هويدا عوض أحمد تكتب : الإنقلاب

هويدا عوض أحمد تكتب : الإنقلاب
هويدا عوض أحمد تكتب : الإنقلاب

يختلف الإنقلاب العسكرى عن الإنقلاب السياسي أو الكوديللو الجديد ، كما يختلف عن الثورة .صموئيل هنتجنون. الثورة بأنها تغير داخلي وعنيق وسريع في نظام القيم السائد والمؤسسات السياسية والأبنيه الإجتماعية والنشاط الحكومي والقيادات .

اما الإنقلاب فهو .تغيير القيادة فقط وربما السياسات ان الثورة تأتي إلي السلطة علي أكتاف حركات شعبية منظمة كما في الصين وكوريا وموزمبيق وأنجولا ونيكاراجوا .

بمعني إتساع المشاركة فيها والتي ينعدم مثلها في الإنقلاب .وبغض النظر عن عنصر المشاركة .

فالإنقلاب .يفترض انه .تغيير للشريحة الحكومية في القمة .في حين تنطوي الثورة علي التغيير الشامل الذي يقلب كيان المجتمع رأسا علي عقب .لكن هذا العنصر يفقد أهميته في التمييز عندما يعمد قادة الإنقلاب إلي إحداث تغييرات جذرية في المجتمع مثلما حدث في أثيوبيا من تغيرات جذرية هيكلية اجراها خلفاء هيلاسلاسي .

وقد نقول ان الإنقلاب بانه الإحلال القسرى او الجبرى للمدنيين شاغلي السلطة بعناصر أخرى من القوات المسلحة 

أي انه حركة غير متوقعه مفاجئة ، خادعة ،عنيفه ،وغير شرعية ،خطيرة بالنسبة للمتامرين تماما كما بالنسبة للضحايا الذين تستهدفهم الحركة ، وهي من جانب العسكريين وتحتاج إلي مهارة عالية في التنفيذ وتستهدف تغيير الحكومة 

اتذكر مقولة جون كنيدي ان الإنقلاب هو  الحكومة العسكرية التي تأتي إلي السلطة بوسائل غير دستوريه وغير الشرعية 

أي انه محاولة العسكريين قلب الحكم المدني ، وهي محاولات منظمة وإن كانت تأخذ الشكل العسكرى ، فإن جوهرها سياسي .

وقد نقول انه إزالة أو محاولة إزالة الحاكم رئيس الدولة بالقوات المسلحة من خلال إستخدام او التهديد بإستخدام القوة 

ولقد تعاظم الإهتمام بدراسة الإنقلابات العسكرية في الفترة 1960 -1980.في العلوم الإجتماعية جميعا، حتي ان دراسة السياسة في أفريقيا السوداء صارت قاصرة علي دراسة التدخل العسكرى أو الحكم العسكرى فيها 

ويكفي لمعرفة حجم هذا الإهتمام الإشارة إلي الببليوجرافيا التي قدمتها افريكان كوارترلي عام 1976 عن الإنقلابات في افريقيا جنوب الصحراء وحدها ضمت 142مادة علمية  .

وايضا صموئيل ديكالو في كتابه الإنقلاب والحكم العسكرى في افريقيا 1976ببليوجرافيا تضم 287

مادة علمية عن التدخل العسكرى والعلاقة بين المدنيين والعسكريين والإنقلابات .

وقدم جيفن كنيدي في كتابه .العسكرية في العالم الثالث عام 1974ببلوجرافيا فيها 346 مادة علمية حول نفس الموضوع 

أن كل هذه المتغيرات التي إستخدمت في تفسير الإنقلابات لم تسهم في توضيح التباين بين الأنشطة الإنقلابيه .

أن الإنقلابات في افريقيا بالذات ترتبط بعامل واحد هو التنافس الشخصي ومصالح صانعي الإنقلاب ،وخصومهم ،وبدون فهم هذه العلاقة الشخصية لا يمكن فهم الإنقلابات ولا توقعها 

ان اسباب هذا الاهتمام بالإنقلابات إلي أنها أصبحت ظاهره عامة 

وفي الفترة من 1960-1982وقع في خمس واربعين دولة في افريقيا جنوب الصحراء إثنان وخمسون إنقلابا ناجحا .ومئة واثنان انقلاب فاشل 

ومحاولة إنقلابية علي اساس أن الأنقلاب الناجح هو الذي تمكن من تغيير الحاكم في القمة وبقي مسيطرا مدة تزيد علي اسبوع ، والفاشل لم يستمر هذه المدة او المدة او لم يتمكن من هذا التغيير ،

والمحاولة هي التي كشفت في بدايتها الاولي من خيوط التدبير والتآمر ثمان وثلاثون دولة من هذه الدول اي بنسبة 84% شهدت أشكالا من التدخل العسكري.

ومابين 1946-1970وقع في تسع وخمسين دولة في العالم مائتان وأربعة وسبعون إنقلابا بين فاشل وناجح 

ونري بوضوح ان الإنقلابات في الفترة مابين 1945-1972حدثت في أفريقيا جنوب الصحراء بمعدل 1.5انقلاب كل شهر .

ومرة كل اربعة اشهر في امريكا اللاتينية ،ومرة كل سبعة أشهر في آسيا ، وفي نفس الفترة حدث مائة وثمانية وعشرون إنقلابا ناجحا في ثمان وسبعين دولة في العالم .

وهناك اربع دول عانت وحدها من تسعة وعشرين إنقلابا ناجحا بمعدل 22.7وهي الدول التي يمكن ان يقال عنها انها أدمنت الظاهرة الإنقلابية وهي سورية 11إنقلاب. حتي جاءت الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد والتي قضت علي هذه الظاهرة في سوريا إلي غير رجعه -وبوليفيا 7 إنقلابات 

وداهومي 6 إنقلابات .وهايتي .5إنقلابات .والسودان ، وإن هناك فقط إثنتين وعشرين دولة متقدمة في العالم هي التي لم تشهد الظاهرة الإنقلابية ، وانه من بين مائة واثنتي عشرة دولة في العالم الثالث تشهد حركة تنمية واسعة وسريعة فقط ست دول هي :المكسيك وفنزويلا وإستراليا وكينيا وسريلانكا وتونس هي التي تمكنت من ترويض جيوشها او تحييدها ويلاحظ ايضا ان ظاهرة الإنقلابات اخذت الفترة 1950-1940خطا تصاعديا .

فقد تزايد عددها من 21% عام 1950 إلي 45%عام 1970.

وايضا حدث في العالم في الفترة 1958-1978مائة وسبعة وخمسون إنقلابا بمعدل ثمانية في العام منها سته في أوروبا وأمريكا الشمالية وإستراليا جميعا وواحد وخمسون في بلدان العالم الثالث ومنها ثلاثة وتسعون انقلابا ناجحا وخمسة واربعون محاولة إنقلابية .وتستقبل افريقيا وحدها بما فيها افريقيا العربيه بخمسة وستين إنقلابا .

الانقلابات السياسية هي اما ان تكون توجهات شخصيه او جماعيه او من الجيش او من جهات خارج الدولة لدعم اطماعها وتدخلها من خلال اشخاص او جماعات 

وهكذا نرى ان موضوع الإنقلاب له تدابير واتجاهات كبيرة جدا وتداعيات يحسب لها كل الاطراف حسابات دقيقه جدا .

الدول القويه جيشا وشعبا تقوم بإحتياطات قويه جدا ضد اي إنقلاب ضد توجهاتها .