سامح أدوار سعدالله يكتب :النيروز

سامح أدوار سعدالله يكتب :النيروز
سامح أدوار سعدالله يكتب :النيروز
النيروز رأس السنة المصرية القبطية الجديدة 
رأس السنة القبطية (السنة المصرية القديمة )يوافق الحادي عشر من شهر سبتمبر من السنة الميلادية كل عام , و نعلم جيدًا أن التاريخ و  الحضارة القبطية هي الامتداد الطبيعي للحضارة و التاريخ المصري القديم , على ما هو معروف فكلمة القبطية هي مصرية و يقال : ذكرت مع الغزو الإغريقي لمصر و لكن أظنها قبل ذلك بكثر حيث أن قبط هو واحد من أبناء حام أبن نوح و قبط أنجب مصرايم   و" منها مصر كانت تسمى كيمي أو عرفها العرب باسم «مِصر» ويسميها المصريون في لهجتهم «مَصر». أما الاسم الذي عرف به الفراعنة موطنهم في اللغة هو كِمِيتأو كيمى  وتعني «الأرض السوداء»، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت المحيطة بها." كما تقول بعص الآراء , فالقبط هو أبو المصريين من نسل حام و سميت مصر إيجبتوس كما أطلق عليها الإغريق .
المعروف أن شهر توت هو أول شهور السنة المصرية القديمة و امتدد لألف السنين و هو  مشتق من الإله تحوت إله المعرفة    وهو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.. وقد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام.. مما يعني أن السنة القبطية ، سنة نجمية وليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي احتاجت للتعديل الغر يغوري وبالتالي لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس  تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعري اليمينية تكبر الشمس  بـ200 مرة، مما يعني أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية..
يعود اصل هذه التقويم إلى 1235 قبل الميلاد، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسئ، كما يضاف في السنة الرابعة يومًا إلى أيام النسئ، فتصبح ستة أيام بدلًا من خمسة، وذلك بأمر من بطليموس الثالث سنة 238، فأصبح عدد أيام السنة 365 يومًا مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسي.
و السنة المصرية( القديمة القبطية ) تتكون من ثلاثة عشر شهر حملت هذه الشهور أسماء مصرية قديمة (هيروغليفية)، ثم حُوِّرَتْ إلى القبطية وهيَ كالاتي : 
توت (11/12 سبتمبر) = نسبة إلى الاله المصري "توت أو تحوت (إله الحكمة والعلم والكتابة وحامى الكتبة).
بابة (10/11 أكتوبر)  = «آبة» هو الاسم الأصلي للأقصر، وكذلك نسبة إلى عيد أوبت:و عيد انتقال الإله آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر.
هاتور(10/11 نوفمبر)= نسبة إلى حاتحور (هاتور في القبطية) الهة العطاء والحب والموسيقى.
كيهك أو كياك (10/11 ديسمبر)=مشتق من التعبير كا-حر-كا أي قرين مع قرين.ومعناه: عيد اجتماع الأرواح عند الفراعنة.
طوبة(9/10 يناير)= مشتق من الكلمة المصرية القديمة تاعبت وهو أحد الاعياد.
أمشير(8/9 فبراير)= إشارة إلى عيد يرتبط بالاله «مخير» وهو الاله المسؤول عن الزوابع.
برمهات (10/11 مارس)= ربما نسبة إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب.
برمودة(9 أبريل)= نسبة إلى إله الحصاد الفرعونى (رنودة).
بشنس(9 مايو)= نسبة إلى الاله خونسو (خنس في القبطية)إله القمر عند الفراعنة وممثل دور الابن في ثالوث طيبة.
• بؤونة(8يونيو)= نسبة إلى عيد «أنت» أي عيد الوادى وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى غربه.وكانت الذبائح تقدم تكريماً للراقدين.
أبيب(8 يوليو)=عيد الإلهة أبيبى عند الفراعنة.
مسره (مسرى)7 أغسطس= نسبة إلى مسو-رع أي ولادة رَع.
النسي أو الشهر الصغير، يحتفل بأوزيريس في أول هذه الأيام"
أصل الكلمة 
كلمة نيروز جات من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار، لأن فى الوقت ده من السنه هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، سبب الحياة في مصر. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف ال"سى" للأعراب كعادتهم فأصبحت "نيروس" فظنها العرب كلمة نيروز الفارسية. أما عن "ال نوروز أو النيروز الفارسية" فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس ومنه جه الخلط من العرب
و ليس ذلك فقد بل تتشابه مع كلمة نيروز بمعني جديد مع اللغة الكردية و الأكراد كما هم معروف يعيشون في أجزاء من سويا و العراق و أيران . و يحتفلون بعيد السنة الجديدة نيروز تيروز مكون من كلمتين نو (جديد) روز أو روج بمعنى اليوم الجديد
 
عيد النيروز عند الأقباط
- ومع عصر الامبراطور دقلديانوس و هو أقسى عصور الاضطهاد ضد المسيحية- أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور الذي  يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =284 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء عند المسيحيين. وكان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلى الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم. ويحتفل الأقباط بهذا العيد إلى يومنا هذا فيعتبر عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة
 
 
عيد النيروز عند العرب 
يذكر المقريزي الذي عاش في عصر المماليك "مظاهر الاحتفال برأس السنة المصرية في العصور الوسطى، والذي كان واحدًا من الاحتفالات الكبرى التي يحتفل بها المصريون جميعًا مسلمون ومسيحيون.
كما كانت الدولة في العصر الفاطمي تحتفل على المستوى الرسمي بعيد النيروز، بتوزيع العطايا والهدايا، إلي جانب الاحتفالات الشعبية، وكانت عبارة عن كرنفال شعبي يخرج فيه الناس للمتنزهات العامة ويرشون بعضهم بالماء، ويختارون من بينهم شخصًا ينصبونه أميرًا للنيروز يسير بموكبه في الشوارع والحارات ويفرض على الناس الرسوم"
وبذلك يصبح العمل بالسنة القبطية في داخل الكنيسة القبطية من خلال تسجيل عقود الزواج و المعمودية و السنكسارو القراءات اليومية في القداسات  و الاعياد المسيحية و مسجل على  التقويم المسيحي و النتائج و يسجل بالسنة القبطية ( التقويم القبطي للشهداء ) و هو عصر دقليديانوس و كان خاتم الشهداء هو الباب بطرس الثاني  سنة 284 ميلادية . وقام بقتل من لا يخضع ويبخر لآلهته بوحشية، فاتخذ الأقباط من سنة 284 م إبان حكم "دقلديانوس" بداية للتقويم القبطي وأطلقت الكنيسة الأرثوذكسية عليه تقويم "الشهداء".
لتكون سنة 2022ميلادية في 11 سبتمبر يوافق  الأول من شهر توت لسنة 1736 للشهداء حسب التقويم القبطي و الذي مازالت تعمل  به الكنيسة الأرثوذكسية إلى يومنا هذا
, و يحتفل به الاقباط المسيحيون كل عام في يوم 11 سبتمبر و تعيد له الكنيسة بصلوات و تسبيح 
و لذلك هذا التقويم أي رأس السنة الجديدة و تسمي النيروز هو رأس السنة المصرية القديمة و بالتقويم الشمسي و هو أدق التقويمات المعمول بها و أستمر على مدار التاريخ مرورًا بالعصور المختلفة من خلال الغزوات المختلفة من الهكسوس أو وآشوريين و فرس و بطالمة و الرومان ثم العرب .