الإعلام الرقمي بلا شك واقع حتمي مع غزو وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة لكل بقاع الدنيا ولكافة المجتمعات بجميع قطاعاتها..
والإعلام الرقمي يعكس ثقافة هذه الشرائح المجتمعية بكافة أطيافها الراقي منها والمعتدل والمتدني ولكل مجتمع اهتماماته والتي تعكسها نسبة المتابعات وعلى أساسها تنبثق الترندات وتذيع بين الناس ..
توجيه هذا الإعلام الرقمي والتحكم فيه مسألة شبه مستحيلة مهما بلغت قوة الدولة وقد أضحى العالم قرية واحدة وكل ممنوع مرغوب بطبيعة الحال والحل يكمن في منافسته وطرح محتوى رقمي جيد ومتميز ومبهر يجذب الناس ويعالج قضاياهم بعقلانية واستنارة وبواقعية ووضوح ..هذا هو التوجه الذي يستقيم مع روح العصر وأدواته ويخاطب الشباب بوسائلهم ..فماذا لو تحولت الأحزاب السياسية ورجالاتها والنواب مثلا من الخطابة في المناسبات وفي الجلسات البرلمانية وفي السرادقات والمناسبات الاجتماعية إلى مخاطبة الشباب عبر الإعلام الرقمي والتوجه نحو تبني صناعة يوتوبرز من شباب الأحزاب ومن رجال الفكر والأدباء والجمعيات الأهلية للاقتراب من الشباب والتفاعل مع مشاكلهم وأحلامهم وقضاياهم حتما ستظهر ترندات لقضايا مجتمعية تستحق العناية وستفرز مواهب حقيقية وعقليات جيدة وأفكار خلاقة ومخترعات مفيدة تستحق تسليط الضوء والبناء عليها وستسهم في نهضة المجتمعات وتعظيم دور شبابها بدلا من ترندات حافلة بالسخف والتفاهة تتصدر الإعلام الرقمي الآن ..
ليس هناك ما هو أدل على تأثير الإعلام الرقمي من قدرته على جمع ملايين الجنيهات في فترة وجيزة لإنقاذ مرضى ضمور العضلات من الأطفال المحتاجين لعلاج باهظ التكلفة في وقت قياسي ومن خلال الإعلام الرقمي وتسليط الضوء على الحالات وبيان مصداقيتها أمكن تدبير هذه المبالغ لعشرات الحالات ولازال العمل على قدم وساق إنها قدرة الإعلام الرقمي على خدمة المجتمع وأبنائه لو أخذ اتجاهه السليم والضروري والنافع.