الآن يترنح ما بين الإفراط أو التفريط فإما تشدد وإهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين، كما أن هناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في التربية، فالتربية هي حجر الأساس في تشكيل الشخصية وتنشئتها تنشئة سوية وغياب دور الآباء في التربية وانشغالهم بالحياة المادية ومحاولة توفير متطلبات الحياة وإهمال الإشباع العاطفي للأبناء، كما أن أخطاء التربية تقود إلى جيل منحرف.
وأن التربية والنشأة لهما دور هام جدا فيما يحدث الآن، وأن البعد عن التهذيب والعقاب سواء فى البيوت أو المدارس هو ما أدى بنا إلى هذه الحالات بين الشباب، فيجب تفعيل الدور الرقابى أولا، حيث إن الحلول الأمنية ليست هى الحلول الوحيدة.
لذلك يجب أن تتضافر جميع الجهود للقضاء على الجريمةولابد من تصحيح المفاهيم الدينية ونشر روح السماحة والرحمة وقبول الآخر في المجتمع، وكذلك العمل على نسف جميع العادات والتقاليد المتوارثة التي تخالف صحيح الدين، وتخالف الإنسانية والرحمة والعدل، ويجب أن يكون للمدرسة دور في التوجيه والإرشاد وتقديم القدوة للطلبة، ومن الضروري تأهيل المقبلين على الزواج ليصبحوا آباء وأمهات قادرين على تنشئة جيل سوي وتوعيتهم بأسس التربية الصحيحة.