منى باروما تكتب : البلطجة وشاطئ بيانكي

منى باروما تكتب : البلطجة وشاطئ بيانكي
منى باروما تكتب : البلطجة وشاطئ بيانكي
شاطئ بيانكي الذي كان يقطنه العظماء من الكتاب والفنانيين والسياسيين لما يتميز من هدوء وسحر البحر وجمال المياه الزرقاء مما شجع احدى الشركات في التسعينات لانشاء كمبوند باسم زهراء بيانكي والذي تطل وجهته علي البحر مباشرة وكان يتميز بالخصوصية وله بوابات خروج ودخول وأمن ومخطط به حمامات سباحة بين العمارات لم تتم وسينما أيضًا، وكان يحدث في كل صيف تخصيص جزء من الشاطئ يقام عليه الحفلات، ويأتي الرواد بمنتهي الرقي والتحضر يتنافسون علي الدخول وكان من هذه الشواطئ (كربيانو) وغيره وكان هناك اختيار لمن يستأجر هذا المكان ويقدم مواصفات معينة ليأخذ تصاريح بذلك ويدفع المقابل، هذا بجانب الشاطئ الخاص لكمبوند زهراء بيناكي.
وللحظ العثر ذهبت لقضاء إجازة العيد هناك كي أستجم لما لدي من ذاكره عن المكان وكانت المفاجأة المفزعه تحول المكان الي عشوائيات قذرة مجمع للقمامة والكلاب الضالة وتم ازالة البوابات وسيطر البلطجية علي الشاطئ الذي أصبح شاطئ عام للعوام من كل مكان وتم تأجيره لمجموعة ضالة ، لتصبح التذكره بعشرة جنيهات للفرد.
وتحول إلي سيرك لحملة أواني الطهي والمحشي وصناعة الخيام بالملايات ورمي المخلفات علي الفلل والشاليهات، وكأنهم يشاركون أصحاب الشاليهات في المكان هذا بعلم السادة مسؤلي حي العجمي بيطاش بالاسكندرية مع سبق الاصرار والترصد وأصبح ملاك الشاليهات والفلل لا يستطيعون الاستمرار مع هذا السيرك الذي حول المكان الراقي الي منطقة عشوائية يحكمها البلطجية وأصحاب السوابق كما تم طمس معالم المنطقة بالكامل وأصبح مدخل سينما سمر مون في خبر كان لم تعد هناك سينما أو أوتيل وأصبح شارع شهر العسل كابوس وكأنه الصين الشعبية، وتحول الشارع الي محلات ومطاعم شعبية والمباني أصبحت ناطحات سحاب وشارع الحنفيه الذي كانت تقطن فيه سيده الشاشه في فيلتها كل صيف أصبح عشوائي لا أعلم من سيطر عليه من البدو وتم هدم الفيلات ويقام بدلًا منها ناطحات سحاب والأسوار تتحرك متر وراء الأخر والشارع يضيق ويضيق ويختنق ولم يعد يستحمل غير سيارة واحدة.
أين الحي وأين المسؤلين والفيلات المتبقية أصبحت وكرًا للخارجين عن القانون ولفت نظري أن هناك فيلا يكتب عليها علاج الإدمان والمدمنيين هل هناك تراخيص بها، والمحلات التي شغلت الطريق حتي ضاقت الدنيا وجفت المياه وأصبح شارع الحنفية ليس له علاقة بالمياه والمياه تنقطع بالأيام والمجاري تطفح وتغرق الأزقة والروائح لا تحتمل ولا أحد يبالي ولا مسئول يتابع، هل هناك اصرار علي تدمير كل ما هو جميل وتحويله الي قبيح؟ ولماذا تم التعدي علي بوابات كمبوند زهراء بيانكي وجعلها مشاع؟ ولماذا تم تحويل الشاطئ الي عام وأصبح محتلًا من رواد ليسوا من المكان مع انتشار البلطجة والخناقات وحرمان أصحاب المكان من لحظة هدوء؟.
هل هناك تعمد من المسئولين في الحي لادارة الشواطئ لتحويلها لعشوائيات وتحدي لقرارات سياده الرئيس لمحاربة العشو ائيات والمخالفات في المباني وهدم الفيلات، وتحويلها الي ناطحات سحاب وتدمير استثمارات أصحاب الشاليهات والفيلات مع سبق الاصرار.
العجمي بيطاش من سينما سمر مون وشارع الحنفية حتي زهراء بيانكي وشاطئها، اهداء إلى السيد محافظ الاسكندرية وادعوه بصفتي مواطنه مصرية لزيارة المكان ليري بنفسه ما فعله الحي ومسؤلينه في هذا المكان والرجاء الزياره تكون مفاجأة، وستكون الدعوة القادمة للسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.